CET 08:45:57 - 13/06/2009

أخبار عالمية

العربية.نت لندن- كمال قبيسي

كيف عرف نوري المالكي أنه ليس المقصود وبقي بلا حراك؟

من يعود لمشاهدة فيديوعن قذف الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، بالحذاء في ديسمبر/كانون الأول الماضي في بغداد، وهو شريط متوفر على موقع "يوتيوب" وغيره، سيستغرب ويتساءل: كيف تملص بوش من حذاء تطاير نحوه بسرعة حصان، ولماذا بقي رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، واقفا الى جانبه بلا حراك في المؤتمر الصحافي، وكأن شيئا لم يكن ؟

بوش تجنب الحذاء بينما وقف المالكي بدون حراكالجواب سهل لعلماء النفس، فهم يقولون انه لو أسرع المالكي بخفض رأسه قبل بوش تحاشيا للضربة، لبقي الرئيس الأمريكي ثابتا بلا حراك، وبالتالي لارتطم الحذاء به تماما. لكن بوش "رأى" أن المالكي لم يتحرك، فنشط دماغه بسرعة فاقت سرعة الحذاء المتطاير وعرف بأنه المقصود من الضربة، وليس سواه.

أما كيف استطاع الرئيس الأمريكي أن "يرى" الحذاء ويتملص منه بسرعة، فهو موضوع نظرية معقدة اشتهر بها علماء الدماغ بجامعة واشنطن، وهي عربية الأصل بالأساس، وتطرقت اليها مجلة "كيورينت بايولوجي" الأمريكية في عددها الذي صدر الأربعاء 10-6-2009. قالت فيه إن الحادثة ساهمت باثبات ما تقوله النظرية عن وجود نظامين للرؤية لدى الانسان منفصلين: واحد بعينيه والثاني بالادراك عبر الدماغ، أو الجهاز العصبي، وهو الذي جعل بوش يدرك بأنه المقصود من ضربة تحاشاها، لأنه لم ير في الحقيقة أي حذاء "بل أدرك خطرا بدماغه فقط" وفق تعبير عالم النفس الأمريكي، جيفري لين.

وأعطى لين مثلا: "لو قذفنا بكرتين معا نحو شخص ما، فستبدوان متساويتين له في كل شيء، لكنهما مختلفتان لدماغه الذي يقوم بعملية حسابية سريعة ليدرك أيهما تمثل خطرا أكبر عليه، فيصدر أوامره لأعضاء لتتحاشاها قبل زميلتها من حيث لا يدري الشخص المستهدف، ولهذا بقي المالكي بلا حراك حين قام الصحافي العراقي برمي الحذاء، لأنه شعر أن بوش سبقه بادراك خطر الضربة، لذلك ترك له ردة الفعل" كما قال.

قبل ألف عام: ابن الهيثم

وقبل علماء النفس والدماغ والبصريات في جامعة واشنطن، وبأكثر من ألف عام، أدرك ابن الهيثم، وهو الفيزيائي والرياضي العربي المولود في البصرة، أن البصر لا يتم بالعين وحدها، فتحدث في كتابه "المناظر" وهو من 7 مجلدات، عما أسماه "الادراك البصري" منطلقا من قوانين وضعها للبصريات ضمن كتابه الذي حين ترجم الأوروبيون عنوانه الى اللاتينية استخدموا 5 كلمات للاسم ليفهموه، كما استخدم بعضنا "الشاطر والمشطور وما بينهما" للسندويتش في أيامنا.

قال ابن الهيثم ان التأثير المباشر للمثيرات الضؤية لا يكفي وحده لتكوين الشكل المرئي بالعين، ولا بد من اضافة آثار خلفتها انطباعات سابقة في الجهاز العصبي، مشيرا بذلك أيضا الى نظامين للرؤية السليمة، واحد عضوي بالعينين وآخر نفسي بالأعصاب والدماغ. كما تحدث ابن الهيثم عن الرؤية في الغرف المظلمة، وسمى الواحدة منها "قمرة" ومنها جاءت كلمة كاميرا.. الكاميرا التي بثت للملايين مشهد رئيس أمريكي متملصا من حذاء رآه بأعصابه وآخر بقي ساك

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع