CET 00:00:00 - 24/07/2009

مساحة رأي

بقلم: عصام نسيم
مازال الدكتور يوسف زيدان صاحب الروايه الشهيرة عزازيل يواصل التدليس وتزيف التاريخ وخداع كثيرين بنشره معلومات خاطئه تاريخيه تخص الديانه المسيحيه والتاريخ القبطي.

ولما لا وقد حققت له هذه الروايه الشهره التي لم ينالها طوال تاريخه واصبح بعد هذه الروايه حديث المدينه ونال عليها الجوائز مما شجعه علي السير في هذا الطريق وعدم التوقف !

اخر ما خرج به علينا الدكتور زيدان كان في خبر نشر في جريدة اليوم السابع عن ندوه عقدها في مكتبه مع بعض الشباب بعنوان:

-يوسف زيدان: القبطية نفسها صناعة إسلامية

http://coptreal.com/ShowSubject.aspx?SID=22244

ونشر الخبر بعض ما قاله يوسف زيدان في هذه الندوه وبالطبع جاءت تحمل الكثير جدا من المغالطات التاريخيه والتلفيقات والاختلقات لامور لم تحدث جاءت استكمالا لمسيرته في خداع الكثيرين في ظل مناخ يتسم فيه الكثيرين بعدم المعرفه الحقيقه والبحث العلمي والمنهجي في الامور خاصة في فئة الشباب التي اعتمدت علي تلقي المعلومات عن طريق السماع فقط وليس البحث والتحري في الكتب المختلفه ولان الاستاذ يوسف متاكد من ان احد لم يناقشه لعدم وعيه للتاريخ الحقيقي راح يدلس ويزيف التاريخ ويأتي بواقع واحداث غير موجوده الا في خياله الخصب كمؤلف وكما فعل في رواية عزازيل يفعل الي الان في كل ما يدلي به من حوارات وتصريحات في التاريخ المصري القديم !

ولعل الفقره التي اقتبستها من الخبر المنشور في اليوم السابع يؤكد لنا هذه الحقيقه وكيف ان يوسف زيدان ما زال يخدع البسطاء من قليلي المعرفه والوعي في مجمتعنا وما اكثرهم او انه يقوم بعمل هام للكثيرين ايضا وهو تبيض تاريخ اسود ملئ بالقتل والغزو والاحتلال ونهب الثروات تحت مسمي الفتح في وقت يؤكد فيه الاقباط ان بلادهم احتلت ونهبت واستعمرت من قبل العرب يجئ فهو في الفريق المدافع عن الغزاة ومحاولة تبيض تاريخهم الاسود حتي لو زيف التاريخ حتي لو اختلق حوادث تاريخيه حتي لو استخدام اسلوب الخداع ولي الحقائق لخدمة فكره كل هذا لا يهم المهم هو اثبات فكره معينه والسعي في تأكيدها .

نأتي للاقتباس من الخبر الذي نشر حيث قال (((وعن "عزازيل" قال: لن نفهم التراث العربى الإسلامى إلا إذا فهمنا التراث المسيحى ولا يمكن فصل النسيج عن بعضه لا بد لنا أن نفهم العقائد الأرثوذكسية والنسطورية، فالتاريخ كل لا ينفصل، أعجب من الحديث عن حكم الأقباط قبل الفتح الإسلامى لمصر، فلم يحدث أن حكم مصر حاكم قبطى واحد ولم تقم إدارة قبطية واحدة، إنما كان يحكم مصر الإسكندرانيون الذين هم اليونانيين وكان دخول الإسكندرية محرماً على الأقباط المهمشين فى قرى الصعيد يمارسون عقائدهم هناك، وكانوا يسمون باليعاقبة وكان يطلق على العرب من سكان مصر "مصريين"، وكان يحكم مصر "المقوقس" الرومى الأرثوذكسى وليس الأقباط، فالقبطية نفسها صناعة إسلامية، وما يروج له حالياً من أن المسلمين انتزعوا مصر من يد الأقباط، إنما يخدم مصالح بعض الجهات التى تروج لهذا الكلام، واختتم "روايتى ضد العنف وضد استخدام الدين كستار للسطوة والسلطة والسيطره )))

وبالطبع تاتي هذه الفقره مكمله للعنوان المستفز الذي لا يفهم منه شئ فكيف ان القبطيه صناعه اسلاميه وما المقصود بهذه القبطيه التي ذكرها الكاتب الشهير والاقتباس يوضح لنا هذه المعضله العنوانيه !!

ولنناقش ما يقوله الدكتور بشئ من التفصيل

اولا :- يقول الدكتور ("عزازيل" قال: لن نفهم التراث العربى الإسلامى إلا إذا فهمنا التراث المسيحى ولا يمكن فصل النسيج عن بعضه لا بد لنا أن نفهم العقائد الأرثوذكسية والنسطورية، فالتاريخ كل لا ينفصل، ) ..

ونقول له كيف ان روايه معظم احداثه من تاليفك ونتاج خيالك الخصب جاءت محمله بكثير من الاحداث الملفقه تاريخيا جاءت تحمل الكثير من افكار هرطوقيه ضد الديانه المسيحيه جاءت تقلب حقائق تاريخيه وتدافع عن هراطقه ومبتدعين , كيف لهذه الروايه ان تساعد في فهم التراث العربي الاسلامي ثم ما علاقه هذه الروايه المؤلفه بالتراث المسيحي الحقيقي ؟

ثم ما علاقه النسطوريه في فهم التراث الاسلامي ولماذا النسطوريه بالتحديد ؟ هل لان النساطره كانوا منتشرون حول الجزيه العربيه هل لان الكثير من افكار الدين الاسلامي نحو المسيحيه تتشابه الي حد كبير مع الافكار النسطوريه ؟ ام لان افكار نسطور تروق لك ولكثيرين حيث ان جرد السيد المسيح من لاهوته وجعله انسان عادي وهو ما ينادي به الاسلام والقران عن السيد المسيح له المجد ؟؟؟؟

ثانيا : يقول الدكتور زيدان ايضا ( أعجب من الحديث عن حكم الأقباط قبل الفتح الإسلامى لمصر، فلم يحدث أن حكم مصر حاكم قبطى واحد ولم تقم إدارة قبطية واحدة،))

ونحن نعجب ايضا مع الدكتور زيدان من الحديث عن حكم الاقباط قبل الفتح او بعده فلم يوجد قبطي قال هذه الادعاءات من قبل فمعروف تاريخيا ان منذ غزو الاسكندر لمصر وحكم البطالمه ثم الروم ثم العرب وتوالى الغزاه علي مصر لم يحكم مصر مصري ابدا وكان اول رئيس مصري منذ حكم البطالمه هو جمال عبد الناصر . فمتي واين وكيف قال الاقباط انهم كانوا يحكمون مصر قبل الغزو العربي ؟! ام انها تأليفه اخرى تضاف الي احداث روايه عزازيل التي الفها الكاتب وملئها بالاحداث الملفقه .!!

بالطبع كانت مصر محتله قبل الغزو العربي من قبل الرومان وكانت مصر جزء من الامبراطوريه الرومانيه وتخضع لحكم روما وذلك من قبل ميلاد السيد المسيح بالجسد بنحو ثلاثة قرون وعانى الاقباط الويل والاضطهاد علي فترات مختلفه من هذا الحكم وكان اصعبها هو اضطهاد الكنيسه البيزنطيه للكنيسه القبطيه بعد مجمع خلقدونيه وحتي الغزو العربي كان الاقباط يذوقون الاضطهاد تحت الحكم الروماني وهذه حقائق تاريخيه ولكن هذه الحقائق لا تنفي ان الغزو العربي كان ابشع وفعل ما لم يفعل في الاقباط وعلي مدار قرون طويله تعرض الاقباط لحملات اضطهاد مختلفه وصلت الي الاباده وحملات نهب وسلب وقتل واغتصاب والتاريخ ملئ بهذه الحوادث ....

ثالثا : يكمل الدكتور حديثه فيقول ((وكان دخول الإسكندرية محرماً على الأقباط المهمشين فى قرى الصعيد يمارسون عقائدهم هناك، وكانوا يسمون باليعاقبة وكان يطلق على العرب من سكان مصر "مصريين"، وكان يحكم مصر "المقوقس" الرومى الأرثوذكسى وليس الأقباط، فالقبطية نفسها صناعة إسلامية))

ونريد اولا ان نعرف مصدر معلومته هذه من ان الاسكندريه كانت محرما علي الاقباط المهمشين في قرى الصعيد وكيف انه يسمي اقباط الصعيد باليعاقبه ثم نريد من الباحث ان يشرح لنا هذه العباره اللوغارتميه من ان العرب من سكان مصر كان يطلق عليهم مصريين !!!! وفي الحقيقه لم اعلق علي هذه العباره لانها ربما تكون خطأ من الصحفي الذي نقل الحديث فهذا كلام يقرب الي التخاريف وليس الاحداث التاريخيه !

اما عن ما اورده الدكتور من ان الاسكندريه كانت محرما علي الاقباط فهو يفصل بين اقباط الاسكندريه واقباط باقي محافظات مصر وربما يجهل ان الي الغزو العربي كان المقر للبابا السكندري هو مدينة الاسكندريه ومنها كان يرعي شئون الكنيسه في كل مصر وعندما عاني الاقباط الاضطهاد من بعد مجمع خلقدونيه لم يفصل الاضطهاد بين اقباط الاسكندريه واقباط مصر . فاقباط مصر المقصود بهم اقباط الاسكندريه واقباط الصعيد وكانوا تحت مسمى الكنيسه القبطيه اما تسمية اليعاقبه فهذه لها اسباب كثيره اوردت في كتب التاريخ وكثيرين يشككون في هذه التسميه ويرفضون تسمية الاقباط بها .

اما عن موضوع حكم المقوقس الرومي الارثوكسي لمصر كما ادعى الدكتور كذلك قوله بان كان يحكم الاسكندريه الاسكندرانيون الذين هم اليونانيون فهو استكمالا لمسيرة الدكتور في التلفيق التاريخي وخداع البسطاء لترويج فكره الباطل .

فالكاتب لا نعرف هل عن جهل او تجاهل ان المقوقس كان هو الحاكم الديني والمدني لمصر وكان مقره الاسكندريه فهو كان والي مصر وهو ايضا بطرك الروم في مصر وقد كان غير قبطي وكان مرفوض من الاقباط حيث انه كان يسعي في اضطهادهم ومحاولة اخضاعهم للكنيسه الملكيه في هذا الوقت ,
اما عن موضوع ان المقوقس كان رومي ارثوذكسي فهي عباره تحتاج الي شرح وافي من الدكتور فكيف ان المقوقس كان ارثوذكسي وكيف حكم الكاتب الشهير انه ارثوذكسي وعلي اي اساس ,

اما عن عباره -فالقبطيه نفسها صناعه اسلاميه - نريد ان نعرف الاتي

ما هو المقصود بالقبطيه هل هي اللغه ام التراث ام التاريخ ام الكنيسه ام التسميه ام ماذا ؟

فيما ذكرته سابقا من معلومات تاريخيه مغلوطه وخاطئه لا يجب ان تخرج من رجل من المفترض انه باحث وكاتب ما الذي ذكرته ويؤكد ما تردده من ان القبطيه هي صناعه اسلاميه ؟
كيف ان القبطيه صناعه اسلاميه وعند دخول العرب مصر لم يكن لهم معرفه في ايا من الامور الخاصه بالمدنيه والحضاره وقد استعان العرب بالاقباط في ادارة شئون البلاد في مصر بل ان من ساعد الجيش الاسلامي فيما بعد ببناء الاسطول البحري هم الاقباط . ومع زياده الاضطهاد علي الاقباط هرب الكثيرين من اصحاب الحرف والصناع الي الاسلام واصبح يوجد في مصر ما يعرف بالفن الاسلامي وهو في الحقيقه مصدره واصله قبطي وربما الكثير من النقوش والزخارف الموجوده في الاثار الاسلاميه تؤكد هذا الامر, .

وفي النهايه يوسف زيدان هو صوره واضحه لما وصل اليه حال هذه المجتمعات التي تعيش علي الزيف والتدليس في كل شئ من التاريخ البعيد الي الواقع المعاش .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق