CET 00:00:00 - 02/12/2009

مساحة رأي

بقلم: جرجس بشرى
لقد سعدت جدًا بالفكرة التي أطلقها كل من د. جاك عطالله، ود. إيهاب الخولي، والإستاذ نسيم شحاتة، والتي تطالب بضرورة تأسيس منظمة مصرية دولية تُطالب بحقوق الأقباط في مصر، وذلك في ظل أوضاع متدهورة تشهدها القضية القبطية المصرية بفعل حكومات مصرية إسلامية متتالية عقدت النية على إضطهاد الأقباط و تفريغهم من وطنهم الأصلي مصر، لا لشيء إلا لكونهم مسيحيين وأقباط في آن واحد، وقد شارك في هذه الجريمة ضد الأقباط حكومات عربية ومنظمات إسلامية ما زالت جهودها تُجري على قدم وساق صوب طمس معالم مصر وهويتها القبطية وتعدديتها الدينية.
وإنني أطالب السادة المحترمين القائمين على فكرة هذا الصرح العظيم أن يدرسوا الطرق التي تجعل من هذا الصرح مؤثرًا على المستوى الدولي، وأن يختاروا أو بمعنى أدق ينتقوا الأفراد القائمين عليه بكل عناية وحكمة، حتى لا تحرق القضية القبطية بنيران حميمة.

وإنني من هنا ومن على منبر الأقباط متحدون أناشد القائمين على تأسيس هذا الصرح -الذي نطلب من الله أن يولد عملاقًا- بأن يتبنوا أو يضعوا ضمن مهام وأجندة هذا الكونجرس عدة أولويات مهمة وجوهرية، أولها أن هذا الصرح مُسجلاً بمنظمة الأمم المتحدة كؤسسة تطالب بحقوق أكبر أقلية مُضطهدة في منطقة الشرق الأوسط بلا منازع، وتضغط بكافة الطرق الشرعية المتاحة لتوصيل المُعاناة التي تلاقيها هذه الأقلية من إضطهاد ديني واضح.
كما يجب أن يضع هذا الصرح ضمن أولويات أهتماماته تأسيس صندوق منبثق عنه يسمى "صندوق إغاثة ضحايا العدوان الطائفي على أقباط مصر" بحيث يتم تمويل هذا الصندوق من منظمات إنسانية كالصليب الأحمر والأمم المتحدة، وكذلك أفراد ومنظمات ورجال أعمال أقباط في المهجر أو في الداخل أو كليهما معًا.

وأنا أرى لكي يصل صوت الأقباط وإضطهادهم إلى العالم أن يفكر القائمين على الكونجرس القبطي الدولي بحملة إعلامية بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لمناشدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعيين مُستشارًا خاصًا له في الشئون القبطية، أو عبر إتصالات بأعضاء بارزين بالكونجرس الأمريكي، وعلى الجانب الآخر يجب وبالضرورة أن يقوم السادة الأعزاء المطالبين بتأسيس هذا الصرح بشراء وقت في إحدى الفضائيات العالمية المشهورة والتي تصل أصداؤها بسرعة إلى صناع القرار في العالم لعرض برنامج أسبوعي يوثق الإنتهاكات البشعة واللاإنسانية التي يتعرض لها الأقباط في مصر، ولشرح المجازر وغزوات الإبادة الجماعية التي قام بها المحتلون العرب وقت غزوهم مصر ومحاولاتهم المستميتة تم لطمس هوية مصر القبطية والمحاولات التي تجرى على قدم وساق حاليًا لأسلمة مصر جبريًا وبدعم حكومي وعربي، وهذا بلا شك سيكون بمثابة رسالة تحذيرية لشعوب العالم لإتخاذ التدابير والإحتياطات اللازمة لمواجهة تطرف وإرهاب الإسلام السياسي الذي يؤمن أن الحياة دار حرب ولا بد من قتال الكفرة في أي مكان!

وأطالب القائمين على هذا الصرح بإيجاد طريقة مُثلى وفعالة لتعريف الأجيال القبطية الجديدة بالمهجر بالقضية القبطية ومعاناة أجدادهم وذويهم داخل مصر، وكذلك الإهتمام بهذه الأجيال علميًا وتدريبها على المشاركة السياسية والإندماج بفاعلية في المجتمعات التي يعيشون بها وغرس محبة مصر في داخلهم، ربما بل وممكن أن يكون من هذه الأجيال من يشغلون مراكز مرموقة سياسيًا على المدى البعيد ولن أكون مبالغًا إذا قلت ربما يكون منهم رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول الكبرى.
إنني ألتمس من القائمين على فكرة تأسيس الكونجرس القبطي الدولي أن يضيفوا تعديلاً على إسم الصرح الوليد -إذا أرادوا- ليكون اسم الصرح "المنظمة القبطية العالمية"، ليكون الإسم مفهومًا لدى البسطاء من أبناء الشعب، وأتمنى لهذا الصرح الوليد أن يخرج عملاقًا ليليق بقيمة ومكانة وعظمة ويعيد إليها هويتها المصرية المسلوبة، ويجب ألا يتناسى الصرح الوليد ما تتعرض له باقي الأقليات الدينية في مصر كالأقلية البهائية والشيعية والنوبية، ويعمل جاهدًا على أن يكون له دورًا مهمًا في القضايا العامة التي من شأنها رفعة الشعب المصري واستعادة حقوقه المسلوبة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٦ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق