CET 00:00:00 - 02/10/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
بصراحة عمري ما تخيلت إن الذكاء ممكن يكون بهذا الغباء، فحكومتنا الذكية يمكن أن نطلق عليها أي لقب إلا كونها ذكية، وذكية هنا لا مؤاخذة مش ذكية بنت خالتك ولا  لقب عيلة للحكومة مثلاً، فالحكومة مش مكتوبة في البطاقة حكومة بنت ذكية أو هي كلمة ليس لها مدلول، ذكية معناها أنها مخها مفتح ومدقدق وهي دولة مات فيها عبد الروتين أفندي.

فيكون التعامل مع مصالحها الحكومية عن طريق الكمبيوتر والذي دخل في جميع المصالح الحكومية تيسيرًا على المواطنين ومع ذلك تجد البيروقراطي المتنح المسنتح الجالس على مكتبه، والذي كون مع كرسيه الجالس عليه عمل إبداعي متميز مصمت الشكل وفارغ العقل والذي يأمرك بكل صفاقة أن تذهب بنفسك إلى موطن ولادتك لكي تصحح خطأ أسم الست الوالدة على شهادة الميلاد وكأن خطأك أن الموظف الذي كان ينقل اسم حضرتك يا قليل الحظ كان خرمان وناقص كوباية شاي، وناقص عقل وضمير، أو بريء وعينيه مزغللة  فغير أسم الست الوالدة وحوله من عمر إلى عوض عشان ربنا يعوض عليك عوض الصابرين!! ولتكتمل المأساة ساعتها طلب الموظف المُختص (بكل بجاحة أحسد مامته عليها ست عرفت تربى بصحيح) ورقة من محل الميلاد والذي كان في مُشتهر لتصحيح الاسم في شهادة الميلاد، يعنى شحططة على الآخر.

وهذه المأساة التي تتعامل مع المواطن على أنه مواطن خالي شغل ليست مأساة فردية، فقد حدثت معي ومع أحد أقاربي وراثة عائلية صميمة (مكتوب على وشنا
ناس غاوية لف وشحططة) ولحسن الحظ بيكون الغلط هو هو على شهادة الميلاد غلط في رابع جد للأم.

فعلى حظي كان السيد الموظف المحترم نفسه يطلع أجازة ويطلع يصيف وواضح أن المدير بتاعه كان مانع عنه الميه والهوا والوجه الحسن  فكتب لقب عائلة أمي الصيفي وعندما اشتكيت من هذا الخطأ أرسلني الموظف المُسنتح إلى مركز السجل المدني بالعباسية لتصحيح الخطأ (والعباسية هنا لم يتم اختيارها اعتباطًا فالعبط يحتاج إلى علاج والعلاج موطنه المعروف يقع في العباسية كتر الله حجراتها حتى تسع الجميع). وكأن كل مكتب يعمل بذاته ولا توجد شبكة عنكبوتية إلكترونية تصل بينهم وكأن مشورة المواطنين واجب وطني صميم، وعمل يستحق عليه الموظفين المكافآت المُجزية، وطبعًا أحمد ربى أن شهادة الميلاد القديمة كانت بحوزتي وإلا لأعادوني إلى بطن أمي لمعرفة لقبها العائلي السليم منعًا للتزوير!! 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق