أبونا بولس باسيلي: سيرة رجل ومسيرة وطن (3)

فرانسوا باسيلي

بقلم: فرانسوا باسيلي
رجل الوطن:
كان الحس الوطني لدى والدي فؤاد باسيلي جارفًا منذ شبابه، فقد انضم مبكرًا إلى حزب "مصر الفتاة" في العهد الملكي الذي كان ينادي باستقلال مصر واعتماد المصريين على أنفسهم مع عدم التفرقة بين مسلم وقبطي، وفي الستينات قبل رسامته كاهنًا نزل الانتخابات عدة مرات وانتخب عضوًا في الهيئات السياسية الوحيدة في ذلك الوقت وهي الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي. وبعد رسامته كاهنًا استمر في نشاطه الوطني ورشح نفسه في أول انتخابات للبرلمان في عهد الرئيس السادات عام 1971 وذلك في دائرة شبرا، وقد ترشح أمامه وزير سابق لم تكن له جذور في شبرا وانتخب المواطنون بشبرا القسيس القبطي ابن شبرا رافضين الوزير المسلم، ورغم أن للأقباط نسبة مرتفعة نسبيًا في شبرا إلا أنه لم يكن من الممكن لأبونا بولس النجاح لو لم ينتخبه المسلمون مع الأقباط، وكان هذا طبيعيا فقد كانت له شعبية كبيرة كرجل دين مسيحي محب للجميع وخادم للناس جميعًا بغض النظر عن دينهم، وكان صادقًا في مشاعره هذه يؤيدها بالأفعال والخدمات الكثيرة التي يقدمها للمواطنين وكان معروفًا بأنه رجل الوحدة الوطنية يوم أن كانت هي وحدة حقيقية ووطنية خالصة.
ويجب أن نتذكر أن هذا قد وقع في الوقت الذي كانت فيه سيناء محتلة من الجيش الإسرائيلي، وكانت مصر في سنوات الاستعداد والتدريب الشاق من أجل تحرير الوطن، وكانت الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين من بديهيات الأشياء ولم تكن مسلسلات الاعتداءات والعنف ضد الأقباط قد بدأت بعد، إذ أن أول حادثة اعتداء كانت هي حرق كنيسة الخانكة عام 1972.

وفي تحقيق صحفي بجريدة وطني بقلم الأستاذ عزت سامي عن دخول أبونا بولس إلى مجلس الشعب يقول: "من الظواهر اللافتة للانتباه في التشكيل الجديد لمجلس الشعب الذي جاءت به الانتخابات الحرة دخول رجل دين مسيحي هذا المجلس عضوًا منتخبًا عن دائرة شبرا هو الأب القمص بولس باسيلي، فكان القمص بولس بذلك أول كاهن يدخل العمل البرلماني سواء في تاريخ الكنيسة القبطية أو في التاريخ النيابي لمصر.. والنائب الجديد يدخل مجال العمل البرلماني متسلحًا بما له من ماضِ طويل وعريق في مجالات المنابر منذ عام 1938 عندما تخرج من الكلية الإكليريكية فعين بها أستاذًا لفن الوعظ.. كما أسس في عام 1952 الإتحاد الإكليريكي العام الذي يضم 900 كاهن وواعظ ومدرس دين، ثم أنشأ عام 1953 جمعية الكرمة القبطية للمكفوفين، فضلاً عن جولاته في الخارج لتمثيل مصر في المؤتمرات الدولية. ففي عام 1954 حضر مؤتمر الشباب المسيحي بالخرطوم وجال في مدن السودان الشقيق واعظًا ومعلمًا، وفي 1955 اشترك في مؤتمر السلام العالمي بوارسو ممثلاً للصحافة القبطية، وفي 1964 اشترك في مؤتمر إذاعة صوت الإنجيل في بيروت، كما اشترك في البعثة البابوية التي أرسلها البابا كيرلس السادس لاستعادة رفات القديس مار مرقس من إيطاليا وقد منحه البابا بولس السادس بابا الفاتيكان ميدالية القديس بطرس تقديرًا لجهوده.

