بقلم: د. عاطف نوار
هذه رسالة للعلماء المسلمين الأجلاء الذين يطلقون الشكوك الجوفاء و الأقاويل المرسلة و العارية من الصحة علي الكتاب المقدس .. فقد لجأ هؤلاء العلماء في الآونة الأخيرة إلي حملة تشكيك في الكتاب المقدس و نشر مقالات رنانة ولقاءات إستعراضية مدفوعة الأجر تهدف إلي زعزعة إيمان المسيحيين في الدستور الإلهي لحياتهم الذي قال عنه السيد المسيح له المجد " الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة "( يو6: 63).
هذا الإيمان يا أعزائي العلماء هو الذي نقل الجبل المقطم في عهد المعز لدين الله الفاطمي حين قام بعض المشككين آنذاك و تحدوا إيمان المسيحيين بكتابهم المقدس في قول السيد المسيح" الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلي هناك فينتقل و لا يكون شئ غير ممكن لديكم " (مت 17 : 20 ) فما كان من البابا آبرام بن زرعة أن ألتجأ إلي السماء فتمجد السيد المسيح و رفع الجبل ثلاث مرات وسط صلوات البابا والقديس سمعان الخراز و الشعب و في كل مرة يرتفع كانت الشمس تظهر من تحته .. و انتقل الجبل الجاثم شرق المدينة الجديدة (القاهرة) إذ كان قبل نقله على حدود بركة الفيل... و ليتكم تقرؤون التاريخ لتعرفوا أين كان و إلي أين انتقل .. و كان نتيجة هذا التشكيك أن رأي الجميع مجد الله فقوي إيمان المسيحيين بالسيد المسيح و كلامه بل و آمن به كل الجموع التي عاينت مجد الله في هذه المعجزة فكان ذاك التشكيك سبب بركة للجميع.
لذلك أتقدم بالشكر لحضاراتكم علي طرحكم تلك الشكوك حيث تفتحون قنواتا للرد عليها و دحضها و طرحها أرضا .. فيزداد الإيمان بالسيد المسيح و إنجيله قوة و صلابة..
قبل أن أدخل في الموضوع أود أن أهمس في آذان حضرات العلماء الأجلاء بنصيحة أن يقرؤا الكتاب المقدس بفهم و عقل نابه و يبتعدوا عن السطحية و الإبتذال فالسطحية و الإبتذال يقللان من شأنهم العلمي و قوة كلامهم بل و يفقدهم ( بضم الياء ) مصداقيتهم.. فعلي سبيل المثال ماقاله الأستاذ الدكتور زغلول النجار في لقاء في قناة الجزيرة و برنامج زيارة خاصة .. أن الكتاب المقدس الموجود الآن ليس هو الكتاب الأصلي .. و معني هذا أنك يا دكتور تعرف الكتاب الأصلي و أين هو فلماذا لم تكمل أيها العلامة الجليل هذه المعلومة الذهبية و أثبت كلامك و كشفت عن الكتاب الأصلي و مكانه؟ .. و الجواب أنه ليس لديك دليل واحد يعضد هذا الكلام الذي يعد ( عفو الساعة) اي قلته بالمصادفة وقت البرنامج .. دعك عزيزي من هذه الشائعات السطحية و الشوشرة الجوفاء التي تهدف للمكاسب المادية و المدح الباطل..قلت أيها العلامة الجليل أن الله أنزل التوراة و صحف إبراهيم و الزابور ( المزامير ) و الإنجيل و أنه لم ينزل شيئا إسمه العهد الجديد و العهد القديم .. أولا ياعزيزي و أنت لا تعرف شيئا عن أصل الكتاب المقدس فكيف تعرف محتواه و أجزائه.. أود أن ألفت نظرك أنك أثبت و دون ان تدري أن الله أنزل العهدين القديم و الجديد لأن العهد القديم أي ما قبل ميلاد الرب يسوع المسيح هو نبؤات عن ميلاده المجيد و صلبه و قيامته و هو ما في التوراة و صحف إبراهيم و الزابور .. و الإنجيل هو العهد الجديد و فيه حياة و تعاليم الرب يسوع المسيح علي الأرض و تحقق نبؤات العهد القديم من ميلاده المجيد إلي قيامته و صعوده...
والفجيعة .. الفجيعة ... الفجيعة.. عندما كشفت عن ضحالة معلومات فضيلتكم في قولكم " في رسايل الرسل في العهد الجديد واحد باعت رسالة لواحد صاحبه بيقوله يا صديقي ثوفيلس أنا سافرت إلي القدس إشتريت 2 كيلو برتقال و اتغديت عند فلان و اتعشيت عند فلان و سلم علي فلان – سلم لي علي خالتك و بنت عمتك و اختك – هل هذا وحي سماوي ؟ ده فولكلور " .. أتعجب ..هل أنت صدقت نفسك في تلك المغالطات؟... بل و إمعانا في مواراة الحقيقة لم تذكر أين هذا النص ولا من قائله فهذا كلام مرسل لا سند له .. أيها العلامة الذي تتلمذ علي يده علماء بل و مصدر علم للعامة .. ألا تعلم أن الكلام المرسل يستخدمه فقراء العلم للشوشرة و التشويش متكلين علي انعدام المراجعة عليهم آملين في ان يصفق لهم أشباه المتعلمين؟ .. إن منهج الشوشرة و التشويش لم ولن يغير في الحقيقة شيئا بل ينقشع عندما تشرق عليه شمسها .. لقد نسيت أصول البحث العلمى القائم علي التوثيق و المستندات العلمية و الدقة و شيئا آخر يدعي الأمانة العلمية .. هل هذا الأسلوب العارى من بدائيات البحث العلمى هو الذي اتبعته في دراستك لرسالتي الماجستير و الدكتوراة؟.. دعني أيها العالم الجليل أتلو عليك النص الصحيح في سفر أعمال الرسل و الذي كتبه معلمنا لوقا الإنجيلي بوحي من روح الله القدوس
1 الكلام الاول انشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به
الى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم.
الذين اراهم ايضا نفسه حيّا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم اربعين يوما.
ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله
الأمور الخاصة بملكوت الله أيها الجهبذ هي اساس الوحي الإلهي و غايته هي
1 تي 2: 4 ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون.
و يخلصون تعني ان يدخل كل الناس إلي الحياة الأبدية مع الله في السماء مخلصين (بفتح الخاء واللام و تشديد اللام ) من عذاب جهنم...
وفيما هو مجتمع معهم اوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتوه مني .
أي أن الرب يسوع المسيح أوصي التلاميذ بالبقاء في أورشليم إلي ان يحل عليهم الروح القدس.. ويكمل معلمنا لوقا سفر اعمال الرسل مخبرا عما فعله رسل الرب يسوع المسيح و عن تعاليمهم و المعجزات التي عملوها بقوة الرب يسوع و رحلاتهم التبشيرية و العقبات و العذابات التي قابلوها اثنائها و كيف كان الرب معهم و كيف قواهم إلي أن أكملوا سعيهم في البشارة بملكوت الرب يسوع.
عزيزي د. النجار اين الفلكلور في هذا الكلام و أين ( اتغديت) و ( اتعشيت) أين (2 كيلو برتقال ) و ما موضع الخالة و بنت العم ...دعني اقول لك اين هذا كله ... إنه في خيالك فقط و قد قلته معتمدا علي ضحالة معلومات سامعيك و هم مساكين لا يعلمون أنك تحجب عنهم الحقيقة .. تماما مثل ( ابو العريف علي المسطبة ).. ليس هذا سلوك العلماء الأجلاء الذين يقرؤن و يمحصون و يحللون كل حرف قبل ان ينطقوا به معطين الأمانة العلمية حقها إحتراما للعلم و للمصغين لهذا العلم.
مرة أخري أشكر السادة العلماء الأفاضل علي مجهوداتهم في تثبيت و تقوية الإيمان بالرب يسوع و كتابه المقدس... انتم تطلقون الشكوك و نحن نرد بنعمة إلهنا غير عابئين لأن لدينا من الأدلة الدامغة و الموثقة ما يفحمكم و يدحض هذه المزاعم الكاذبة... فأبواب الجحيم لن تقوي علي الكنيسة و كتابها المقدس.. واعلموا جيدا أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد.
Atefgpm2006@yahoo.com |