CET 00:00:00 - 16/10/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
إلي الكاتبة الأستاذة ماريان جرجس والأبن مايكـــــــــل :
إنجذبت إلي موضوعك ( وغربت شمس ذلك اليوم ) من جمال وحسن وترتيب الأحداث وبطريقة مشوقة وها أنا أكتب ليس إضافة أو تكميل فموضوعك كامل وجميل .. بل هو نتيجة نجاحك في التأثير علي مشاعري لكي أشارك مايكل وشعب كنيسة القس ماتؤس وهبه علي تحمل غيابه عنهم.

تتجلي عدل الله دائما في حياتنا اليومية لأن طبيعته العدل ... ولنا في حياة يوسف مثلاً واضحا لعدلهِ ... فعندما نبدأ التمعن في قصة يوسف يبدو لنا أن في وقتهِ كانت شريعة الغاب هي المسيطرة ... وإلقاء التُهم من غير دليل هو السائد في هذا الزمان . فشريعة الغاب لا تعمل حساب حتي ما بين العلاقات الأخوية , فيأتي الصبي الصغير والضعيف إلي مكان عمل إخوته ليقدم لهم الزود والشراب , لكن شريعة الغاب تسلطت عليهم لمحاولة قتله لمُجرد أنه مُميّز عنهم في مواهبه , وأن أباه يعقوب كان يُراعيه أكثر لأنه كان الأصغر ... فعندما رأوه آتياً جردوه من القميص الملون والذي أهداه إياه أبوه يعقوب ... تكاثروا عليه ... بدأوا يستهزأون به ... ويسخرون من أحلامه ... تصوروا أنهم لو قتلوه أو أخفوه سوف يقتلون معه أحلامه  التي أزعجتهم ... لم يدركوا أن هذه الأحلام هي من إعداد الله وسوف يأتي الوقت لتحقيقه أرادوا أو لم يريدوا ... كانوا يقولون لأنفسهم : [ها !!... الآن نجعله يحلم بالشمس والقمر والكواكب ساجدة له ووجهه في قاع البئر الذي سنلقيه فيه ] ... ثم ذبحوا تيس وغمسوا القميص فيه ليروه لأبيه كبرهان أن وحشاً إفترسه ... وبتخطيط من الله رأوا قافلة آتية ففرحوا جداً لأنهم أتي في فكرهم أن يحولوا هذا الصبي والعزيز عند والدهم إلي عبد ذليل بدلاً من وجودهِ في البئر... فربما هذا يشفي غليلهم وحقدهم عليه ... فبيعهِ سيجعلهُ يبقي في العبودية إلي الأبد فلا خلاص له منها ... باعوه ليس من أجل المال بل من أجل الخلاص منه ... وغاب يوسف عن الأنظار ... وتصوروا أن هذه الغيبة كانت بلا عودة ... فليذهب يوسف هو وأحلامه إلي غير رجعة..!! لكن يوسف كان يؤمن بوجود الله ... وبالرغم من الظُلم الذي وقع فيه , ودخوله السجن بسبب تُهمة باطلة , إلاّ أنه أدرك بأنه غير متروك , كما كان متأكداً أنه غير منسي ... ربما ينساه أو يتركه البشر وحيداً يقاسي الظلم .

عند هذه النقطة تذكرت القس متاؤس وهبة الذي يعاقب الآن ظُلماً في قضية زواج فتاة عابرة إلي شاب مسيحي , ببطاقة مزورة لها وهو لا يعلم عن هذه الفتاة أي شيء ولا عن بطاقتها . هو أيضاً ربما ينساه البشر كما نسي رئيس السقاة يوسف بعد خروجه من الحبس. لكن الله هيهات أن يهمله أو يتركه أو ينساه. وكما فعل الله مع يوسف حيث كان يمهد السبيل لخروج عدالته في الموعد الحكيم المحدد الدقيق المرتب منه ... سوف يكرر هذا العمل مع القس متاؤس وهبة ... وإذ كان الظُلم قد أخذ القس متاؤس وهبة خفية وغدراً فإن عدلاً سيخرج مثل النور وسوف يَراه كل من إتهموه ظُلماً ... رجال الشرطة والذين أخذوه من بين أحضان الكنيسة إلي أحضان الحبس ... وكيل النيابة الذي قدم إتهامه الباطل أمام المحكمة ودافع عنها بكل قوات الحقد وهو يعلم تماماً برائته... القاضي الذي حكم بنية الناس الداخلية وترك علي جنب إعترافات الشهود بأن القس متاؤس ليس له اي ضلع في هذا الموضوع , وضرب عرض الحائط كل القوانين وبنودها ... ستراه مصر والدنيا كلها. لكن افضل ما سيراه هو التاريخ المصري المسيحي , لأن الرب عادل ويحب العدل , وطوبي لجميع المتكلين عليه. فالعربة التي اعطاها فوطيفار ليوسف كرد إعتبار , سوف يعطيها الرب أيضاً للقس متاؤس وهبة كرد إعتبار له ... فالعربة التي يركبها المظلومون الأبرياء تسير دائما عبر التاريخ ... لأنها عربة عدل الله الدائمة والسرمدية .

تصورتُ لو تمكن يوسف بطريقة أو بأخري من الهرب وعودته إلي أبيه , فسوف يفرح يعقوب وربما كان أقام حفلا عظيما مثلما أقامه أبو الإبن الضال والذي كان مثلاً قاله الرب يسوع في العهد الجديد ... ماذا سوف كان يحدث ؟!, سوف لا يتواجد يوسف عندما تأتي المجاعة لكي يتأهب لمواجهتها ... وإذ بمصر وفلسطين تجوعان وتنتهي مصر بحضارتها وثقافتها , وسوف يُهلك العالم كله ولا نسمع عن إسرائيل ويهوذا والأنبياء  وبالتالي لا ياتي المسيح مخلص العالم ... نعم إنه تصَوّر ... لكن أقصد من هذا أنها تؤكد الحقيقة الدائمة والصادقة في قوله : إن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده ... كما أن قصة يوسف هي خطة من الله ... وترينا أن الظروف التي يجتازها المؤمن بحلوها ومرها , وسجنها ومجدها, ليست إلاّ السبيل الذي يؤهله لإتمام رسالته في الأرض. كذلك فإن حبس القس متاؤس هي ايضاً خطة من الله.
لذلك أقول للقس متاؤس وهبــــــة :
لقد قصـــدوا لك شراً ... أما الله فقصد به خيـــراً ... لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبــــــاً غفيــــــراً ..!!!!

تقديم نبيل المقدس   
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٢٤ تعليق