CET 00:00:00 - 25/05/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب : عماد خليل - خاص الاقباط متحدون 
أدانت اليوم عدد من المنظمات الحقوقية، ودار الخدمات النقابية والعمالية، ما حدث مع عمال شركة "أمونسيتو" للغزل والنسيج أول أمس الأحد، من إعتداءات شرسة من قِبل قوات الأمن ، وفضّ اعتصام العمال بالقوة، وإجبار عمال النوبارية ومعدات التليفونات على فضّ اعتصامهم - لهو تعبير واضح عن فشل الحكومة فى التعامل مع الأزمات العمالية، التى بدأت تتصاعد فى السنوات القليلة الماضية، نتيجة فشل السياسات الإقتصادية التى أنتهجتها الحكومة الحالية والحكومات السابقة، والتى لا ناقة للعمال فيها ولا جمل.

كما أن تراجع وزارة القوى العاملة، واتحاد العمال، والتهرب من الإتفاقية التى وقعوها مع عمال شركة "امونسيتو" فى 21 مارس الماضى، والتى رضى بها العمال على مضض، إنما يؤكد على أن المسئولين عن العمال فى مصر، لا يملكون حلولاً حقيقية للمشاكل العمالية، فها هم عمال "امونسيتو" يتفاوضون ويوقعون اتفاقية، ثم بعدها تتهرب الحكومة ممثلة فى وزارة القوى العاملة من الوفاء ببنود الإتفاقية، بل يفاجئ العمال أمس بتوقيع اتفاقية جديدة تنص على صرف ( 50 ) مليون جنيه، تعويضات للخروج إلى المعاش المبكر بدلاً من ( 106)  مليون التى كانت فى الإتفاقية الأولى ..

وليس هذا هو النموذج الوحيد إنما سبق ذلك العديد من الإتفاقات مع عمال شركة" طنطا" للكتان، والتى لم تنفذ حتى الآن، وبدأت وزارة القوى العاملة فى التهرب منها، وقبلها كانت اتفاقية عمال شركة "سالمكو" .. الخ.

إن ما يحدث يؤكد على أن الحكومة لا تملك بالفعل قرارًا أمام سطوة رجال الأعمال ومافيا الفساد، التى توحشت فى ظل برنامج الخصخصة المشئوم.
إن العمال المحتجين أمام مجلس الشعب أصحاب حقوق ومطالب عادلة، لم ينكرها أى من مسئولى الحكومة، بل كانت تصريحات المسئولين أن العمال على حق وأنهم يبحثون عن حل لهذه المشاكل!!

إن استخدام القوة بالأمس فى مواجهة اعتصام العمال أمام مجلس الشعب، لا يعنى فقط نقوص الحكومة عن وعدها بحل مشاكل المعتصمين، بل يعنى فشل الحكومة فى حل هذه المشاكل، بل إن عودة الحكومة فى استخدام العنف فى مواجهة الإحتجاجات العمالية، ينذر بأن الأيام القادمة سوف تشهد حالة من الإحتدام بين الحكومة والشعب، خاصة مع تزايد وطأة الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التى يعانى منها الأغلبية الساحقة من الشعب المصرى.
إن ما حدث أمام مجلس الشعب سواء بإستخدام القوة فى مواجهة غضب عمال "أمونسيتو" أو إجبار العمال المعتصمين الآخرين على إخلاء رصيف المجلس، هو سد لمنافذ التعبير لدى العمال المفتقدين لمنظمة نقابية حقيقية تعبر عن مصالحهم وتتفاوض من أجل مطالبهم.

وأكدت دار الخدمات النقابية والعمالية، على أهمية نشر وإعمال ثقافة المفاوضة الجماعية، التى ترى إنها الحل المثالى والوحيد للخروج من حالة الإحتقان المجتمعى السائدة، كما أكدت أن نجاح عمليات المفاوضة الجماعية، حدها الأدنى إن يمتلك المفاوضون قراراتهم بأيديهم، حتى لا يكون الإلتزام مجرد توقيع على مجموعة من الأوراق، التى لا تغنى ولا تسمن من جوع.. كما ناشدت كافة القوى الديمقراطية فى المجتمع المصرى، إلى مواجهة الهجمة الأمنية غير المبررة، التى تعرض لها العمال، متمسكين بهامش التعبير الذى استطاع عمال "مصر" انتزاعه فى الفترة الأخيرة.. وأضافت الدار أن استخدام العنف لم يكن أبدًا أسلوبًا ناجحًا فى حل الأزمات، بل كان دائمًا عاملاً من عوامل ارتفاع حدة الإحتقان داخل المجتمع ومهدداً للإستقرار.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق