الأنبا بولا:الميراث بالشريعة الإسلامية يناقض تعاليم المسيحية

ماريا ألفي إدوارد

كتبت : ماريا ألفي- خاص الأقباط المتحدون
استكمالاً لمناقشة ملف "الصعيد" الذي قام بفتحه نيافة الأنبا بولا "أسقف طنطا وتوابعها"، الأسبوع الماضي، ببرنامج "بيت على الصخر"، والمقدم عبر فضائية "سي تي في"، ناقش نيافته موضوعًا هامًا، وكثيرًا ما كان محلَ جدلٍ ونقاش، وهو موضوع "الميراث".الأنبا بولا:الميراث بالشريعة الإسلامية يناقض تعاليم المسيحية
وبداية قام الأنبا بولا بوضع تعريف موجز ومبسط لكلمة "ميراث"، وقال إن الميراث هو ما يؤول من الوارث للموروث بعد وفاته، وأشار نيافته إلى أن الميراث يجب أن يُؤخذ بعد الوفاة وليس قبلها، كما فعل الابن الضال، الذي طلب حقه في ممتلكات أبيه في حياته.

وأضاف الأنبا بولا في مَعرض حديثه عن قضية "الميراث" وما يتعلق بها، أن الأمور المادية والمدنية لم يشر إليها الكتاب المقدس، وإنما وضع أمورًا رمزية وعينية، وعلى أساسها تتشكل الأمور والقوانين الوضعية، مؤكدًا أن العقيدة المسيحية قد رسخت مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، دون أي تفرقة، وذكر نيافته أن الرب عندما خلق حواء، جعل رسالتها معينًا لأدم، أي للرجل، ولكن مكانتها متساوية مع الرجل، مشيرًا في السياق ذاته، إلى أن الشريعة الإسلامية قد جعلت حظ الرجل ضعف حظ الأنثى، وذلك يتنافى تمامًا مع ما نادت به عقيدتنا المسيحية.
وفي إشارة منه إلى ما كان يحدث في الكنيسة الأولى، رأى نيافة الأنبا بولا أن الأفضل هو توزيع الجزء الأكبر من الميراث على من هو أكثر احتياجًا، والجزء الأقل لمن هو أقل احتياجًا، وأوضح أنه يجب على كل أسرة أن تستعين بالكنيسة أو بأب كاهن وقور، عند توزيع الميراث، ومراعاة أن يتم ذلك خلال جلسة حب ومودة، وأضاف أن من لا يريد الخضوع لتعاليم الكنيسة والكتاب المقدس، فليلجأ للقضاء والمحاكم، التي ستحكم له بالشريعة الإسلامية، التي تختلف كل الاختلاف عن عقيدتنا المسيحية، وأن من يلجأ لشريعة أخرى غير المسيحية في الميراث، سيأخذ كثيرًا على الأرض، ولكن في السماء سيخسر كثيرًا!!.

واستطرد الأنبا بولا حديثه قائلاً إن تقسيم الميراث في حياة الشخص، على أن يوزع بعد وفاته، يعد من أفضل الطرق لتوزيع الميراث، مؤكدًا أنه على الأب أن يعطي الجزء الأكبر لمن لديه احتياج أكبر، وألا يكون التوزيع على أساس من هم أكثر ارتباطا واهتمامًا بالأب.
وفيما يتعلق بموضوع "الحَجر على الأب، صرَّح الأنبا بولا أن هذا أمر مؤلم جدًا، إذ تهان كرامة الأب أو الام، ويتم خضوعهما أمام المحاكم، مشددًا على ضرورة أن يقدم الابن لوالديه الحب والاهتمام، وأوضح نيافته أنه إذا لم يكن هناك وريث "ذكر"، وكان كل الأبناء "بنات" فيحق حينها للعائلة بأكملها أن تورَّث، وذكر ايضًا أن الحل الأمثل في هذه الحالة هو توزيع الميراث في حياة الشخص لبناته على أن ينتفعوا به بعد مماته.
وختاماً ذكر الأنبا بولا أن هناك مشروعًا موحدًا للأحوال الشخصية المسيحية، ولكنه أكد المشروع للأسف يتم تناقله "من درج لدرج" – على حد وصفه- بمجلس الشعب ولم ينظر إليه إلى الآن!!.