أعلنت مساء أمس حركة تغييرات صحافية جديدة في مصر منحت صحافيين مؤيدين لجمال مبارك مناصب رؤساء التحرير في عدد من المجلات والصحف المصرية.
وشملت الحركة تعيين مجدي الدقاق رئيسا لتحرير مجلة 'أكتوبر'، وأختير طارق حسن لرئاسة تحرير صحيفة 'الأهرام المسائي'، أما حمدي رزق فحظي بمنصب رئيس تحرير مجلة 'المصور' احدى أبرز وأقدم المجلات المصرية.ونال الصحافي محمد أبو النور منصب رئيس تحرير 'صباح الخير'، أما رفعت رشاد فاختير رئيساً لتحرير 'آخر ساعة'، وعلاء عبد المنعم مسؤولاً عن 'الأهرام الرياضي' وأنور الهواري رئيساً لتحرير صحيفة 'الأهرام الإقتصادي'.
واتفق العديد من المراقبين على أن تلك التغييرات تمثل تصعيدا اعلاميا لانصار جمال مبارك، وخطوة جديدة نحو ما يعرف بالتوريث.
وينتسب معظم القيادات الجديدة للحزب الوطني الحاكم وفي القلب منها لجنة السياسات التي أصبحت القوى الدافعة للحزب والحكومة.
وبالرغم من أن صفوت الشريف الرجل القوي في الحزب الحاكم والذي يشغل منصب الأمين العام للحزب حرص على الإتصال برؤساء التحرير الجدد وأخبرهم بنفسه عن إختيارهم للمناصب الجديدة مساء أمس إلا أن العديد من رموز ونشطاء المعارضة يعتبرون ان المحرك الرئيسي للحركة الصحافية هو جمال مبارك وزملاؤه في لجنة السياسات.
ويقول حمدين صباحي رئيس تحرير صحيفة 'الكرامة' والنائب المستقل بمجلس الشعب إن كل الشواهد تشير إلى أن جمال مبارك والذين يشرفون على تصعيده أصبحوا يسارعون الخطى من أجل الإستعداد للإنتخابات الرئيسية القادمة والتي ستجرى في 2011 والتي قد ينافس فيها جمال مبارك خلفا لوالده عن الحزب الوطني.
ويشير صباحي إلى أن جمال يسعى لأن تدعم موقفه مجموعة من العناصر الصحافية الشابة من أجل تقوية نفوذه والترويج له بكثافة في محاولة الغرض منها في المقام الأول منحه قبولاً شعبياً يفتقده.
وأكد عبد الحميد الغزالي المستشار السياسي لجماعة الإخوان المسلمين لـ 'القدس العربي' أن التغييرات الصحافية محاولة للدفع بعناصر شابة من شأنها أن تعضد من نفوذ جمال خلال المرحلة القادمة. وأضاف بأنه من اللافت أن النظام كله أصبح يستخدم سلطاته من أجل الخروج بسيناريو التوريث للنور.
غير أن مجدي الدقاق رئيس تحرير 'أكتوبر' ينفي أن يكون جمال مبارك هو الذي إختار المجموعة الجديدة، وأكد أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق صفوت الشريف بصفته رئيس المجلس الأعلى للصحافة التابع للشورى.
وانتقد الذين يحاولون الوقيعة بين المواطنين وبين النظام، وتساءل قائلاً كيف تطالب المعارضة بالتغيير ومنح الفرصة للعناصر الشابة ثم تنتقد تلك التغييرات الصحافية الجديدة.
واعترف بأن أمامه مسؤولية كبيرة خلال المرحلة المقبلة بسبب ما تحتاجه مجلة 'أكتوبر' من تطوير.
ومن المعروف أن معظم المجلات السابقة والتي تم اختيار رؤساء تحرير جدد لها تعاني من تدهور غير مسبوق في التوزيع. وبالنسبة لمجلة 'أكتوبر' التي يزيد عدد المحررين بها عن مئة محرر ولديها اسطول من السيارات توزع مئتي نسخة، و'آخر ساعة' توزع مئة وخمسين نسخة، و'المصور' ألف نسخة و'الإقتصادي' خمسمئة نسخة، وتقوم الحكومة من أجل دعمها جميعا بالتعاقد على إشتراكات تقدر بألفي نسخة من كل مجلة.
وتعاني تلك الصحف من ديون كبيرة تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات.
ويرى الكاتب جمال فهمي عضو نقابة الصحافيين بأن اصلاح تلك المؤسسات ميؤوس منه حتى ولو أسندوا رئاسة تحريرها لمسؤولين أجانب وذلك لأن سقف النقد للنظام فيها غير مسموح بالمرة لذا فلا يقبل القراء عليها مطلقاً.
ويرى الشاعر سيد حجاب أن بيع تلك المؤسسات الفاشلة أولى من بيع المصانع والمستشفيات التي تساعد المرضى، بينما الهدف الوحيد من تلك الصحف هو التسبيح والتحميد بحمد النظام وكبار المسؤولين.
جدير بالذكر أن حركة تنقلات جدية من المقرر أن تتم بالنسبة لرؤساء مجالس إدارات الصحف اليومية والأسبوعية خلال شهر تموز (يوليو) القادم، ومن المتوقع أن يخرج خلالها من الخدمة مرسي عطاالله رئيس مجلس إدارة الأهرام بالإضافة لرؤساء مجالس الأخبار والجمهورية ودار الهلال.
|