CET 00:00:00 - 21/09/2009

المصري افندي

بقلم: حكمت حنا
في تلك اللحظة التي قررت فيها التغلب على رغبتي الرافضة أن تُمسك بالقلم لتكتب، قررت أن اعبّر عمّا بداخلي دون تردد أو خجل أو رقيب سوى نفسي الشاهد على حقيقة ما اكتبه، فلم يكن لديَّ أي نية للإفصاح عن حقيقة ما يدور بداخلي لكن لا داعي لدفن الرأس في الرمال فرغم إننا في أول أيام عيد الفطر وكان عليَّ أن أشعر برونق وفرحة اليوم مع أصدقائي كما اعتدت في السنوات الماضية من خلال تبادل التهاني بصدق وبسعادة حقيقية نابعة من القلب لكن وبدون دافع قوي للتعبير عن مشاركتي لفرحتهم بالعيد.

بعثت رسائل لعدد قليل جدًا لرؤسائي في العمل وبعض المقربين من الجيران والأصدقاء كنوع من أداء الواجب، فلأول مرة اشعر إنني أقوم بتأدية فرض عليَّ كي لا يشعر الآخر بشيء غريب لم نتعود عليه أو إنني مقصرة تجاهه، مخالفة حقيقة مشاعري الداخلية التي كلما تذكرت ما حدث منذ أيام بـ (الباجور) في محافظة المنوفية وكيف تم قتل تاجر مسيحي تربطه علاقة الحب والاحترام بالآخرين كما أوضح الشهود من أحبائه.
فلماذا يُقتَل؟ وما ذنب الآخرين الملقين في المستشفى وأرواحهم معلقة بين الحياة والموت؟ فماذا لو كان عم عبده جورج أبي الذي تربطه بجيرانه من الإخوة المسلمين أعمق روابط المحبة، وشدة تسامحه الذي جعلني اندهش من سعة صدر ذلك الرجل الذي لم يقل لي ذات مرة إن فلان هذا مسيحي أو مسلم سوى أنه يستضيف الكل في منزلنا لولا حرص والدتي على خصوصية البيت لتحول إلى جلسات مسامرة مستمرة وسماع شكاوى الآخرين وتدخله لحل أي مشكلة بكل مودة ودون مصلحة عند أحد سوى أنه يحب الكل.

فهل افعل مثل أبي وافتح منزلي في المستقبل لكل شخص لمجرد أنه جاري دون النظر لديانته ولا أضع في اعتباري ولو ذرة حرص إن زائري ربما يأتي عليه وقت ويفعل بي أو بأبي مثلما فعل مع المقدس عبده؟!
وما ذنبي أن أعيش بمشاعر الخوف والقلق من الآخر وفي النهاية إذا حدث لي شيء فلا دية وغالبًا سيكون قاتلي مختل عقليًا أو مريض نفسيًا أو ربما تكون هناك خلافات مادية بيننا على (جمعية) على من سيقبض الأول.
وفي النهاية أقدم اعتذار لكل أصدقائي من الأقباط المسلمين مَن بعثت لهم برسائل بنفس غير شاعرة بفرحة مشاعرهم بالعيد لكني استطعت أن اعبّر عن حقيقة داخلي لا اعرف إذا لم أفرج عنها هل كانت نفسي ستسامحني أم لا.
وأتمنى أن يكون العيد القادم غير مسبوق بأحداث تؤثر سلبًا على مشاعري كي لا ابعث رسائل على غير حقيقتها لأخواتي المسلمين مثلما فعلت بهذا العيد.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق