CET 00:00:00 - 17/12/2009

بيانات وحملات

القاهرة فى: 9-12-2009

فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور / محمد سيد طنطاوى

              شيخ الجامع الأزهر

 تحية طيبة وسلاماً من الله و رحمة وبعد ،،،

ففضيلتكم تعلمون مدى التقدير و الحب الذى نكنه لسيادتكم كما و نعلم علم اليقين مدى العلاقة التى تربطنا معًا حيث نتقابل فى الكثير من الأفكار و الرؤى التى تهدف إلى سلام و سلامـة و نفع و خير شعبنا و بلادنا بل والخير العام لكل شعب و كل أمة و لسان طالما كانت النوايا حسنة و المقاصد خيّرة و العمل صالحاً.

و لكننى أكتب لفضيلتكم رغم أن ما بيننا من ألفة و تقدير تدعونا للحديث المباشر و ليس بيننا حواجز لكى لا نلتقي وجهاً لوجه و تكون الأوراق والقلم هي وسيلة للتواصل حيث إن أبوابكم دائماً مفتوحة فى كل المناسبات الجميلة التى تجمعنا معاً فتزداد أواصر العلاقة و الحديث الشيق و البنّاء و المفيد. إلا أن صدور ما ُأطلق عليه تقريرًا علميًا للأستاذ الدكتور محمد عمارة و الذي يوزع مع مجلة الأزهر المجانية للشهر الجاري ذي الحجة/نوفمبر والكتيب يهاجم الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد أي التوراة و الإنجيل زاعماً أنه يرد على كتاب مجهول الهوية كما يشير الكـاتب محـاولاً أن يدلل على تحريف الإنجيل أو إنكاره جمــلة و تفصيـلاً. و مع أن الرد على ما كتب يستطيع أن يـقوم به الدارس المبتدىء للعلوم الدينية و الــلاهوت و دراسة المخطوطات إلا أننى لا أنصح بذلك و لا أخوض في الرد على مثل هذا التقرير بل هناك من المراجع التى تجاوب على مثل هذه الأمور يمكن أن نشير إليها مجرد الإشارة لمن يريد ذلك و لكننى لا أبغى ذلك و لا أريد الخوض فيه.

و قد تسألنى إذاً ما هو وجه كتابة هذه الرسالة. أجيب فضيلتكم أن الكاتب ينسب ما كتب إلى مؤسسة الأزهر فى الوقت الذى يعلم جيداً أنه يرد على شخصية مجهلة يعترف أنه غير معروف الهوية و ليت سيادته كانت ردوده نابعة من أفكاره الشخصية و له تاريخه الطويل فى هـذا المجال و يجد مـن يرد عليه من أبنائنا  أما و أن ينسب كتـابته إلى مؤسسة نحترمها و فضيلتكم على رأسها. فهذا ما لا تقبلونه.

لا شك أن فضيلتكم لا ترضوا أن تُنسب مثل هـذه الكتيبات إلــى مجمع البحوث الإسلامية و هناك فرق بين كون الكاتب عضواً و بين صدور ما يكتبه العضو بوصفه الشخصى أمــا و أن يصدر الكتيب و غلافه يحمل عنوان الأزهر و الذى يتكرر على كل صفحة من صفحاته كما و يوزع مع مجلة الأزهر المجانية الشهرية فى وقت نحتاج فيه إلى دعم الجهود المخلصة لرأب التصدعات التى تتفاقم يوماً فيوم. كـما أن التقرير يدّعى أنه يرد على كـاتب مغـمور و مؤتمر فى أقصى دول الشمال مضى عليه عشرات السنين. و لست أدرى سبباً لإحياء ما ليس لنا به علم و لسنا طرفاً فيه.

إننى و إذ أكتب لفضيلتكم أردد دعواكم المتكررة بأن نعمل معـاً من أجـل خدمة الأوطـان و دعم أواصر الخير والحب و سلامة الجميع. كما أنى أثق أن سيادتكم لن ترضوا بمثل هذه الأوراق أن تصدر عن الأزهر و إن كانت منسوبة إلى صاحبها فليكن و أرجو أن لا ننفخ فى نار الشقاق و التصدع و كفانا ما يصيبنا من صداع ناتج عن مثيرى البغضة و إشعال نيران التعصب التى لن يستفد منها أى عاقل أو مخلص لوطنه.

إننى أنتظر من فضيلتكم رأياً فى هذا الإصدار.

حفظكم الله و متعكم بالصحة و العافية و الرأى الصائب و الحب المتدفق لله و للوطن و كل مواطنيه.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع