CET 00:00:00 - 06/03/2010

حوارات وتحقيقات

تحقيق: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
لم يعد أمرًا جديدًا أن نرى في أيامنا هذي مفارقة غريبة أو تناقضاتٍ عجيبة، فها نحن نرى الآن تأججًا شديدًا لحدة حوادث العنف الطائفي، في الوقت الذي ازداد فيه نشاط أقباط المهجر بصورة فاقت مثيلاتها في أي حادثةٍ أخرى.. وفي الوقت الذي تكاتف فيه أقباط المهجر وخرجوا بمظاهرات جبارة أجبرت العالم كله أن يتابع عن كثب خطورة وضع الأقباط في مصر..

لقد ازداد العنف الطائفي في الوقت الذي تحاول فيه منظمات المجتمع الحقوقية وبكل ما لديها من قوة، تغيير ثقافة المجتمع.. لقد بلغ الوضع مبلغًا يصعب السكوت عنه، لذا فكان لزامًا علينا أن نقوم بهذا التحقيق للإبحار في أعماق تلك المفارقات ومحاولة منا للوقوف على أسباب تلك التناقضات.

لقد أصدرت مؤسسة "عالم واحد" منذ عدة أيام تقريرًا هامًا عن أحداث العنف الطائفي في مصر في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تنامي وتزايد هذه الأحداث، وكان آخرها بالطبع حادث نجع حمادي الأليم الذي وقع في يناير الماضي..
 
لقد رصد التقرير أحداث العنف الطائفي في العقود الأربعة الأخيرة، بداية من حادثة الخانكة في 6 نوفمبر 1972، والتي وصفها التقرير بأنها بداية تأريخ العنف المعاصر ضد الأقباط، وكيف جاء تقرير "العطيفي" وقتها منصفًا، وبشهادة الأقباط أنفسهم، مرورًا بحادثة الزاوية الحمراء في 17 يونيو 1981، والتي وصفها التقرير بأنها كانت قمة العنف الموجَّه ضد الأقباط، وأنها كانت إيذانًا بتدخل الدولة ضد الأقباط.

ورأى التقرير أن تعديل المادة الثانية من الدستور هو تتويج لأسلمة مصر، والذي جاء في 22 مايو 1980، حيث أصبحت الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وأشار التقرير إلى أن الحزب الوطني قد مارس سياسة تهميش الأقباط سياسيًا، وتمثلت جليًا في انتخابات 1995، حيث لم يرشح الحزب الوطني ولا قبطيًا واحدًا على قوائمه، وكان هذا تتويجًا للتهميش السياسي الذي اتبعه نظام الحزب الحاكم.

كما وصف التقرير حادثة الكشح في عام 1999 وعام2000 بأنها الحادثة التي أعلنت صراحة عن غياب العدالة في مصر ضد حقوق الاقباط.

وأدان التقرير أيضًا قرار وزارة الداخلية بإلغاء جلسات النصح والإرشاد في عام 2004، والتي جاءت عقب حادثة وفاء قسطنطين الشهيرة، والتي كان رد الفعل القبطي فيها عالي الوتيرة - حسبما وصف التقرير.

ورصد التقرير كافة الأحداث التي وقعت في مصر منذ التسعينيات وحتى حادثة نجع حمادي الأخيرة وما ترتب عليها.

هذا وقد أشار التقرير إلى أن أسباب العنف الطائفي في مصر إنما ترجع إلى أن الدولة المصرية قد اختارت ولأسبابٍ كثيرة عدم القضاء على مفاتيح العنف الصغيرة والمتوسطة في المجتمع، بل على العكس تمامًا، اختارت "إدارة" هذا العنف، تارة بتقليم أظافر قوى العنف في المجتمع، وتارة بالتعاون معها، فأحيانًا تشن السلطة الحملات للقبض على المسجلين خطر، وأحيانًا تستخدمهم.

وعلي سبيل المثال لا الحصر يمكننا أن نرصد بعضًا من الانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها الأقباط المصريون في الأعوام الأخيرة من دون رادع أو محاسب.

 اعتداءات عام 2008:

- قتل شاب قبطي طعنًا بالسكين في قرية دفش.
- اختطاف زوج الناشطة الحقوقية هالة المصري وطلب إتاوة مالية.
- تحطيم محطة بنزين يملكها قبطي، وإصابة ستة أقباط في شبرا.
- عدة تهم ملفقة مثل: هتك عرض طفل مسلم وحبس مسيحيين، على الرغم من أن تقرير مفتش الصحة قد نفى وجود اعتداء جنسي.
- اغتصاب طفل مسيحي بمسجد القرية بمير مركز القوصية، والطبيب الشرعي يؤجل الكشف واحد وعشرين يومًا.
- اعتداء على ممتلكات قبطي بمساعدة عضو مجلس الشعب ومساندة الشرطة المصرية.
- ضابط من ضباط الشرطة بنقطة المهندسين يختطف مواطنًا مسيحيًا.
- إغلاق مطبعة يمتلكها مسيحيون لأن الحكومة أصدرت ترخيص المطبعة بالخطأ.
-  إصابة أربعة أقباط بالرصاص في المنيا.
-  الهجوم بالرصاص والسلاح وخطف رهبان في دير أبو فانا بالمنيا.
- محكمة بشبرا ترفض سماع شاهد مسيحي.
- شرطة بورسعيد تسحل مواطنين أقباط لقيامهم بفتح مقهى يمتلكونه في شهر رمضان.
- اعتقال الأمن لأقباط قرية "دفش" بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، عقب الاعتداء على قبطي لإجبارهم على الصلح.
- سقوط قتيل قبطي في مغاغة، وإجبار الأقباط على "جلسات العرب".
- العصابات الإسلامية في المنيا تستولي على أراضي الأقباط.
 
وعن اعتداءات عام 2009

- سقوط أول مسيحي على أيدي الإرهابيين بالأقصر.
-  الاعتداء على مسيحيين في عيد الميلاد  وهم خارجون من كنائس مختلفة.
- الأهالي المسلمون يرشقون منازل الأقباط في حي الأزهري بمدينة بني سويف بالحجارة.
- اعتداء محامين من الإخوان على محامية قبطية أمام دار العدالة بمحكمة أبي قرقاص، وتركها غارقة في دمائها.
- إصابة سبعة مسيحيين بقرية نزلة رومان مركز أبي قرقاص بالمنيا.
- المسلمون يقتلون قبطيًا، اسمه صبري شحاتة، بسبب شائعة بقرية دوماص، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية.
- الإسلاميون يُعذبون شابًا مسيحيًا، اسمه وجيه موريس زكي، تسعة أيام، ثم يُغرقونه في النيل.
- اعتداءات على المسيحيين في عين شمس بالقاهرة.
- اعتداءات على المسيحيين في منطقة الوراق.
- ذبح قبطي على الطريقة الإسلامية في سوهاج.
- مصرع ثلاثة في أسيوط بينهم «قبطي» ورئيس لجنة المصالحات بسبب الثأر بقرية المطيعة.
- قضية مقتل القبطيين هدرا عزيز سعيد، وأمير اسطفانوس، في ليلة عيد الميلاد بقنا.
- المسلمون يرشون أحماضًا كيمائية (ماء النار) على القبطيات لتشويههم في القاهرة والأسكندرية وبعض محافظات الصعيد.
- إلقاء قنبلة يدوية الصنع أمام كنيسة ومعبد يهودي بشارع النبي دانيال بالأسكندرية.
- اعتداء مسلمي قرية كودية المسلمين على كودية النصارى بأسيوط.
- اعتداءات على أملاك الأقباط في محافظة أسيوط.
- اعتداءات على المسيحيين في مركز وقرى ديروط.
- اعتداءات على المسيحيين في فرشوط.

وفي بداية عام 2010:

تم قتل 6 شباب أقباط، وأمين شرطة، وإصابة سبعة عشر، أثناء احتفالهم بعيد الميلاد في مدينة نجع حمادي محافظة قنا.

والسؤال الذي يفرض نفسه: "هل هناك علاقة بين ازدياد نشاط أقباط المهجر، ونشاط المجتمع المدني في السنوات الأخيرة، وازدياد حدة حوادث العنف الطائفي والاعتداء على الأقباط؟!!" .. سؤال يبحث عن إجابة.. وللحديث بقية..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق