CET 00:00:00 - 07/01/2010

من الاخر

بقلم: أماني موسى
في يوم من الأيام يا سادة يا كرام، حصلت لي قصة أعتقد أنها يومية متكررة مع اختلاف الضحية، كنت راكبة مترو الأنفاق، وطبعًا زي ما كلكوا عارفين أد إيه هو رايق وفاضي خصوصًا بعد انتشار الأوبئة زي أنفلونزا الخنازير ووعود المسئولين بأن الموصلات هتروق والدنيا هتحلو.
بس يظهر إني أنا اللي حظي وحش وركبت مترو كان زحمة شوية... لا شويتين... لالالا دة زحمة أوي، أنا دخلت بقوة الدفع وعرفت إيه المعنى الحقيقي لتلاحم قوى الشعب، والإخوة وقوة الاتصال وكل المعاني الهلامية دي.
وطبعًا بعيدًا عن روائح المسك والعنبر الهندي اللي بتفوح من كل مواطن، وبعيدًا عن السوبر ماركت المتنقل من الباعة الجائلين، ومن غير ما نتكلم عن إخواتنا الشحاتين أو بمعنى أدق المحتالين ومن غير ما نحكي في الأفعال الغريبة والعجيبة اللي بتحصل في المترو لأنها بصراحة بقيت سلوكيات عامة في كل مكان.

بعيدًا عن كل دة هدخل في الموضوع على طول وعلى عرض كمان، إذ إنني بينما أقف منحشرة بين الكتل اللحمية كما لو يوم الحشر العظيم وأحاول أن أقفش بعض الهواء ممن حولي لأنهم خلصوا كل الأكسجين اللي بعربية المترو ولم يتبقى إلا أنفاسهم المختلطة بالروائح وشوية ثاني أكسيد الكربون، وأحاول جاهدة أن التصق بشنطة يدي وأحتضنها وأقف في وضع الثبات ومرت الدقائق كساعات طويلة ولما جات المحطة الموعودة هممت بالنزول محاولة إفساح زنقور أعدي منه حتى أخرج بسلام، خصوصًا إن ساعات المترو بيكون مش بس زحمة لا وكمان الباب بيفتح جزء صغير أو بيقفل بسرعة، فكان لازم اعمل سباق عشان أوصل للباب وأنزل بسلام.
وبعد ما خرجت تنفست الصعداء وبمسك الشنطة لقيتها خفيفة كدة وفيه حاجة مش صح، قلت يمكن من ضغط الناس جوة حصل لها انبعاج أيوني وتقلص في الحجم وانكماش في العرض، المهم قلت أفتحها وياريتني ما فتحتها.....

طبعًا توقعتوا اللي حصل، هو بالظبط ملقتش البوك الغالي باللي جواه، فأندهشت... إزاي أنا واخدة بالي؟ إزاي دة يحصل من غير ما أحس بأي حاجة؟؟ وكان الحرامي دة محترف فعلاً وطلع البوك من الشنطة بمهارة فائقة زي ما تطلع الشعرة من العجينة...... الحق يتقال أيده بسم الله ما شاء الله على خفتها ورقتها تتلف في حرير، حاجة بسيطة كدة زي شكة الدبوس، ولذا أناشد من موقعي هذا ذلك الحرامي الذكي الخفيف اليد أن يعطيني رقم هاتفه الجوال فقد نحتاجه عند إجراء تحليل دم أو أخذ الحقن أو إجراء العمليات الجراحية. فمعه لن نشعر بأي شيء من الألم بس المشكلة بقى لا يطمع في الحقنة ولا شوية الدم عشان يبيعهم.
بالنهاية استعوضت ربنا في البوك واللي فيه ولكن عندي سؤال هل الحرامي دة سرق لأنه عايش عيشة رغدة بس بيسرق غلاسة ولا سرق عشان يسدد احتياجاته، الإجابة لو بالحالة الأولى يبقى أنصحه بالتوجه لطبيب نفسي لتلقي العلاج –وإن كنت استبعد أن دة يكون السبب-، ولو الإجابة التانية أعتقد أنه مؤشر وناقوس خطر عشان المسئولين يتنبهوا قبل ما تبقى السرقة المصاحبة للعنف والقتل هي وسيلة العيش المتاحة!! 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق