الصليب رمز ديني للفداء

مع أن الموضوع برمته يدعو إلى الغثيان ويبعث على الاشمئزاز مما يجري على أرض المحروسة بسبب الحالة التي ألمت بالشعب المصري وحوّلت البعض منهم إلى مجموعة من السفلة والمجرمين -رغم إدعاء هذا البعض تدينه ومعرفته بالله ورسله-.
رغم كل هذا الانحطاط فإن الشيء المضحك المبكي أن يأتي معلقًا ليقول ما لم يقل به أحد من قبله حتى ولو كان مخبولاً لم يسبق له أن قرأ أو سمع شيئًا عن تلك الفترة من التاريخ الموصومة بالحروب الصليبية مما أطلقه عليها أصحاب الهوى من قادة المسلمين حشدًا للغوغاء وإضرامًا لنار الكراهية، واسألوا بطلكم صلاح الدين.

الصليب يا هذا (الظلم) وليس (العدل) كما يحلو لك أن تكني نفسك بكنية هي مفارقة الحقيقة بعيدة عن التصديق الصليب هو رمز ديني للفداء من أجل الإنسان، حمل هذا الرمز هو إعلان عن الاستعداد لبذل النفس فداء الآخر تمامًا كما وضع السيد المسيح نفسه من أجل البشرية.
إنه رمز محبة للإنسان وشفقة عليه ورحمة به ورغبة في نشر السلام بين أفراده ومجتمعاته وجلب السكينة للنفوس الحائرة، هذه هي القيمة والمعنى لهذا الرمز لكن السفهاء والجهلاء والمجرمين وأعداء الإنسان عملوا على تلويث هذا المعنى وهو عمل خسيس وباطل لا ينهض دليلاً على الكراهية التي يحاول أمثالك إلصاقها بهذا الرمز، أو يسوغ لك ولغيرك أن يتخذ من بعض ممارسات تاريخية منقضية أن يبعثها في غير موضعها ليبرر بها عدوانًا يمارسه مجرمون ضد مواطنين هم أصحاب جذور عميقة في تربة هذا الوطن.

وإن كنت من هواة نبش القبور فاسأل أسلافك حين أعملوا سيوفهم في رقاب الناس شرقًا وغربًا وعندما وأرادوا فرارًا بجرائمهم زوّروا التاريخ كيف شاءوا.
ما بالنا نعود إلى هذا الماضي بكل مآسيه لتبرير حاضر -بعث التعصب الديني وارتكاب الجرائم ضد الآخرين- متخلف تجاوزته البشرية منذ قرون وكأننا لازلنا في حاجة إلى أن نردد مع زهير ابن أبي سلمي (متى تبعثوها تبعثوها زميمة...) توقفوا عن هذه الفحشاء الفكرية بفرض أن هناك أي قدر من الفكر أو العقل!!!! مع تحياتي لجميعكم وخالص مودتي. 
على موضوع: من المسئول عن حرق كنسية "أبسخيرون القليني"