CET 00:00:00 - 12/05/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

منظمة الشفافية الدوليه فى تقريرها عن (لبنان ومصر والمغرب وفلسطين ): البلدان الأربعة  تفتقر إلى قوانين تنظم الوصول إلى المعلومات مما يقوّض الشفافية والمشاركة العامة الفعالة.
منظمة الشفافية الدولية : فى مصر قوانيين تحظر استخدام الوثائق الرسمية أو نشرها .

كتبت : مادلين نادر - خاص الاقباط متحدون
( تحدي الحكم الرشيد : "لبنان"، "مصر"، "المغرب"، و"فلسطين")،  كان هذا عنوان التقرير الجديد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، والذى تم إعلان نتائجه يوم الأحد التاسع من مايو الحالى ،  تقرير جديد لمنظمة الشفافية الدولية يدين انتشار المحسوبية و افتقار الحماية للمبلغين عن الفساد.فى مؤتمر صحفي بالقاهرة.

يأتى هذا التقرير للمساعدة في وضع معايير للتقدم، وتقييم مستقل لأنظمة النزاهة الوطنية فى البلدان الأربعة.

ويشير التقرير إلى أن الأحكام القانونية المتعلقة بمكافحة الفساد في البلدان الأربعة، تعاني من ثغرات هائلة، بالإضافة إلى قلة العزم المثيرة للقلق بشأن إدخال ممارسات فعالة للحد من المشكلة ، الأمر الذي يشكل خطرًا على التنمية المستدامة ، والتماسك الإجتماعي والنمو الإقتصادي.

فى البداية تحدثت "شانتيل يومان"، المدير الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة الشفافية الدولية قائلة  : "إن أحد المعوقات الرئيسية يكمن في السلطة التنفيذية غير الخاضعة للرقابة، وهو الأمر الذي يقوض أية محاولات لإدخال أنواع الضوابط والتوازنات التي تضع النزاهة والمساءلة في قلب الحكم الرشيد".

كما أوضحت "شانتيل" أن الدول الأربعة التى تم عمل تقرير عنها والتى قد أشرنا إليها سابقًا، يجب عليها أن تجاهد من أجل إرساء الحكم الرشيد ، بالاضافة إلى أن الأطر القانونية الموجودة حاليًا بها، يجب أن تُفَعّل حتى يتم القضاء على الفساد.

ويستند التقرير إلى أربع دراسات شاملة، تناولت بالتقييم أنظمة الحكم الرشيد في البلدان الأربعة، بما في ذلك الأجهزة التنفيذية والتشريعية، والأحزاب السياسية، والقضاء، وأجهزة مكافحة الفساد، والمنظمات غير الحكومية، والإعلام كما يحدد التقرير مواطن الضعف، ويقدم توصيات لتعزيز هذه المؤسسات وتنفيذ التشريعات القائمة.

وبالرغم من اختلاف السياق من بلد إلى آخر، إلا أنها تعاني جميعاً من مشكلة مشتركة، وهي التحدي الذي يشكّله الفساد بالنسبة للتنمية.

 ووجد التقرير أنه، سواء في الحكومة، أوالقطاع الخاص، أو بين المواطنين، فإنه هناك فهم محدود لمفاهيم مكافحة الفساد مثل الشفافية والمساءلة لدى هذه الدول، كما أن محاباة الأقارب، والرشاوى، والمحسوبية قد انتشرت بالشكل الذي أصبحت به مقبولة كأنها من مسلمات الحياة،والجدير بالذكر، أن المواطنين الذين يعلنون إدانتهم لهذه الممارسات في أي من هذه البلدان، يفتقرون إلى الحماية، لعدم وجود آليات لحماية المبلغين عن الفساد، وبإستثناء لبنان، فإن الأحكام المتعلقة بحصول العامة على المعلومات شديدة الضعف.

ولاحظ التقرير كذلك عدم وجود هيئات لمكافحة الفساد في (مصر) و، (فلسطين)، و(لبنان)، وأنه على الرغم من وجود آلية لهذا الغرض في (المغرب)، إلا أنها لا تملك سلطة التحقيق أو المعاقبة.

 وفي هذا الإطار قال "بورتمان"أن "مأسسة التغيير" – كما أسماها- تشكل تحديًا كبيرًا، ولكننا نرغب في العمل مع الحكومات والمجتمع المدني، والقطاع الخاص لإقتلاع الفساد كوسيلة لضمان الإستقرار والتنمية الإقتصادية."

كما أظهر التقرير أن العاملين المدنيين بالقطاع الخاص، والمواطنين على حد سواء في الدول الأربعة، لا يتفهمون المفاهيم الخاصة بمكافحة الفساد، وهو ما يشكل أولاً تحديًا هائلاً أمام إدخال العمل بإطار قانوني فعّال لمناهضة الفساد، وتنفيذه ، وثانيًا تحديًا أمام تغييرالإعتقاد بأن الفساد في الحياة اليومية هو " نظام العمل على النحو المعتاد".

وقال التقرير أنه في جميع أنحاء المنطقة، يحد التدخل السياسي من سلطات الهيئات المستقلة، مثل هيئات مراجعة الحسابات التي لا يتأتى لها أن تلعب دورها بشكل فعال، وحتى في حالة وجود جهات مراقبة عامة فإنها تُقيّم على أنها ضعيفة و تفتقر إلى الموارد وغير فعالة.

وقال التقرير أيضًا أن البلدان الأربعة المشار إليها، تفتقر إلى قوانين تنظم الوصول إلى المعلومات، وإلى تشريعات لحماية المبلغين عن الفساد، ولا يوجد هيئة أمين مظالم تتمتع بكامل سلطات تمثيل شكاوى المواطنين في أي من هذه البلدان، أن هذا الإفتقار إلى المعلومات يقوّض الشفافية، والمشاركة العامة الفعالة، وقدرة المواطنين على الإبلاغ عن ممارسات الفساد ووقفها، وهو ما يُعد مشكلة كبيرة، ولا سيما للإعلام، حيث يقيد ذلك من قدرة الصحفيين على البحث في إدعاءات الفساد دون مواجهة معوقات قانونية على أقل تقدير. بالاضافة إلى أنه فى مصر هناك قوانيين تحظر استخدام الوثائق الرسمية أو نشرها .

هذا ولم يغفل التقرير بعض الجوانب الإيجابية فى البلدان الأربعة حيث ذكر أن القوى المناهضة للفساد في البلدان الأربعة بدأت بإحراز بعض النتائج الإيجابية منها على سبيل المثال :
-  أنشاء مصر لجنة الشفافية والنزاهة التى تجمع مسؤولين حكوميين، وممثلين عن المجتمع المدني تقوم على تحديد المجالات الأكثر عرضة للفساد، و أشار التقرير أيضًا إلى جانب إيجابى آخر فى مصر فيما يتعلق بدور منظمات المجتمع المدنى، حيث يعمل عدد متزايد من المنظمات غير الحكومية على المسائل المتعلقة بالحكم الرشيد ومكافحة الفساد.

-  في لبنان يقوم مكتب وزير الدولة لشئون التنمية الإدارية بصياغة مسودة قانون ينظم تداول المعلومات ويقترح حاليًا إدخال العمل بنظام أمين المظالم، كما أبرمت الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية شراكة مع الحكومة اللبنانية من أجل إدخال المزيد من الشفافية على نظام الموازنة.
- وفى المغرب أنشأت الحكومة الجهاز المركزي لمنع الفساد في المغرب، والذي على الرغم من محدودية نطاق عمله،إلا أنه يقوم بدور إستشاري للفاعلين على المستوى العام والخاص وغير الحكومي فيما يتعلق بالسياسات الرامية إلى منع الفساد، كما تقوم جمعية الشفافية المغربية بمراقبة عملية موازنة الدولة بشكل نشط.

-  وفي فلسطين، قام تحالف أمان "جمعية الشفافية الفلسطينية"، بالتعاون مع منظمات أخرى من المجتمع المدني بوضع مسودة خطة لمكافحة الفساد.
وأوضح التقرير أيضا أن كل البلدان التي يغطيها التقرير، قد وقّعت على معاهدات واتفاقيات مناهضة للفساد على المستويين الإقليمي والدولي، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وبالإضافة إلى ذلك، فإن كل البلدان تدعم مبادرة إقليمية من أجل صياغة اتفاقية الجامعة العربية لمكافحة الفساد والمشاركة في "برلمانيون عرب ضد الفساد" وأيضًا الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وهي شبكة إقليمية أنشأت تحت رعاية برنامج الحكم الرشيد في العالم العربي، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي . 

وفى النهاية قدم التقريرعددًا من التوصيات الرئيسية التي اشتمل عليها التقرير، و منها :
* على الدول أن تكفل إستقلالية أجهزة الإشراف العامة من أمثلة مكاتب التدقيق المحاسبي وأمين المظالم، بالإضافة إلى زيادة مشاركة الموطنين في عمليات الحوكمة.
* على السلطة التنفيذية أن تسمح بتقوية دور البرلمان والسلطة القضائية، وهيئات الرقابة العامة، بوصفها جهات فعالة للمراجعة على عملياتها.
* على الدول أن تروج لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد كإطار ملائم للنهوض بقوانين مكافحة الفساد.
* على الدول أن تكفل الإحترام والحماية لحرية المواطنين، وحرية المنظمات غير الحكومية في الإنخراط في الشأن العام بما في ذلك محاربة الفساد.
* ينبغي على الدول إدخال العمل بنظام لحماية المبلغين عن الفساد، وسن تشريع لحماية حرية تداول المعلومات، إضافةً إلى تشريع لحظر تضارب المصالح بالنسبة لشاغلي المناصب العامة والمكلفين بتنفيذ هذه التشريعات.
* على منظمات المجتمع المدني أن تلزم نفسها بأعلى معايير المساءلة والشفافية في أعمالها وشؤونها الداخلية.
*على كافة الأطراف المعنية أن تستمر في تعزيز الحوار الإقليمي، وجهود بناء القدرات في قضايا مكافحة الفساد، من خلال مبادرات من أمثلة برنامج إدارة الحكم في الدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق