CET 00:00:00 - 28/04/2010

مساحة رأي

بقلم : نبيل المقدس
أتحدث هنا عن تأثير الجماعات الإرهابية وبعيد كل البعد عن تأثير الديانات ...
أخذت أفكر  ... هل بعد هذه السنوات العديدة في مقاومة الإرهاب في الداخل قد تم القضاء عليه  ؟؟؟ الإجابة معروفة ... فقد إزداد العنف والإرهاب أضعاف أضعاف ...  فنجد هنا في مصــر سبب عدم صدور القانون الموحد لدور العبادة هو تخوف أعضاء مجلس الشعب علي حياتهم إذا أقروه لأنه سوف يجرح مشاعر الوهابيين الموجودين في مصر ... هذا نوع من الإرهاب . كذلك عدم القيام بإجتماع روحي في إحدي المنازل هو نوع من الإرهاب , في حين نجد أن كثيرين من الذين يدعون أنفسهم بالداعية يجتمعون ببعض المشاهير والممثلين ورجال الأعمال لكي يُلقي عليهم أو عليهن أفكاره الفقهية الوهابية أو السلفية , ثم نجد الأمن لا يمانع هذه الإجتماعات , لكنه يمنعهُ لدي المسيحيين ... هذا نتيجة وجود إرهاب علي رجال الأمن أنفسهم  . كذلك و ربما التأخر في الإنتهاء من إجراء المحاكمات الأخيرة الخاصة بالكموني وأعوانه , وتبرئة جرجس المتهم بإغتصاب فتاة قاصرهو وجود إرهاب واقع علي هيئات المحكمة بتسويف قضية الكموني . كذلك كل الأمور التي  يشتكي منها المسيحييون مثل التعيين في مراكز الدولة العليا أو رؤساء جامعات أو غيرها أصبحت أكثر تعقيداً مما سبق , بل وتزداد يوما بعد يوم , وهذا من نتاج الإرهاب الذي تفشي في جميع المؤسسات عن طريق تواجد الوهابيين والذين أصبحوا ممسكين بروابط الأمور حتي في ملاعب الكرة  .

ومن ظواهر الإرهاب  أن يتحول  صبي لم يصل عمره الـ 18 سنة  من المسيحية إل الإسلام في أقل من 24 ساعة , وتنتهي كل الأوراق التي تثبت هويته الجديدة في لمح البصر , وهو جالس علي كرسي لم يتحرك , بل كان ورائه مجموعة من مساعدي التطرف في إنهاء الإجراءات . أما لو حدث العكس ... فالأمر يختلف تماما , ولا داعي للغوص في التفاصيل ... غير أنني أقول لهؤلاء المحوّلين إلي المسيحية  الله يكون في عونكم في إختفائكم خوفا من بطش الإرهاب.

كذلك دخل الإرهاب في تقييد وحجب الأعمال الفنية في جميع فروعها ... حتي انهم بدأوا يمنعون دخول الأفلام المسيحية بعكس الزمن الماضي , حيث كانت أفلام السيد المسيح تلقي إقبالا شديداً علي مشاهدته من قبل جميع الأديان ... لكن عندما نشط الإرهاب منعوا دخول مثل تلك الأفلام . نعم الإرهاب يزداد بطريقة طردية مع الزمن . ولا ننسي أن الإرهاب  منع دخول المبشرين الأجانب  إلي مصر بحجة أن الكنيسة الأم غير راضية عنه لإختلاف ملته , وفي نفس الوقت نجدهم يشجعون الشيوخ من ذوي الأفكار السلفية أن يسافروا إلي بلدان أوربا وأمريكا وأستراليا , وتنقلب الدنيا لو تم رفض أي من هذه البلدان أحدهم السماح بالدخول بسبب أفكاره العدوانية .

لكن ماذا أحْدَثَ الإرهاب في البلاد الخارجية مثل أمريكا وأوربا وأستراليا وغيرها من البلدان الأخري ... نجدهم قد نجحوا نجاحاً باهراً في فرض  ما يؤمنون به من قوانين وشريعة الخاصة بهم علي الحكومات والهيئات الغربية ... ونجحوا في نشر ثقافتهم بين هذه البلدان , وهذا نتيجة لبعض العمليات الإنتحارية والتهديدات بالتفجيرات كما حدث في برجي نيويورك سنة 2001  , وما تبعها من تفجيرات في بلدان أخري غربية , وكانت آخر هذه التفجيرات التي حدثت في روسيا مؤخراً ... مما جعل الغرب وهذا ما يؤسفنا بأن يخضع لهم علي حساب حريات أصحاب بلادها وإنتقلت هذه الحريات للمجموعة الإرهابية فقط يرمحون ويمرحون فيها شمالا ويمينا .

بدأوا يفرضون الحجاب , ومن بعدها النقاب ... كما أنهم بدأوا يقيمون الجوامع بطريقة مكثفة , مستغلين حرية هذه البلدان في عدم تقييد حرية العقيدة ... فالحريات في هذه البلدان حريات مطلقة . ووصل هذا الرعب إلي    هيئة الأمم المتحدة وإستجابت سريعاً في إقامة جامع (زاوية) في إحدي أدوارها لكي يئم  فيها المسلمون إلي الصلاة في أوقاتها ... أيضا وعلي ما أعتقد سمحت ملكة إنجلترا بأنه يتم في قصرها "مكان إقامتها"   الصلاة للموظفين المسلمين لدي قصرها  .. هذا تجنبا من وقوع إرهاب يقع فيها ضحايا ليس لهم ذنب .
هل معني هذا أن أسلوب الإرهاب أتي بفائدة ؟؟ نعم و نعم ... فلا ننسي أن جميع الدول التي تم غزوها من قبل المسلمين كانوا يروعون شعوبها  لقبول الأسلام وهذا ما يذكره تاريخ الإسلام بأنفسهم ولا يستطيعوا إنكاره , فقد كانوا يفرضون الجزية مقابل كل من لا يدخل دينهم أو يُقتل ...  فالإرهاب عموماً بالنسبة لهم هو واجب عليهم كتابيا من أجل فرض ونشر دينهم وشريعتهم وثقافتهم .

من نتاج الإرهاب أن العلاقات بين الإسلام والغرب عموماً بجميع طوائفه الدينية أصبحت علاقات متوترة وشائكة جداً في العقود الأخيرة ... وهي تتلخص في أن أصحاب هذه البلدان عليهم السمع والطاعة لمطالب الأرهابيين , حتي ولو كانت علي حساب ثقافتهم وعاداتهم وحريتهم ... فقد قامت محطة التليفزيون الأمريكية ( كوميدي سنترال .. Comedy central ) بحذف بعض المشاهد التي تُظهر فيها نبي الإسلام , والتي جاءت في حلقات للرسوم المتحركة المشهورة بـساوث بارك ..South Park  لأن المسئولين عن هذه المحطة قد تلقوا تهديدات بالقتل ...من مجموعة إرهابية لا عمل لها إلاّ التهديد لأي أمر تجده غير مناسب لعقيدتها ... و تُسمي نفسها ( ثورة مسلم ..  Revolution Moslem) , وهذه المجموعة أرسلت تهديداً صريحاً لأصحاب القناة بوقف هذا المسلسل , أو حذف بعض المشاهد وإلاّ  سوف يلاقون نفس مصير ( تيو فان جوخ ) المخرج الهولندي الذي تم قتله  منذ سنوات . وفعلا تم عمل اللازم بالإستجابة الفورية بوقف  المسلسل .

إمتد تاثير الإرهاب إلي البنتاجون نفسه والذي يُعتبر أقوي مؤسسة في العالم قوة وشدة . فقد ألغت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون) منذ يومين تقريبا إستضافة أشهر مبشر أمريكي يُدعي ( بيلي جراهام ) لكي يقود الصلاة بين أبنائه العسكريين بسبب تصريح قاله المبشر منذ سنة في محطة CNN التليفزيونية بأن الإسلام يمتثل بالعنف حتي أنه من الصعب أن يتم تطبيقه في الولايات المتحدة .
كما ذكرت إحدي الصحف اليومية أن إدارة الصحيفة ( يلاندرز بوستن ) والتي كان يعمل فيها الرسام الدنامركي ( كورت فيسترجارد ) وصاحب الرسوم الشهيرة والمسيئة لنبي الإسلام قد منحته أجازة مفتوحة لأن القائمين عليها يتلقون التهديدات بالقتل حتي الآن , مما جعلت هذا الرسام يلغي الأجازة المفتوحة  ويستقيل لأنه رأي نفسه يشكل خطراً علي أصحاب الصحيفة . [ من جريدة مصري اليوم عدد رقم 2141 ].
أسأل نفسي الآن وياليتكم تشتركون معي في نفس السؤال.... إلي أين سيصل بنا الإرهـــــــاب .. علي مستوي العالم ........؟!  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٨ صوت عدد التعليقات: ٢٥ تعليق