CET 08:40:39 - 22/07/2009

أخبار عالمية

إيلاف - فهد سعود من بيروت

معركة إنترنتيّة شرسة في السعودية بين الإسلاميين والليبراليين
منذ أن أعلنت مجموعة تنتمي إلى التيار الديني المتشدد في السعودية عمّا عرف بالجهاد الإلكتروني، حتى أصبح هذا الجهاد الجديد حديث المتحمسين من الشباب الصغار. وأولى المهمات التي كان على فريق المجاهدين الإلكترونيين القيام بها، غزو استفتاء أقامته جريدة الرياض السعودية، حول قيادة المرأة للسيارات، بطريقه جعلت المراقبين يتساءلون: هل هذا جهاد إلكتروني أم إغراق إلكتروني؟.
ومعروف عن المتديّنين حماسهم الشديد لمثل هذه الاستفتاءات، التي يرون أن كل صوت منهم عليه أجر من الله، ولذلك لا نستغرب إن مالت نتائج التصويت لصالحهم.المجاهدون الإلكترونيون يهاجمون قيادة المرأة للسيارات
وعادت للسطح قضية قيادة المرأة للسيارات، وان لم تغب كثيرًا، ففي كل مناسبة للحديث عن حقوق المرأة في السعودية، حتى تكون هذه النقطة أولى النقاط التي يرتكز عليها الحوار.
ولا شك أن الفترة الماضية شهدت أعنف معركة إنترنتيّة بين أصحاب التوجه الاسلاموي، الرافضين للسماح للمرأة بقيادة السيارة، وبين التنويريين الذين لا يعارضون ذلك أبدًا، من منطلق أن المرأة التي تجاوز عمرها الواحد والعشرين يحق لها أن تحصل على الكثير من حقوقها، ومن ضمنها الحصول على رخصة سياقه، مثلها مثل بقية نساء الأرض.

وتلف الحيرة احد المراقبين، وهو يتحدث لإيلاف عن سر حماس المجاهدين الجدد لهذا الاستفتاء بالذات، خصوصًا بعد أن امتلأ فضاء الانترنت بمئات الرسائل والمواضيع التي تحث الجميع على المشاركة في الاستفتاء ورفض قيادة المرأة للسيارة.
ويضيف: "هذا النوع من الاستفتاءات وغيره، يفتقد إلى الدقة، لكونه يعتمد على تصويت عشوائي، ويمكن لأي شخص أن يقوم بالتصويت أكثر من مرة، بل تصل أحيانا لعشرات المرات، من خلال مسح خاصية الكوكيز من جهاز الكمبيوتر".
ويتساءل: كيف يرفض الإسلاميون قيادة المرأة للسيارة، من منطلق ديني بحت، ويوافقون على خروجها وحيدة مع سائق أجنبي، على الرغم من أنّ هذا يعتبر خلوة غير شرعية؟!.
وعلى الرغم من أن الاستفتاء ليس له مرجع رسمي، ولا يمكن أن تكون نتائجه إلزامية، سواء بالرفض أو الموافقة، إلا أن الحماس يكاد يقتل الإسلاميين للمشاركة فيه والتعبير عن رفضهم التام لقيادة المرأة للسيارة دون قيد أو شرط. وتغير الاستفتاء أكثر من مرة من قبل الصحيفة، وهو ما يدل على وجود هجمة شرسة ضده، لتصبح النتيجة تقدمًا ملحوظًا للإسلاميين.

كما أن بعض المواقع السعودية الليبرالية حض أعضاءه على التصويت بشتى الطرق، فقد كتب أحد أعضاء الشبكة الليبرالية السعودية ويدعى روسو العارض قائلاً: تنسيق الجهود مهم للغاية.. والأغلبية الصامتة في المملكة بحاجة إلى من يسمع صوتها.. اقترح على جميع الأعضاء كتابة رسالة جوال موحدة وإرسالها لكل من في قائمتهم ولتكن: شارك في حملة موقع ( منتدياتنا - الشبكة الليبرالية السعودية ) لتحريض الأغلبية الصامتة على التصويت بخصوص السماح بقيادة المرأة للسيارة، وذلك في موقع جريدة الرياض الالكتروني..
وأضاف: " صوّت بنعم ومن دون قيود من أجل اعطاء المرأة حقها الطبيعي بالقيادة ومن أجل حماية أطفالنا وبناتنا من عبث السائقين وتحرشهم .. كما اقترح على إدارة المنتدى أن تقوم بمراسلة جميع الأعضاء عن طريق الرسائل البريدية وتحريضهم على المشاركة في التصويت. فالكثير من الأعضاء لا يدخلون للمنتدى بصورة يومية. هذا التصويت مهم يا سادة، فهو أول تصويت يشارك فيه بفاعلية نسبية الرأي العام الليبرالي.. فساعدوا على إنجاح التصويت واثبات الوجود"..
وإلى وقت قريب مضى، كان الإسلاميون يرون جريدة الرياض ذات توجه مخالف لهم، لكونها تسير في صف موازٍ للإصلاح من خلال دعمها لقضايا المرأة والسينما واللتين تشكلان أبرز القضايا الاجتماعية في الوقت الراهن، إلا أن الاستفتاء الأخير للجريدة كشف عن مشاركة ضخمة منهم، وهو ما اعتبره بعضهم ارتباكًا يعيشه المتديّنون.

ولا يوجد في السعودية قانون رسمي يمنع المرأة من الحصول على رخصة سياقه، إلا أن هذا الأمر يلقى رفضًا قاطعًا من قبل الإسلاميين، الذين يرون فيه خرقًا دينيًا واجتماعيًا، سيقود المجتمع للفساد، وعلى الرغم من ذلك فإن عددًا من النساء السعوديات لم يلتزمن بهذا الرفض، فقد شهدت عدة مناطق في السعودية، منها الرياض وجدة والقطيف وعدد من القرى، نساء قدن سياراتهن، تعبيرًا عن حقهن في ذلك. 
ونشرت وسائل إعلام سعودية عددًا من الحالات في العام الماضي انتهكت فيها بعض النساء الحظر الذي بدأ نشطاء الحقوق المدنية في الضغط على الحكومة علنًا من أجل رفعه. و‏كانت هيئة كبار العلماء أعلى سلطة دينية في السعودية، قد نشرت في 1990 ‏فتوى تعتبر أن قيادة المرأة السيارة أمر مخالف للدين الإسلامي.‏
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1990 قامت مجموعة من 47 امرأة سعودية بتحدي هذا المنع وتنقلن مستخدمات 15 سيارة في شوارع الرياض. وتقول إحصاءات رسمية سعودية تعود إلى نحو عدة أعوام إن 98 ألف سيارة مسجلة باسم سعوديات. وفي الرياض تبلغ نسبة النساء اللواتي يملكن سيارات 25%. ويشار إلى أن سيدة سعودية واحدة تملك بمفردها 630 سيارة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع