CET 00:00:00 - 20/03/2009

هات ودنك

بقلم- ماجد سمير
لو أدرك المبدع الراحل "فيكتور هيجو" أن مصر في عام 2009 ستحصل على المركز السابع والخمسون، من ستين دولة في قائمة "البؤس" العالمي  وذلك حسب البحث الذي أجرته مؤخراًَ وكالة "بلومبرج" للأنباء لقرر كاتبنا العظيم أن يحمل "جان فالجان" بطل روايته الخالدة "البؤساء" الجنسية المصرية.

 

من المعروف أن البحث الذي أجرته الوكالة المذكورة شمل عدد من دول العالم المختلفة سواء المتقدمة أو الفقيرة وأيضاًَ جمع أحدث البيانات الخاصة بالتضخم ونسبة إرتفاع الأسعار بالنسبة للدخل والبطالة وكذا سعر العملة المحلية بالمقارنة بأسعار العملات العالمية  سواء في المناطق الريفية أو الحضر في تلك الدول.

بالطبع لم يتناول "هيجو" في روايته الشهيرة أي من الإحصائيات الإقتصادية التي إستخدمتها الوكالة وإنما دافع فيها عن قضية جميع أولئك الذين يحتقرهم المجتمع، والذين ينبغي أن تشير جرائمهم إلى فساد ذلك المجتمع نفسه، والفرق الوحيد بين بطل الرواية "وجان فالجان" المصري في عام 2009 أن "فالجان" الأصلي تم حبسه في الرواية بسبب سرقته رغيف "عيش" يسد به رمقه، أما البائس المصري لو قرر إرتكاب نفس الجريمة من أجل الجوع أيضاًَ سيفشل فشلاًَ ذريعاًَ في سرقة الرغيف لأنه بكل بساطة الحصول على العيش في مصر لن يحدث إلا بعد الوقوف في طابور يكفي لتوبة "شيخ متنصر" سرقة الخبز في العالم، وفي الغالب سيفضل "فالجان" المصري الجوع عن "اللطعة" القاتلة في الطابور.

ومن المؤكد أن "هيجو" لو عاصر الأحداث الخاصة بالأزمة الإقتصادية العالمية وتبعياتها في مصر، والركود الذي سيصيب كل القطاعات تقريباًَ، منها على سبيل المثال لا الحصر صناعة السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر ليس بسبب حادث الحسين فقط بل بسبب الجفاف المادي العالمي، وكذا سطوة الأمن في أراضيها وتأثيرهما الواضح في زيادة حدة البؤس سيكتب عن معاناة "فالجان" المصري مرتين مرة عن البؤس الحياتي وشظف العيش، والمرة الثانية عن " البؤس الميري" الذي يحوم في أنحاء مصر ليحمل الركاب إلى أقرب "نقطة" وصول تحت شعار توصيل المواطنين مجاناًَ وكذا ضمان محل إقامة أمن جداًَ دون مقابل.

والفصل الأخير في رواية البؤساء 2009 سيشير فيه "هيجو" إلى أن إتحاد الأزمة الإقتصادية والبطالة سيكون له واقع شديد الخطورة على القهاوي الشعبية والراقية على حد سواء، لأن العاطل لن يجد أي أموال تغطي ميزانية جلوسه اليومي على القهوة يلعب طاولة وديمنو، وسيمكث في المنزل أوفر، وستصبح كل المقاهي خاوية على عروشها بلا زبائن وقريباًَ سنجد لافتة موحدة على مدخل قهوة مكتوب عليها جملة معبرة جداًَ عن الواقع "مطلوب عاطل".

 شكة:
البطاطا تُأكل مشوية أما البطالة تشوي صاحبها.

 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

الكاتب

ماجد سمير

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

حارس الكنيسة

الثبات على المبدأ

مطلوب عاطل

أبو "نادم"

حكومة "كرومبو"

جديد الموقع