انطلاق تجارب لقاح إنفلونزا الخنازير.. على البشر

النتائج الأولية لكفاءة اللقاح وسلامته تظهر خلال بضعة أسابيع

أعلنت شركة «نوفارتيس» السويسرية لصناعة الأدوية أنها بدأت أولى عمليات اختباراتها على لقاح جديد لإنفلونزا الخنازير «اتش 1 إن 1»، على البشر. وفي حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط»، قال اريك ألتهوف مدير العلاقات الصحافية الدولية في مقر الشركة في مدينة بازل إن التجارب على اللقاح الجديد، انطلقت قبل 10 أيام.

وأضاف ألتهوف أن التجارب تشمل تطعيم 6 آلاف متطوع في عدد من الدول منها بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة. ولدى سؤاله عن مدة التجارب، أجاب أنها ستستمر على مدى عام كامل، إلا أن النتائج الأولية لكفاءة اللقاح وسلامته ستظهر خلال بضعة أسابيع.

وعند سؤال حول سلامة استخدام اللقاح خلال بضعة أسابيع من اختباره، قال ألتهوف إن الضوابط الذي وضعتها السلطات الصحية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإجازة اللقاح مماثلة لإجازة لقاح الإنفلونزا الموسمية، وإن طريقة إنتاج لقاحات سلالات الإنفلونزا متماثلة، سوى أن التركيبة تكون مختلفة من فيروس لآخر. ولذلك فإن النتائج ستكون كافية لتمحيص السلطات الصحية لفاعلية اللقاح وسلامته. وسوف تختبر «نوفارتيس» جرعة اللقاح المطور نفسه إضافة إلى الجرعة المكررة منه التي تسمى «الجرعة المعززة».

وعن النقاش الدائر حول إنتاج كميات كافية من اللقاح الجديد، خاصة مع تصريح الخبراء بأن الدفعات الأولى في الخريف المقبل لن تكفي لتطعيم سوى 10 في المائة من السكان، قال ألتهوف إنه لا يستطيع التكهن بهذا، إلا أنه أشار إلى أن شركات الأدوية كانت حتى الآن غير مهتمة بإنتاج المزيد من لقاح الإنفلونزا الموسمية بسبب تدني الحوافز المالية، خاصة مع انخفاض أسعارها، ولهذا فإنها تستعد الآن لزيادة سعة إنتاجها، خاصة من لقاحات جديدة لإنفلونزا الخنازير.

وأضاف أن شركته تبني منشأة لإنتاج اللقاح في الولايات المتحدة فيما توسع عمليات الإنتاج في منشاة أخرى في ألمانيا.

وتتسابق شركات الأدوية على إنتاج لقاحاتها الجديدة لإنفلونزا الخنازير، فقد ذكرت شركة «سانوفي ـ افيتنس» الفرنسية التي تشتهر بلقاحها المضاد للإنفلونزا الموسمية أن اختباراتها ستبدأ خلال بضعة أيام، أما شركة «غلاسكو سميث كلاين»، وهي ثالث الشركات الكبرى في هذا الميدان، فقد أعلنت أن التجارب ستبدأ نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي.

وقال مسؤولون في شركة «استرازينيكا» التي تنتج أحد فروعها، بخاخا للأنف من لقاح إنفلونزا الطيور، إنها ستبدأ التجارب السريرية عليه في 17 أغسطس (آب) الحالي. وكانت شركة «سي اس ال» الأسترالية، الأولى التي بدأت تجاربها على لقاح إنفلونزا الخنازير قبل أسبوعين.

من جهتها، أشارت منظمة الصحة العالمية أمس إلى أن وباء إنفلونزا الخنازير أودى بحياة أكثر من 1100 شخص في العالم منذ ظهوره، فيما وصل عدد الإصابات إلى 162 ألفا و380 إصابة. وقالت المنظمة إن تقديراتها حول احتمال إصابة ملياري شخص بفيروس الإنفلونزا «اتش 1 إن 1» مع انتهاء موسم الوباء بهذا الفيروس، تظل واقعية. إلا أنها أشارت إلى أن العدد النهائي لن يعرف على الإطلاق لأن كثيرا من حالات الإصابة تكون خفيفة وتشفى من دون ملاحظة.

وقالت افاللوك بهاتياسيفي المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في بيان: «مع انتهاء الوباء سيكون ما بين 15 إلى 45 في المائة من السكان قد أصيبوا بالفيروس الوبائي الجديد». ونقلت عنها وكالة «رويترز» أن «ثلاثين في المائة، هو متوسط التقدير. و30 في المائة من سكان العالم يعني ملياري نسمة». وأضافت: «لكن يجب أن نتذكر أن محاولات تقدير معدلات الإصابة يمكن فقط أن تكون تقريبية».

وكانت المنظمة قد رفعت مستوى التحذير العالمي من هذه الإنفلونزا إلى أعلى مستوى في 11 يونيو (حزيران) معلنة وباء عالميا، وقالت إن سلالتها تنتشر بالفعل بشكل أسرع بكثير من أوبئة الإنفلونزا السابقة.