وفي رده على سؤال محرر جريدة وطني: ماذا يعني دخول قسيس إلى مجلس الشعب لأول مرة؟ يقول القمص بولس باسيلي: "قبل كل شيء أرجو ألا تنسى دور الكنيسة الفعال في الحركة الوطنية المصرية منذ عام 1919.. وكيف كان الأب الراحل القمص سرجيوس يدخل الأزهر ويخطب فيه حتى هدده الإنجليز بترحيله لأنهم خشوا أن يشعل نار الوطنية.. وكان القمص سرجيوس دائمًا إلى يمين سعد زغلول يخطب في كل مكان منددًا بالاستعمار، وبهذا استطاعت الكنيسة أن تسهم بنصيب كبير في خدمة المجال السياسي الوطني إبان ثورة 1919".
وهكذا نجد أن أبونا بولس باسيلي كان واعيًا تمامًا بدوره الوطني إلى جانب دوره الديني، مكملاً بذلك المسار الوطني الباهر الذي خطه القمص سرجيوس قبله في النصف الأول من القرن العشرين، مثبتًا أن الكنيسة القبطية تظل دائمًا كنيسة مصرية وطنية واعية وفاعلة.
وبعد انتصار مصر الباهر في حرب أكتوبر 1973 اختار مجلس الشعب المصري أبونا بولس باسيلي ليسلم نجمة سيناء لأحد أبطال العبور.

* حقوق الأقباط:
دخول القمص بولس باسيلي مجلس الشعب وتمتعه بكل تلك المناصب العليا والمكانة المرموقة على الساحة المصرية في مطلع السبعينيات لم تجعله يتجاهل حقوق الأقباط حفاظًا على مراكزه، ولذلك نجد في أول جلسة له في مجلس الشعب المشهد التالي:
"كان المجلس مكتملاً برئاسة الأستاذ الكبير حافظ بدوي، وكانت الحكومة بكامل هيئتها برئاسة السيد الدكتور عزيز صدقي، وسأنقل عن مضبطة المجلس نص الكلمة التي ألقاها أبونا بولس باسيلي في تلك الجلسة، ومنها:

السيد رئيس المجلس، السادة الزملاء:
(بعد المطالبة بحقوق فئات الشعب المهضومة الحقوق من ذوي الاحتياجات الخاصة – ولم يكن يتحدث عنهم أحد في مصر في السبعينات) نقرأ النص التالي لما قاله تحت عنوان: "ثانيًا: الخط الهمايوني:.. إنني أذكر المسئولين بأن هناك قوانين مازلنا نُحكم بها.. قوانين مستوردة من الدولة العثمانية ومنها القانون الذي يعرف بالخط الهمايوني، وهو الذي يضع مائة عقبة وعقبة في سبيل بناء دور العبادة...").
وعلينا أن نتذكر هنا أنه عندما صرح أبونا بولس بهذا الكلام في عام 1971 لم تكن هنالك ما يعرف بالقضية القبطية ولم يكن هناك أقباط المهجر ولا هيئات قبطية ولم يكن هنالك وعي بحقوق الأقباط بالشكل المعروف اليوم.

* رجل الفكر سابق لعصره:
من المشاهد التي انطبعت في ذاكرتي وأنا طفل تحلقنا أنا وأخي الأصغر سمير (لم يكن ثالثنا فريد قد ولد بعد) ووالدتي حول أبي وهو يعرض علينا بحماس وزهو بعض الصور الدينية الملونة البديعة التي سيختار منها واحدة لتكون هي غلاف العدد التالي من "مجلة مار جرجس" التي أصدرها عام 1949 واستمر يصدرها وحده وعلى حسابه الخاص –بانتظام كل شهر لمدة ثلاثة وثلاثين عامًا– عمر السيد المسيح على الأرض، حتى أوقفها نظام السادات مع قرار إدخاله لأبونا بولس السجن عام 1981. ولم يصرح له بمعاودة إصدارها بعد خروجه لأنه ليس من المسموح "لأصحاب السوابق" أن يصدروا مجلات!!
وكانت مجلة مار جرجس تصدر في شكل صحفي متطور وسابق لعصرها إذ لم تكن معظم المجلات القبطية في ذلك الوقت تهتم بالمهنية الصحفية وكان معظمها يصدر بنفس الغلاف كل عدد مع تغيير عناوين المقالات والتاريخ فقط، وكان والدي يحرص على صدور مجلته بشكل يليق برسالتها وبمضمونها، رغم أن ذلك كان مكلفًا جدًا وفي زمن لم تكن فيه ثقافة الإعلان شائعة.

لقد كانت مجلة مار جرجس رائدة في الصحافة القبطية بلا شك والغريب أنني عثرت على كتاب عن الصحافة القبطية صدر مؤخرًا ولم أجد به ذكرًا لمجلة مار جرجس التي صدرت على مدى ثلث قرن بلا انقطاع!!
ولا أنسى مشهدًا آخر حين زارنا في البيت محصل للضرائب وسمعته يقول لأبي باستنكار: كيف تريد أن تقنعني أنك تصرف من جيبك على هذه المجلة وأنها لا تدر ربحًا عليك؟! فإذا كانت سببًا في خسارتك فهل من المعقول أن تستمر في إصدارها كل شهر؟!
قال ذلك وهو يطفئ سيجارته بعصبية في المطفأة التي بجواره.. فقال له والدي في هدوء: يا عزيزي.. دعني أسألك سؤالاً.. قال: تفضل، فسأله أبي: إن السيجارة التي قمت بإطفائها الآن تسبب لك خسارة مادية وصحية فهل يمكنك أن تقول لي لماذا تستمر في تعاطيها كل يوم؟! فأجاب الرجل: لأنني أجد فيها لذة. فقال والدي: وأنا كذلك أجد في مجلة مار جرجس لذة ما بعدها لذة ولذلك أنفق عليها من وقتي ومالي وجهدي.. فاقتنع المحصل بعض الشيء وقام بتخفيض المبلغ المُبالغ فيه الذي كان يطلبه من أبي كضريبة ربح على مجلة لا تربح سوى النفوس، وليس الفلوس!

بالإضافة إلى مجلة مار جرجس أصدر أبي أكثر من أربعين كتابًا من عناوينها: "المواعظ النموذجية (سلسلة)، الأقباط وطنية وتاريخ، أمام المذياع، المسيح من هو؟، أستطيع كل شيء، أنت أخي وأنا أحبك، ذكرياتي في نصف قرن، وغيرها".
وكان منفتحًا تمامًا على كافة الأنشطة الثقافية والأدبية فهو أديب وشاعر له قصائد عمودية عديدة.. وأذكر أنه في بداية الستينات أقام حفلة لجمع التبرعات لجمعية الكرمة للمكفوفين تعاقد فيها مع المسرح القومي وقتها لتقديم مسرحية "السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم، وقام في بدايتها بعرض ما تقوم به الجمعية من أجل المكفوفين، ثم قدمت الفرقة مسرحية "السلطان الحائر" كاملة لجمهورها من الأقباط الذين لم يكن معظمهم قد ارتاد مسرحا من قبل في حياته!
وقبل كل شيء كانت الاستنارة تعني عدم الانغلاق والتعصب وتعني الانفتاح على الآخر وعلى الثقافات العربية والعالمية، وعلى الأديان الأخرى، ولا شك أن هذا الانفتاح الفكري هو أحد أهم الدروس التي تعلمتها من والدي، وكم أنا ممتن لذلك.

* رجل الإنسانية: معجزة في الشرق الأوسط
بالإضافة إلى الجوانب الدينية والوطنية والفكرية فهناك جانب رابع من جوانب أنشطة القمص بولس باسيلي هو جانب الخدمات الاجتماعية التي كان له فيها إنجازات مدهشة، إنك لتصاب بدهشة حقيقية حين تنظر إلى حجم المؤسسات الاجتماعية التي قام بإنشائها وفي الزمن المبكر الذي ظهرت فيه، في ريادة حقيقية لهذا النوع من الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر، فقد أسس أبونا بولس جمعية الكرمة للمكفوفين عام 1953 بميزانية 8 جنيهات (وهو مبلغ لا بأس به في ذلك الوقت!!) لتصل ميزانيتها إلى ثلثي مليون جنيه عام 2001، ولعلها قد تخطت المليون جنيه اليوم.
وقد نمت من شقة ضيقة إلى عدة مجمعات من عدد من المنازل في القاهرة والإسكندرية. إنها الآن 14 مؤسسة في مؤسسة واحدة تضم مؤسسات للمكفوفين والكفيفات، والعجائز والأرامل، وحضانة أطفال، ورعاية للمسنين والمسنات، ودار للمغتربات، ومستوصف للعلاج الخيري، ونادي للأطفال، ومكتبة صوتية للمكفوفين تضم أعمال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والعقاد وسلامة موسى وغيرهم، ومجمع للتصييف في شاطئ أبو قير على البحر الأبيض.
وقد كانت جمعية الكرمة أول مؤسسة خاصة لرعاية الأطفال المكفوفين في مصر، قامت بالعناية بالمئات من الأطفال المكفوفين من الجنسين وتربيتهم وتعليمهم حتى حصل بعضهم على شهادات الماجستير والدكتوراه في الآداب، وقد ذاع صيت الجمعية عالميًا فزارتها بعثة من مؤسسة جون ملتون الأمريكية الذي سجل سكرتيرها العام دكتور سميث كلمة بعد زيارته للجمعية قال فيها: "نحن أمام معجزة في الشرق الأوسط"!

أما المسئولون المصريون فلم يكن اندهاشهم وتقديرهم أقل من ذلك، فقد قال الأستاذ أنور احمد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية وقتها: "لو كان الأمر بيدي وحدي لأفرغت جميع صناديق الإعانات بالوزارة في صندوق جمعية الكرمة".. وقد قدرت الدولة القمص باسيلي فمنحته في عام 1973 شهادة تقدير للعمل الاجتماعي، ثم سلمته السيدة جيهان السادات نوط الامتياز من الطبقة الأولى لخدماته الاجتماعية الممتازة قائلة في زيارتها: "جمعية الكرمة صنعت المعجزات.. أتمنى أن أري في مصر آلافا من الجمعيات تؤدي رسالتها الإنسانية الرائعة بمثل ما تؤديه جمعية الكرمة".
أما الأنبا سرابيون أسقف جنوب كاليفورنيا فقال: "من أعجب ما رأينا في الكرمة حصول المكفوفين على الدكتوراه التي كثيرًا ما يعجز المبصرون عن الحصول عليها".
وقال الأنبا يوسف أسقف ولايات جنوب أمريكا: "أنها أول زيارة لي لجمعية الكرمة أشعر أنني تأخرت كثيرًا في التعرف على هذا الصرح الرائع والجهد المبذول لخدمة الوطن والمواطنين الذي تقوم به الجمعية بإشراف الأب الورع القمص بولس باسيلي، نطلب من الرب أن يديم لنا حياته للوطن وبركة للكنيسة".
ورغم حصوله على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس السادات، إلا أن ذلك لم يمنع أن يقوم السادات بعدها بسنوات قليلة بإصدار أمر اعتقال أبونا بولس باسيلي في سبتمبر 1981 لأنه قام بالرد على الشيخ الشعراوي دفاعًا عن العقيدة المسيحية التي كان يهاجمها الشيخ في تليفزيون الدولة!

* العمل صلاة:
رغم أن والدي كان أستاذًا للوعظ وكان واعظًا مفوّهًا وكاتبًا غزير الإنتاج، إلا أن عطاءه لم ينحصر في الوعظ والكتابة، أي الكلام فقط، وإنما كان مثاله هو السيد المسيح الذي "كان يتجول يصنع خيرًا" وكانت خدمات أبونا بولس الفعلية تضاهي جهوده الوعظية التعليمية قولا وكتابة، وقد تعلمت منه أن التدين الأعمق هو ذلك الذي يظهر في النهاية في صورة أعمال وليس فقط في كلمات الصلوات والترانيم، إذ أن "إيمان بلا أعمال ميت"، فالعمل في خدمة الآخرين لمساعدتهم ومساندتهم وتنميتهم هو صلاة عملية بالغة النبل، فما أسهل القول وما أصعب الفعل، لذلك قامت الكنيسة الكاثوليكية بتطويب الأم تريزا كقديسة بسبب تفانيها في خدمة الفقراء والمرضى في كلكتا، هؤلاء الذين لا يهتم بهم أحد، وهكذا أفنىَ أبونا بولس باسيلي حياته في خدمة المحتاجين والمكفوفين والفقراء والمسنين والضعفاء والمغتربين والمساكين بالروح والجسد معًا.

* رفيقة رحلته:
لم يكن من الممكن لأبونا بولس باسيلي أن يحقق هذه الإنجازات لو لم تقف وراءه وبجواره شريكة حياته ورفيقة رحلته التي انتقلت إلى السماء قبل أيام قليلة من بلوغه عامه التسعين عام 2006 وكانت في الثانية والثمانين بعد أن شاركته أكثر من ثلاثة وستين عامًا من الزواج، وكنت قد أقمت لهما حفلاً بعيد زواجهما الذهبي في نيوجرسي حضره جمع من الأقارب والأحباب.
وكانت والدتي امرأة قوية الشخصية قامت بتربية أولادها الثلاثة بمحبة وحزم وشاركت زوجها أيام كفاحه وتعبه، وفرحه وترحه، ولكن أقسى ما عانته كانت تلك الشهور التي كان زوجها قد ألقوا به في السجن وهو في الثالثة والستين من عمره، وكان مريضًا بالسكر، وبسبب طبيعة الطعام في السجن وعدم العناية به صعد السكر لديه إلى أرقام فلكية فسقط مغشيًا عليه فنقلوه إلى قسم السجن التابع لمستشفى  القصر العيني، وكانت والدتي تتحمل مشقة إحضار الطعام له كل يوم من شبرا، وقد زرت مصر في تلك الفترة للاطمئنان عليها وعلى والدي المسجون واصطحبتها في إحدى تلك الزيارات. وكان علينا أن ندخل من باب وراءه باب، وعند كل باب كان علينا أن ندفع "إكرامية" للسجان الواقف! وهكذا الحال العجيب  في مصر المحروسة، ليس فقط يسجنون الإنسان ظلمًا دون أن يرتكب أية جناية بل تدفع أسرته "إكراميات" للسجانين أيضًا!!

……………………………………….
وفي النهاية اشكر الذين شاركوا بكلمات جميلة عن تجاربهم مع أبونا بولس، وأقول للذين سألوا عنه وعن أخباره، أننا احتفلنا في مايو هذا العام 2009 بعيد ميلاد أبونا الثالث والتسعين، وأنه مازال يقيم في شبرا، التي يحبها ولا يحب سواها مع أخي الأصغر المهندس فريد باسيلي وعائلته حيث يحيطونه بالرعاية التي يحتاجها في سنه ووهنه الجسدي، وحيث أزوره كل عام تقريبًا من نيويورك مع عائلتي، وكذلك يفعل شقيقي المهندس سمير من كاليفورنيا، حيث ننعم بدفء محبة أبونا بولس التي تشع من وجهه السمح للجميع، وحيث لا ينقطع زواره من أبناء جمعية الكرمة ومن محبيه من شعب كنائس شبرا ومصر والمهجر.
وكل عام وأنت بخير وسلام يا أبينا الحبيب، لعلي أوفيت مسيرتك الدينية والوطنية الطويلة بعض حقها من العرفان والتقدير.
نيويورك – يوليه 2009

fbasili@gmail.com

لقراءة الجزء الأول من المقال أنقر هنا


لقراءة الجزء الثاني من المقال أنقر هنا


المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع