CET 00:00:00 - 04/06/2010

مساحة رأي

بقلم: فرانسوا باسيلي
رحنا نتساند – جمال الغيطانى وأنا – ونحن نخطو خطوات حذرة على الطريق المغطى بالجليد الصاعد إلى الكنيسة المضيئة فى الأعالى، فى ليلة عيد الميلاد الشرقى عام 2009، تحت سماء نيوجيرسى المكفهرة. وكنت قد تأبطت ذراعة خوفا عليه أن تنزلق قدمه، وفجأة طارت قدماه فى الهواء وهوى على ظهره فى لمح البصر، فشددت ذراعى حوله محاولا منعه من السقوط فيما أطلقت صرخة صامتة أطلب فيها فى هلع من الله أن لا يصيبه بمكروه وهو الذى قد طلب مني أن يصلى معي قداس عيد الميلاد بالكنيسة القبطية فكيف يكون جزاءه أن يصاب بمكروه؟ ويبدو أن دعائى غير المعلن قد استجيب، فقد قام الغيطانى وهو يطمئننى أن الأمر بسيط ، وواصلنا الطريق حتى دخلنا الكنيسة وجلسنا فى الصف المخصص للضيوف من اعضاء القنصلية المصرية وكبار الزوار، وكان ضميرى يؤنبنى طيلة الوقت كيف لم أصر على أن  أوصل ضيفى بسلام إلى باب الكنيسة ثم أعود بالسيارة لأتركها فى موقف السيارات البعيد، لكنه رفض ذلك وأصر على أن نمشى معا،
 
وها أنذا أتذكر الحادث وأنا أكتب عن الروائى المصرى الكبير احتفالا بعيد ميلاده الخامس والستين، وقد سبقت تلك الليلة لقاءات عديدة لنا على مدى السنوات الماضية فى القاهرة حين أزورها وهنا فى نيويورك حين يزورها هو. وقد كثرت زياراته لها بعد عمل ابنه محمد فى البعثة المصرية للأمم المتحدة. وأصبح من عادتنا أن نلتقى إما فى جلسات حميمة مع أصدقاء فى بيتى، أو فى جولات أصطحبه فيها إلى أماكن يريدها أو اقترحها، وبذلك كان من حظى أن أتعرف على جمال الغيطانى ليس فقط المبدع المتفرد الذى طالما بهرتنى رؤاه الإبداعية وكتاباته الاستثنائية ولكن أيضا الإنسان المثير للدهشة بخصاله ودفئه وحكاياته ولمساته الإنسانية، وهو من هؤلاء القلائل من المبدعين كبار الموهبة الذين تتعرف عليهم شخصيا فيزداد حبك وتقديرك لهم، بينما حدث لى العكس مع بعض الآخرين.
 
إنتعاش الغيطانى وهو يستمع إلى الإلحان والتراتيل القبطية فى الكنيسة ليلة الميلاد هو بعض من اهتمامه ومعرفته الواسعة بالتراث المسيحى القبطى فى مصر، ومعرفته بهذا التراث تدهشنى شخصيا أنا القبطى ابن رجل الدين المسيحى الذى تكتظ مكتبته بأشكال وألوان من هذا التراث فى صوره المكتوبة والمسموعة والمرئية. وانتعاش الغيطانى بهذا التراث هو انتعاش المتذوق المحب المقدر وليس مجرد موقف مثقف مصرى يشعر أن من واجبه معرفة شئ عن ثقافة شركاء الوطن- ومكتبته مليئة بالقديم والجديد عن الأقباط وتاريخهم وكنيستهم وفنونهم.
 كما أن اهتمام الغيطانى بالوجه القبطى لمصر ليس كاهتمام المثقف المسلم الليبرالى الذى يهتم بالأقلية المسيحية كنوع من تأكيده لموقفه العلمانى وترحيبه بالتعددية الدينية والثقافية فكثيرا ما تجد مثل هذا الليبرالى المسلم مبتعدا عن تراثه الاسلامى منجذبا للتراث الغربى إنجذابا كثيرا ما يصل إلى حد الخلل والسقوط فى عبودية الآخر، وهو تطرف مخل تماما كالذى يسقط فى كراهية الآخر. أما الغيطانى فاهتمامه وهيامه بالتراث الإسلامى - وخاصة الصوفى منه - هو اهتمام هائل وشامل وعميق ودقيق وكتاباته تكاد أن تكون كلها إمتدادات  مثيرة لما فى التصوف الإسلامى من صفاء وجزالة لغوية وروحية معا، وتكاد أن تكون أسئلته كلها هى أسئلة التصوف الكبرى الغائرة فيما وراء المحسوسات محاولة كشف المستور وسبر غور الملموسات،
 ويقول رفيق دربه الروائى يوسف القعيد-  ان الغيطانى فى كل أعماله له سؤال واحد: أين ذهب الأمس؟
 
والواقع أن كلمة "روائى" قد لا تكون الأكثر انطباقا على جمال الغيطانى، وخاصة فى أعماله المتأخرة، وفى اعتقادى أن الغيطانى يقع فى مساحة خاصة بين الفيلسوف والشاعر، فكلماته شعرية ورؤاه فلسفية، وبينما ينشغل الروائيون عادة بالشخصيات والأحداث، محللين أعماق النفس الإنسانية فى تشابكها المأساوى مع الآخرين فى حلقات متداخلة من الصراعات والضربات والتحولات،  ينشغل الغيطانى بما وراء هذا كله من خيوط كونية خفية وأسئلة وجودية أساسية وكبرى. ورغم أنه يمكن القول أن كل روائى عظيم لابد أن تكون أيضا من اهتماماته هذه الأسئلة الوجودية الكبرى من خلال صراعات ومصائر شخصياته الروائية، فاننا نجد أن الغيطانى يميل فى ازدياد إلى تناول هذه الأسئلة من خلال اللغة والكلمة، فهو ينتقى الكلمة ويزوجها لكلمة أخرى ويحل بروحه الابداعية فى وسط هذا التزاوج لكى يدفع بالكلمتين إلى توليد مولود جديد مدهش مندهش صارخ بالوجع وبجزوة الحياة، مضيفا إلى المعنى وإلى اللغز فى آن واحد. فاللغة هي نسيج الغيطاني الأساسي وطينته الطبيعية التي  يظل يشكلها ويطوعها لكي يخلق بها ومنها عالمه البديل عوضاً عن عالم لا يعثر فيه علي الأمس، ولا يدوم فيه مكان ولا إنسان.
 
حين نجد الغيطانى مهموما بسؤال: أين ذهب الأمس؟ نجد ذلك مشابها لما يشغل بال العالم المصرى العالمى أحمد زويل الذى قال فى مقابلة مع منى الشاذلى ومحمود سعد: إن ما يشغلنى الآن هو السؤال: ما هو الزمن؟ وهكذا نجد ان الأديب المصرى والعالم المصرى يشغلهما سؤال وجودى كونى واحد- يحاول كل منهما – بطريقته – البحث عن إجابة له – هل صدفة أم يكون الاثنان مصريين؟ ليست صدفة لأن مصر هى فجر الإنسانية وطفلة الزمان الأولى وهى مبتكرة الأبدية فى بحثها منذ القدم عن نقطة نهاية الزمن الكونى ورفضها للنهايات وتكريسها للروح والخلود، فالسؤال عن الزمن هو سؤال  مصري صميم.
 الارتباط العميق بين الغيطانى وتراثه الاسلامى نراه مجسدا فى برنامجه في قناة دريم   "قاهرة نجيب محفوظ" الذى يتجول فيه شارحا أماكن روايات وشخصيات محفوظ فى أحياء مصر العتيقة ونرى فيها كيف يحنو على الآثار المصرية من جوامع وزوايا وتكايا واضرحة وقباب ومآذن وأروقة، وكيف يربت على ظهر كل حائط ويحتفى بكل حجر بشكل لا يقدر أن يفعله شخص آخر – وهذا أيضا تعبير عن ارتباط الغيطانى العميق بالمكان- ليكمل بهذا ارتباطه العميق  بالزمان.  ونراه يحاول الدفاع عن المكان وحمايتة والحدب عليه وتساعده على هذا قدرة فذة على الملاحظة والتحديق والغوص فيما وراء السطح، ولهذا لاحظت أن الغيطانى يسير دائما على مهل. ويتحدث على مهمل- ولا أذكر أننى شاهدته يسير على عجل أو يتكلم على عجل إطلاقا، لأن السرعة تقتل التأمل، وهو يعيش يومه متأملا، وكأنه – فى خوفه الوجودى الدائم من الزمن وآثاره المدمرة – يريد أن يغترف الأماكن والأحداث بداخله ليبقيها فى الحفظ والصون لتخلد، ولا شك أن القدرة على الرؤية الثاقبة ضرورية للكاتب، فلابد للروائى أن يرى ليروى.
 
الاهتمام الشديد بالإسلاميات نراه لدى الغيطانى مصحوبا برفض شديد للتطرف الاسلامى والغلو فى التدين والارهاب- ولا شك أن هذا الرفض قد إزداد حدة لديه بعد محاولة اغتيال نجيب محفوظ الذى كفره بعض الاسلاميين بسبب روايته "أولاد حارتنا" رغم أننى قرأت هذه الرواية منشورة مسلسلة فى أهرام الجمعة على مدى عدة أشهر حينما كنت طالبا فى الثانوى فى نهاية الخمسينات حيث وقف محمد حسنين هيكل والنظام الناصرى فى صف حرية الابداع ضد من اعترضوا على الرواية فى ذلك الوقت مطالبين بمنع النشر، ويعترض الغيطانى بشدة على تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية دينية على يد حماس. وبهذا يمثل الغيطانى تيار الثقافة الإسلامية الوسطية المستنيرة المنفتحة وهو تيار قد تراجع كثيرا فى معظم المجتمعات العربية فى الثلاثين عاما الأخيرة.
 بجانب المعايشة الوجدانية للإسلام فى عمقه الصوفى والمحبة الحقيقية للتراث القبطى يكتمل المثلث لدى الغيطانى بمعايشته الفسيحة للحضارة المصرية القديمة. وهو يتحدث عن مصر الفرعونية حديث الباحث المتعمق والعاشق المتيم معا، ويتنقل بسهولة ونشوة من المعتقدات الروحية إلى نظام الدولة إلى نظام الرى والزراعة إلى عمارة المعابد إلى أسرار كتاب الموتى أو الخروج إلى النهار فيتحدث لساعات متصلة دون كلل منه أو ملل من مستمعيه، رابطا الغابر بالحاضر مفسرا ومفكرا. فهو حكاء من الطراز الأول يحكى لك فى يسر وطلاوة وبابتسامة هى أقرب إلى ابتسامة الطفل الماكر الذى استطاع أن يحل لغزا استعصى على الكبار من حوله، ومعرفته بالحضارة المصرية القديمة عريضة وعميقة، وقد أمضى الساعات الطويلة فى الجناح المصرى بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، وهو جناح هائل الحجم بالغ الجمال، ومن الطريف أنه خصص أحد أعداد جريدة أخبار الأدب التى يرأس تحريرها منذ صدورها عام 1993عن الهرم الأكبر، وذهب مع بعض محررى الجريدة فى زيارة داخل الهرم وامضى الليل راقدا فى تابوت بحجرة الملك خوفو القابعة فى نهاية نفق ضيق طويل يغوص صاعداً إلى بطن الهرم، فلديه دائما تلك النزعة للحلول فى الآخرين- جسدا وروحا، مكانا وزمانا، لاختبار حياتهم وتمثل مشاعرهم وتذوق زمانهم، وهاجسه الأساسي هو إخفاقه فى أن يكون هو الآخر، أن يتوحد معه، أن يعايشه ويعيشه، ولذلك تتعمق غربته وتمتد رغبته فى التواصل عبر الكتابة، لعلها تمنح بعض الحلم وبعض الحلول وبعض الخلود.
 
لا أعرف كاتبا مصريا أو غير مصرى آخر يملك تلك القدرة والرغبة واللذة فى معايشة التراث الفرعونى والقبطى والإسلامى معا، والحلول فى كل منها حلولا كاملا ولهذا فالغيطانى مبدع فريد وظاهرة مدهشة فى تاريخ الثقافة المصرية على طولها.
 وعادة ما نجد المثقف المتوغل كثيراً في تراثه الوطني الثقافي المحلي رافضاً أو معاديا للتراث الغربي، ولكن المدهش في الغيطاني أن اهتمامه بالثقافة الغربية كبير وعريض، وليس فقط في الأدب ولكن أيضاً في فنون الرسم والعمارة والمسرح وغيرها. وقد أصيب بجزع حقيقي عند سقوط البرجين في نيو يورك إذ خشي أن يؤدي هذا إلي هوة بين الشرق والغرب وتوقع الأضرار الكبيرة التي ستنجم عنه وهذا ما حدث فعلاً. ولكن إنفتاح الغيطاني على الثقافة العالمية بشغف وحب هو في اتساق تام مع الشخصية المصرية التي كانت دائماً منفتحة على الأخر  كريمة محبة له مرحبة به في ارضها قبل تلوثها بالتيارات المنغلقة  الوافدة عليها من بلاد ليس لها تاريخ طويل في التعامل مع الأخر المختلف ثقافياً وعرقياً ودينياً.
 
وربما لهذا أجد جمال الغيطانى أقرب من عرفت من المبدعين المصريين - روائيين أو فنانين أو أدباء أو شعراء - لكونه التجسيد الأكمل للشخصية المصرية الصميمة الحميمة فى نموذجها الأجمل، أى فى نموذجها المعبر عن المصرى فى عصور الازدهار الحضارى والابداع الإنسانى، وليس فى عصور الانحطاط والانحدار الذى عاشته مصر فى فترات طويلة من تاريخها وفى اللحظة الراهنة، ولهذا جاء الغيطانى من صعيد مصر، الذى جاء منه الملك مينا موحد القطرين، الصعيد الذى شهد صرح الحضارة المصرية الشاهق وآثاره الخالدة فى معابده وأهراماته وتماثيله ومسلاته ومقابره المترامية على ضفتى النيل من طيبة إلى ممفيس، وهناك صورة طريفة لوجه الغيطانى بجوار وجه تمثال فرعونى لا تستطيع أن تفرق بين ملامح الاثنين، فهذا الشبل من ذاك الاسد، ففى الغيطانى، الذى له كتاب شاهق هو "التجليات" تتجلى الروح المصرية المتجددة الدائمة الحلول فى خير أبنائها على امتداد الزمان، ففيه عذوبة المصرى ودفء تواصله ومحبته للآخرين وحبه للدعابة والضحك والمرح، مع حبه الجارف للحياة، فرغم نزعته للصوفية فكرا ولغة ووجدانا، فالغيطانى ليس زاهدا فى الحياة وإنما هو محب عاشق لها، متذوق مرهف لما تمنحه من متع وأفراح وملذات ومكابدات جسدية وروحية تنعش الأمال وتجدد الأحلام.
فى مطلع العام الحالى 2010 لم يحضر الغيطانى عيد الميلاد بالكنيسة ولا حضرته أنا، فقد كان كلانا مهموما هما هائلا بخطريهدد كيان الانسان ووجوده، وعندما حضر إلى نيويورك هاتفنى قائلا أنه فى هذه المرة يحضر مع زوجته لعلاج من مرض خطير أصيبت به ويتطلب فترة طويلة من العلاج مع جراحة بين ذلك، واستمعت إليه فى انزعاج وألم فقد كنا قد سعدنا، زوجتى وأنا، بالتعرف على السيدة الفاضلة زوجته الإعلامية الصحفية المميزة ماجدة الجندى فى القاهرة عندما دعينا للعشاء فى مسكنهما الجميل بالدقى بالقاهرة قبل سنوات قليلة، وبعد أن استمعت لهذا الخبر الصادم قلت أننى أيضا أمر بتجربة مماثلة، فتسائل الغيطانى فى نبرة مستغربة: كيف ذلك؟ فقلت له أن طبيبي أخبرنى منذ أيام فقط أننى مصاب بورم فى البروستاتا ولابد من إجراء جراحة فورا. فصمتنا قليلا ثم تساءل: وهل هو ورم عادى؟ فقلت لا، هو ورم خبيث!

فصمتنا قليلا ثم قال لمؤزارتى: " ان عملية استئصال البروستاتا لم تعد خطرة كما كانت قبل سنوات لقد أجريتها أنا أيضا، وكنت قد أصبت وأنا فى رحلة  فى أوروبا فجأة بألم هائل مصاحب باحتباس للبول، وعندما رجعت لمصر أجرى لى طبيب مصرى الجراحة، لتضخم البروستاتا، وكان تضخما طبيعيا بدون أورام. وقد كتبت تجربتى كاملة فى كتاب". فتساءلت في بعض الإستغراب: وماذا أسميته؟ فقال "يوميات الحصر" فلم أتمالك سوى أن أضحك بصوت عال وشاركنى ضحكى. وهكذا نلوذ بالضحك فى مواجهة أخطار التهلكة العظمي!

وأجريت جراحتى بعد ذلك بأيام قليلة- وبعدها بحوالى شهرين أجريت السيدة زوجته جراحتها، وكنا نتهاتف قبل الجراحتين وبعدهما للاطمئنان، وما كنت لأكتب عن هذا الشأن الخاص لأسرة الغيطاني لولا أنه قد كتب عنه بالتفصيل فى يوميات الأخبارحيث وصف  مشهد دخول رفيقة حياته لغرفة العمليات قائلاً : "ماجدة خلعت خاتم زواجنا، ارتديته فى نفس الأصبع الذى يستقر فيه الخاتم الذى يحمل اسمها، انزلق بسلاسة لعلها المرة الأولى التى يفارق اصبعها منذ خمسة وثلاثين عاما.. كان الباب الكبير ذو المصراعين مفتوحا وماجدة بين ممرضتين تتقدم بخطى ثابتة إلى الداخل، إلى الجراحة، يبدو أنها شعرت بوجودى التفتت باسمة، ابتسمت فرفعت يدى ملوحا ومشجعا، واجهتنى ملتفتة إلى الخلف.، يتألق جمالها فى لحظة نادرة، لم يسبق لى أن رأيتها فى هذا الألق، ذلك الصفاء".
جمال الغيطاني حالة فريدة بين المثقفين المصريين وتجسيد نادر للعبقرية المصرية حين تتجلي في شخصية محددة في المكان والزمان، فتمنحك فرصة أن تتعرف من خلالها علي الخصائص المصرية الصميمة من دفء التواصل وكرم الروح إلي مرح النفس وفرح الحياة.
كل سنة وانت طيب ومبدع أيها المصرى الأصيل الجميل، متعك الله بسنوات طويلة سعيدة مع رفيقة دربك وأولادك وأحبابك.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق