Oliver كتبها
- الرب يسوع المسيح هو الذي صالح مملكتين اليهودية و إسرائيل بكوب ماء واحد.أخمد خصومة تاريخية وسط شعبه بعمق حبه اللامحدود هذا هو كأس الماء البارد الغير المنسي قدام الآب القدوس .عند بئر أبينا يعقوب الذي فيه تجتمع الأسباط جلس المسيح متعباً من خصومة وسط الجسد الواحد.في المكان الذي إنتقم فيه أولاد يعقوب لأختهم حين دنسها شكيم و هناك قتلوه فجاء الرب مكان النقمة ليجعله مكاناً للصلح بين الأمم تك34 .
 
كان اليهود لا يعاملون السامريين و السامريون لا يعاملون اليهود.بينما نسب اليهود أنفسهم لإبراهيم نسبوا إسرائيل بأسباطه العشرة إلي جبل السامرة إش 7: 9.
 
اليهود يطلقون علي المنبوذ أنه سامري فلما وبخ المسيح اليهود يو8 قالوا ألم نقل أنك سامري.والسامريون يعتبرون اليهودي مرتداً فلما ذهب المسيح للسامرية قالت له أنت يهودي.
 
تبرأت منه جميع أسباطه. إتفق الجميع علي مجئ المسيا مع أنهم إختلفوا في أمور كثيرة.جاء المسيا إلينا عطشاناً إلي ماء يخرج من جنبه يمنحنا الحياة .هذا ما لم تدركه السامرية كما لم تدركه البشرية إلا متأخراً. لما صار في البشرية سكني الروح القدس نهر الماء الحي لم تعد تعطش.
 
- الفرق كبير بين الإنسان قبل ثم بعد معرفة المسيح. هذه الرائعة السامرية تغير كل شيء داخلها و خارجها.
 
كانت قادمة إلي البئر و ليس إلي المسيح أما المسيح فقد جاء لأجل السامرية و ليس إلي البئر.جاءت تخفي وجهها في الجرة خوفاً من الناس الذين تتجنبهم و عادت رافعة الرأس كالمنتصرين في الوادي.
 
جاءت بفكر يرفض الآخر و عادت تكرز للآخر بكل مشاعرها و يقينها.جاءت و هي تظن أن لا أحد يعرف أسرارها و عادت تعلن بجرأة عجيبة أنها تقابلت مع من يعرف كل شيء عنها و عنا و تدعو الناس إليه.جاءت و هي تبحث في عقلها أين تسجد و المكان يشغلها و عادت و هي تؤمن في قلبها كيف تسجد و المحبة لله تلهب قلبها.جاءت بأسئلة و شكوك و عادت بيقين ينقل الجبال.
 
جاءت مثلما سار يعقوب هاربا من وجه عيسو لا يملك سوي عصاه لكنها عادت كما عاد يعقوب صاحب البئر في عودته بجيشين تك32: 10 ماء الحياة في جيشين هما نفسها و جسدها لأنها تظللت بحبة الحنطة عند البئر و بالجيشين كرزت.
 
جاءت عاجزة و عادت كارزة.جاءت متكلة علي جرة ودلو و حبل و عادت تاركة الجرة لأنها مشققة و الدلو إذ لا يصلح للماء الحي لأنه يصدأ و الحبل تركته لأن المسيح من أجلنا قد صلب مقيداً بالمسامير. الأهم أنها جاءت بخطاياها و عادت مغفورة الخطايا و في هذا المسيح العجيب الربح الأبدي.
 
- يا سامرية يا سامرية إنقلي لنا خبرة التسبحة الصامتة في كرازتك الناطقة بلهيب الروح القدس الذى إتقد في قلبك حتى خطفك الشوق للتغني بإسم المسيح .علميني كيف تركت كل شيء منشغلة فقط بأوصافه.كيف سبحتي في عباراتك هذا الذي لم يظن السامريون أنهم يسمعون له.تفتخرين بجرأة قدامهم بالمسيا و
 
إستعلانات الأبدية تتوالي لأن الرب كشف ما في قلبك ثم كشف لك شخصه ثم كشف لك ماء الحياة التي لم يذق منها إلا من طلبها فيأخذها مجاناً.تسبحتك جعلتك تقفزين كالأيائل لا تدركين المكان و لا يهمك الناس لأن المسيح القدوس ملأ عينيك حتي و أنت في السامرة. تصيحين فينتبه الناس و يتوقف السائرون ليسمعوا لإمرأة ما كانوا يرتضون من قبل أن يعبر ظلها عليهم.هل زودتك التسبحة بقوة و جناحين.
 
علمينا كيف صارت الكرازة تسبحة و صارت التسبحة كرازة فما عدنا نعرف الفرق بين أن نكلم الله عن الناس أو نكلم الناس عن الله فهما الجناحان اللذان بهما إرتفعتِ يا سامرية.علمينا أيتها التقية كيف نترك النفس كما تركتِ الجرة و نتوقف عن الإنشغال بما هو أسفل كما تركت الدلو و نكف عن الشهادة بمحاولات بشرية كما تركتِ الحبل و نذهب مثلك متقدين بروح الله و هو يأخذ من المسيح و يخبرنا.
 
علمينا يا تقية ألا ننتظر طويلاً إذا ألهبنا الروح بل نستجب لفعله علي التو غير ناظرين إلي ما في أيادينا بل إلي ما أخذناه في القلب بالإيمان و نذهب معك و لو إلي السامرة أو أقصي الأرض حينها نسمع مثلما سمعتِ من السامريين أنه ليس بسبب كلامك نؤمن بل الروح القدس هو الشاهد الأمين للآب و الإبن و هو الناطق في كل لسان يتقدس للمسيح.
 
أخذتِ لسان الذين باركوا المسيح الرب و أسرعت تفتخرين بـأمر واحد و هو أنه عرفك قبل أن تعرفيه ألهبك وحي الروح القدس قبل أن يختبره بولس فنقل تسبحتك و هو يقصدك و يقصد نفسه و يقصدنا نحن الأمم أيضاً قائلا لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة إبنه ليكون بكراً بين أخوة كثيرين رو8: 29. .و صرنا أخوة إبن الله بالتبني أف1: 5.ما أجملك أيتها الكارزة التي سبقت التلاميذ القديسين في الشهادة للمسيا الذي ما زال عند البئر يصالح بروحه القدوس و يجمع المتفرقين إلي واحد.