CET 00:00:00 - 27/07/2009

مساحة رأي

بقلم: عصام نسيم
سؤال ربما يطرحه لنفسه كل انسان يتابع ما حدث  للاقباط حاليا او في الماضي القريب او البعيد من اعتداءات متكرره ومستفزه علي الاقباط , فيسئل نفسه ما هو مطلب الاقباط الذي يستفز هذه الجموع لتخرج هائجه ثائره لتخرب كل ما يصل الي يديها من ممتلكات الاقباط , بل والاكثر عجبا هو موقف الامن المتعسف والمتخاذل والذي يصب دائما في مصلحة المعتدين وليس المعتدى عليهم .

اما الدهشه التي تثير السائل نفسه او غيره هذا السؤال هو معرفته بالمطلب نفسه , وهو ان الاقباط يريدون ان يصلوا ! نعم يريدون اماكن يصلون فيها , يريدون بناء كنيسه يصلون فيها الي الههم يتعبدون فيها ويمارسون من خلالها انشطتهم الدينيه المختلفه , ولكن هذا المطلب يعتبر جريمه ليس في نظر المعتدين فقط بل ونظر الامن ونظر المسئولين علي مختلف شاكلتهم في هذه البلد , فرغم الاعتداءات المتكرره والمتتاليه والتي اصبحت تحدث بشكل شبه يومي , لا نرى الا تصريحات اما ورديه مليئه بالشعارات الجوفاء التي لا تعبر باي حال من الاحوال بالواقع المتردي الذي وصل اليه حال الاقباط في مصر , او تصريحات تدعي كذبا بان الاقباط هم المخطئون لانهم يصلون في اماكن غير مرخصه مما يستفز جموع المسلمين الذي لا يلتزمون بالقانون بل ويساعدون الامن علي محاربة هذه الاماكن الغير مرخصه , وكأن القانون يطبق في مصر علي اكمل وجه وما يعكر صفوه هو قيام الاقباط بالصلاه في منزل او بيت فيثور الشعب ويهجم ويحطم هؤلاء الذين تجرئوا علي كسر القانون , ثم يأتي الامن ويبارك ما فعله هؤلاء المعتدون ويلوم الاقباط الذين خالفوا القانون ويقبض عليهم ويجبرهم علي التنازل علي حقوقهم بعد الاعتداءات التي تتم دائما ضدهم ويدفعون ثمنها غالي .

فهذا هو مطلب الاقباط الرئيسي او ربما اهم مطلب لهم من حقوقهم المفقوده في هذا البلد ,
وربما يتسكمل السائل نفسه قائله لماذا يحاربون هؤلاء القوم بناء الكنائس بهذا الشكل الشرس ؟!
 هل لان عدد الكنائس في مصر يكفي الاقباط ويزيد وسعي الاقباط في بناء مزيد من الكنائس هي نوع من الفشخره او المنظره او  بغرض محو هوية الدوله الاسلاميه بناء علي تعليمات من جهات اجنبيه كما قال احد متطرفي الفكر ؟
ام ان لان شكل الكنائس يستفز الكثيرين من المسلمين خاصة المناره والصليب والتي اقترح شخص ما من قبل حلا لهذه المعضله ان يتم بناء الكنائس بدون منائر وبدون صلبان !

او ربما تكون هناك اسباب اخرى لا نعلمها تستفز هؤلاء وتجعلهم متحفزون لاي محاوله للاقباط ليس لبناء كنيسه بل لمجرد ان يجتعموا ليصلوا في مكان ما واقول واؤكد يصلوا , لا يخططوا لعمل ارهابي ضد الدوله او لعمل ضد  نظام الحكم او الخروج بمظاهرات تخريبيه او اي عمل من هذه الاعمال التي تتم في كثير من الاماكن بحريه اكثر من حرية الاقباط  في الصلاة .
حقا انه ام يثير التعجب والدهشه والغضب معا .
فتكرار هذه الاعتداءات التي اصبحنا نسمعها بشكل شبه يومي وفي اماكن متفرقه وبصوره تستفز اي انسان تجعل الذي يجهل الحقيقه يتسائل
ماذا يريد الاقباط  ويجعلهم يدفعون هذا الثمن الغالي والفادح من امنهم وسلامهم وممتلكاتهم ,
فهل مجرد الرغبه في بناء كنيسه اي مكان للصلاه والتعبد يجعل  الغوغاء والمتطرفين والمتعصبين وفئات اخرى من هذا الشعب يثور عليهم في غزوات متتاليه منذ عقود طويله لم ولن تنتهي ؟
 هل مجرد بناء كنيسه يجعل الاقباط يذوقون الذل والهوان ليصل الامر لحدوث مذابح تحدث لهم مثل مذبحة الزاويه الحمرا او الكشح  مرورا بعشرات الحوادث المتكرره في مختلف قرى ومدن مصر واخرها ما حدث في المنيا وبني سويف !
 
اسئله كثيره وملحه تدور في عقل كل انسان يرى ويسمع ويتابع ما يحدث ضد الاقباط علي مدار سنوات طويله واصبح يتكرر بشكل خطير في الاونه الاخيره تجعل الانسان يسئل نفسه اكثر هل مجرد الرغبه في بناء كنيسه يكون ثمنه كل هذا الغضب والعنف ضد الاقباط ؟!
ام ان بناء  كنيسه اصبح بخطوره بناء مفعل نووي في ايران او ربما العراق اثناء حكم صدام !!
 
بل اننا نرى ان  موقف وتصريحات  الحكومه والمسئولين من ما يحدث للاقباط اكثر عجبا ودهشه مما يقوم به هؤلاء المتطرفين من اعتداءات فهناك شعور اصبح مؤكد ان ما يحدث للاقباط في مصر اصبح لا يعني اي من المسئولين في هذا البلد ونقصد هنا كبار المسئولين وليس ظابط او لواء او حتي محافظ فالتعصب قد يعمي اي مسئول من هؤلاء مهما وصل من مناصب فما يهمه هو تنفيذ رغبته الشريره والتي يدفعها تعصبه وليس مصلحة الوطن .
ولكن المقصود بالمسئولين هم المسئولين عن امن وامان هذه البلد هل هم بعيدين عن ما يحدث للاقباط لهذه الدرجه ؟
هل ما يحدث من اخلال امني خطير واعتداءات تتحدي الامن في مصر وتنال من مواطنين مصريون لهم حقوق في هذا البلد اصبح شئ لا يعنيهم ولا يهمهم ؟
اين هؤلاء من هذه القضيه الخطيره ؟
فهل لا يستطيع المسئولين في هذه البلد حقا في حل هذه القضيه الخطيره ام انهم لا يريدون لها الحل ؟
فلو كان يريدون لها الحل فعلا لكانوا تعاملوا منذ عقود طويله بشئ من الجديه والحزم في هذه القضيه الشائكه قضية بناء الكنائس للاقباط .
فلماذا لا يتعامل الامن بشئ من الحزم والجديه مع المعتدين ضد الاقباط ؟
لماذا يمنع الاقباط من بناء الكنائس في مناطق تحتاج بشده الي كنائس وليس كنيسه واحده لخدمة هؤلاء الجموع ؟
ثم لماذا الي اليوم لا يناقش قانون دور العباده الموحد رغم رفعه لمجلس الشعب منذ سنوات ؟ فهل القانون ليس بالاهميه التي تجعل المجلس لا يناقشه ! في دورات كثيره وهل ما تمت مناقشته من قوانين في المجلس في هذه الدورات من كانت اهم من هذا القانون ؟
فقد  شاهدنا كيف ان قوانين يتم طبخها في ايام قليله ثم الموافقه عليها بل وتطبيقها ولكن لم نرى اي احد يسعي في مناقشة هذا القانون والموافقه عليه والسعي في تطبيقه رغم ما يحدث من مجازر شبه يوميه للاقبا ط نيتجة القانون الحالي المعيب في بناء وترميم الكنائس !
فهل يخشئ المسئولين حقا مناقشة القانون ام انهم يراعوا مشاعر الاغلبيه التي ربما يستفزها شكل الكنيسه وخاصة المناره والصليب كما قال احد المفكرين المسلمين اما ماذا ؟
ماذا ينتظر المسئولين في مصر لكي يناقشوا هذا القانون هل مزيد من الكوارث ومزيد من نزيف الدم القبطي ام ماذا ؟
 
فلو كان حقا في هذه البلد هناك من يهمه امر امن وامان مصر فعليه ان يسعي بصوره حقيقيه في حل هذه المشكله او المعضله وبدلا من ان كان يسافر الدكتور مصطفي الفقي الي امريكا والجلوس مع بعض اقباط المهجر او بعض الاكليروس ليقول ان الاقباط يعيشون ازهي عصورهم في عهد مبارك وان الاقباط غير مضطهدين الكلام الذي ينكره الوقائع والحوادث والاعتداءات التي تحدث يوميا للاقباط ويراها العالم كله , كان عليه ان يسعي داخل مصر مادام اعترف ان هناك مشاكل تواجه الاقباط ان يسعي بتوجيه الخطاب للمسئولين داخل مصر للتعامل بشكل جاد ومسئول في هذه القضيه الخطيره , كنا نتمني ان نرى في ظل هذه الاعتداءات المتعاقبه ضد الاقباط ان نرى رد فعل داخلي قوي وتحرك ملموس من قبل المسئولين في مصر لمناقشة والسعي في حل هذه القضيه , .
فبدلا من محاولة تجميل وهميه في خارج مصر كان عليه ان يجمل الواقع في مصر وذلك بتغييره والحلول كثيره اهمها هو القانون الموحد لدور العباده والذي اصبح مطلب ملح وهام وفوري لوقف هذا النزيف القبطي . كذلك الاهم قبل تطبيق هذا القانون هو تهيئه المناخ العام بقبول الفكره لهذا القانون وتهيئة المناخ العام لتقبله بامر بناء الكنائس وان بناء كنيسه ليس بالامر الضار لهذا المجتمع وان بناء الكنيسه حق للقبطي كبناء الجامع للمسلم , وكما لا يغضب القبطي من بناء جامع في اي مكان علي المسلم ان يتقبل بناء الكنيسه بكل رحابة صدر فالكنيسه دائما هي ميناء سلام ومصدره في اي مكان تبني فيه والكنيسه تسعي بكل طاقته لخدمة المجتمع ككل والنهوض به وابدا لما تكن مصدر للتطرف او التعصب او الكراهيه ضد الاخر فلماذا تحارب اذن ؟

يجب ان يعرف هؤلاء المتطرفون والرافضون بناء الكنيسه هذه الامور ويتقبلوها حتي لا نرى مذبحه في كل مره تبني فيها كنيسه , ثم بعد ذلك  ياتي الدور الامني والمفترض منه وهو التعامل بيد من حديد مع اي انسان يعتدي ويخرب ويدمر ممتلكات الاقباط لا لشئ الا لانهم ارادوا الصلاه وعندما يتم تطبيق القانون علي الجانبين فمن ناحية الاقباط يعطيهم القانون حرية بناء الكنائس التي يحتاجونها في اي وقت وفي اي مكان ثم يكفل لهم الحمايه والامن اللازم وعندما يتم تطبيق القانون ايضا ضد اي مجرم مخرب معتدي ضد الكنائس او الاديره او ممتلكات الاقباط عندها فقط ستنتهي هذه الاعتداءات المتكرره ولا تكون زياره الدكتور مصطفي الفقي لاميريكا والجلوس مع اقباط المهجر في حاجه لها .
فما يريده اقباط الخارج هو ما يريده اقباط الداخل وهي حقوق الاقباط المفقوده واولها واهمها الحق في العباده وعندما ينال الاقباط حقهم في العباده بحريه ستكون بداية الطريق في نوال باقي الحقوق المفقوده والمضهومه لهم في بلدهم مصر .
فهل يتحقق هذا الحلم ؟ في الحقيقه الاجابه هي في يد المسئولين في مصر ان كان حقا مازال هناك مسئول ,مسئول,! يهمه مصلحة وامن هذه البلد بالافعال وليس بالشعارات !!!
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق