CET 00:00:00 - 03/05/2010

مساحة رأي

بقلم:عبد صموئيل فارس
حينما تحدثت عن أن الاقباط هم التجمع ألاقوي في مصر حاليا لم يكن الامر مجرد رؤيه عابره ولكن كانت عن اختبار للواقع وقراءه لمضمون الاحداث المتواتره داخل ارض المحروسه فرصاصات عيد الميلاد كان لها تأثير اعمق واكبر مما تخيلناه والانحلال السياسي الذي تعيشه مصر حاليا من تفكك لكل قوي المعارضه خلال السنوات القليله الماضيه كان هو خلاصة هذا الاستنتاج.
وابلغ رد علي رؤيتنا هذه تلك الخطوات التي تتخذها حاليا جماعة الاخوان المسلمين تجاه الاقباط في محاوله هي الآولي في تاريخ الجماعه أن تحاول فتح قنوات شعبيه داخل الشارع عبر كوادرها المنتشره في ربوع مصر لتحسين صورة الجماعه وتقديم مبادرات سياسيه محاولة منها لآستمالة الاقباط الذين شعروا بزلزال قوي بعد احداث العامين الاخيرين فلم يحدث هذا الكم الهائل من الاعتداءات طوال تاريخ مصر الحديث وعمليات الرصد واضحه من التقارير الحقوقيه والتي رصدت 53 اعتداء خلال العامين الماضيين ناهيك عن عدم رصد كم الاختفاء للبنات القاصرات والذي يحدث بطريقه منظمه ولكن حساسية الامر تجعل بعض المنظمات الحقوقيه تغض الطرف عن التعرض لهذا الامر خشية التحرشات الامنيه بها.
 
هذا الموروث التراكمي جعل الاجيال الجديده من شباب الاقباط يحاول الخروج الي الساحه والتعبير بالطرق الشرعيه عن معاناة الاقباط داخل مصر وتحميل النظام المصري ما يحدث للاقباط وكنائسهم وممتلكاتهم من حوادث دائما ما تكون هناك شبهات قويه حول تورط الاجهزه الامنيه في القيام بتلك الاعتداءات عن طريق التحريض غير المباشر للعوام كل تلك الامور جعل من القيادات داخل الجماعه تحاول إنتهاز فرصة ذلك الحراك والذي يوصف بأنه خطير علي مستقبل الدوله الدينيه الداعين لها في محاوله منهم لآستمالة الفصيل الاقوي بالنسبة لهم بعد أن تم تفتيت الجماعه وضربها في كل الاتجاهات وهذا ليس حبا في الاقباط لما تمثله الجماعه من خطوره عليهم عبر افكارهم التكفيريه والتحريضيه تجاههم بقدر ماهو لخطورتهم علي النظام الحالي والتي اتضحت في الانتخابات الماضيه.
 
ولكن الرؤيا الواضحه لنا وضوح الشمس هو التضارب في سياسة جماعة الاخوان من ناحية وضع الاقباط داخل الشريعه وما يحاولون النداء به الان داخل الشارع والذي لايخرج عن كونه معاملة الذميين لكن السياسه واضحه ومعلنه انه لاولايه لغير مسلم علي مسلم وتاريخ الجماعه لن ينسي من ذاكرة الاقباط في العصر الحديث فهم من قادوا الجهاد ضد الاقباط وحولوه الي تعاليم ممنهجه داخل نفوس الاغلبيه المسلمه في مصر واصبح من يقوم بالاعتداء علينا الان ليس جماعات ارهابيه منشقه علي المجتمع او خارجه علي النظام بل هم جيراننا ومن تربينا في وسطهم .
وهذا كله ثمار تحالف بين النظام والاخوان طوال الثلاثون عاما الماضيه جنينا ثماره الالاف من ابنائنا شهداء وتجويع المئات عبر طرق النهب والسلب الجماعيه والمبتكره حديثا ليس غريبا علي الجماعه المحذوره ان تقوم بتلك المناورات فهذه طريقة الحيه أن تتلون بكل طيف حسبما تقتضي الظروف والبيئه التي حولها فليحذر الاقباط المناوره القادمه وان يتعاملوا معها علي المستوي الانساني فقط والذي ليس غريبا علي طريقتهم في التعامل فهم دائما من ينادون بالحب والاخاء مع العدو قبل الصديق ولكن لايخرج الامر عن هذا النطاق وأن تكون اصواتهم موجهه لمن يستحق هذا لو وجد من يستحق علي الساحه الآن.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق