CET 00:00:00 - 21/11/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدي نجيب وهبة
لا أجد أي تعليق أقدمه للشعب المصري الذي يتغير ويتلون كل على حسب رؤيته، فقد سبق أن اعترضت في مقال سابق "فضائيات حرق الوطن والدستور المصري" على ما يثيره البعض من مظاهر السجود حتى أن وزير الأوقاف السابق قال كنا نتمنى أن نفوز على أمريكا في مونديال كأس العالم للشباب فهو أشبه بإنتصار الإسلام على العالم الغربي. وقد سبقت ونوهت أن اللاعب أبو تريكة قال أن فوزنا على كوت ديفوار أشبه بغزوة بدر، ثم عادت نغمة أسلمة الكرة المصرية وظهرت بعض المانشيتات بالصحف عقب فوز الفريق المصري على الجزائر باستاد القاهرة بأن أطلق البعض فريق الساجدين وظهرت بعض المانشيتات بالصحف القومية لتمدح فريق الساجدين، وتناسى الجميع أن إسمه المتداول إعلاميًا وعالميًا الفريق القومي لكرة القدم المصرية، بل وقد لاحظنا أن هناك بعض رؤساء تحرير بعض الصحف يمررون هذه العناوين لجعلها أمر واقع يرتبط بالفريق المصري.

ويبدو أن البعض لم يتنبه إلى خطورة تلك المسميات، كما تلاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك تترات للفريق مع بعض الأغاني الوطنية وهم يسجدون ويوجهون الشكر لله، ولسنا نعترض على السجود أو الشكر لله ولكننا نعترض على فكرة بعض المتطرفين والمتربصين بالوطن محاولة أسلمة الكرة المصرية، فماذا ننتظر؟ أن يكون هناك إعلام كروي مسلم وتأتي الأيام التي نطالب فيها بإعلام كروي مسيحي؟ فهل الدولة تنجرف إلى تيار التطرف أم تدرك الدولة أن اسم جمهوريتنا هو جمهورية مصر العربية وليس جمهورية مصر الإسلامية؟
إن ما يحدث على الساحة من ما يسمى فريق الساجدين هو بداية لإعلان الخلافة والحكم الوهابي، ثم غدًا سنجد أن هناك الفن الإسلامي والمسرح الإسلامي والتليفزيون الإسلامي والسينما الإسلامية، والذي بدأ يظهر بصورة بعض الزيجات التي يُقال عنها أنها أفراح إسلامية والتي تكون طقوسها داخل الجوامع دون أي أفراح، وهذه الطقوس ليس لنا ولا لغيرنا الاعتراض عليها فكل إنسان حر في تفكيره، ولكنه هو مجرد فكرة تبدأ بمسمى الحرية ثم تعمم، وقد لاحظنا أنه في رمضان السابق تم القبض على بعض المفطرين بإحدى محافظات الصعيد وقد كان من قبل الشرطة، وهذه دعوة أخرى لترهيب المجتمع حتى يكون حبس البعض هو عبرة لمن تسول له نفسه المجاهرة أو الجلوس في مقهى أثناء صيام رمضان.

أفيقوا قبل أن يبتلعنا تيار التطرف في كل مجالات حياتنا، نرجو أن نعلم أن كرة القدم هي معشوقة لجماهير العالم ولم نسمع حتى في أعتى البلاد تطرفًا مثل إيران وبعض الدول الإسلامية عن فريق الكرة الإسلامي، فماذا تنتظرون يا مشعلي الحرائق لتدمير هذا الوطن؟
نرجو الانتباه فإن البعض والإعلاميين وبعض القنوات الفضائية يجرون الوطن إلى ما هو أسوأ من إهانة المصريين على أيدى الجزائريين.
أفيقوا قبل أن تبتلعنا تطرف حضارات التخلف، فمصر ستظل عامرة بأبنائها رغم أنف هؤلاء الحاقدين والمتخلفين والفوضويين.
دعونا حينما نتحدث عن فريق الكرة نقول الفريق القومي للكرة المصرية، أما مسألة السجود والشكر لله فليس لأحد الإعتراض عليها ولكن لا تقولوا بمسميات أخرى تساعد على مزيد من التطرف الذي أصبح يغزو محبوبة الجماهير.

هناك كلمة أخرى.. ماذا فعلت القيادة السياسية بما تم على أيدي بعض البلطجية من مشجعي الكرة بالجزائر باستاد أم درمان بالخرطوم عقب نهاية المباراة؟، لقد حوصر المصريون من كل صوب وإتجاه وظلوا يبحثون عن أماكن يختبئون بها كالفئران المذعورة، فأين كرامة كل هؤلاء؟ وهل يمكن أن تتغاضى الدولة عن إهدار كرامة نخبة ممن يمثلوها من فنانين وأدباء ومفكرين وإعلاميين قد ساقهم حظهم التعس أن يتحملوا عناء السفر ليتابعوا تشجيع فريقنا القومي حتى يتحقق الحلم بالوصول إلى مونديال 2010؟ لم يجد هؤلاء إلا إرهاب في كل شارع وكل مكان، وقد ساعد على هذا التطرف والإرهاب المتوغل من بعض البلطجية وأرباب السوابق الجزائريين النظام السوداني بما سمح لكل هذا الكم من دخول السودان بلا تأشيرة أو حتى الكشف عن الصحيفة الجنائية لأي فرد بل ترك الحبل على الغارب، ولم نجد من القيادة السودانية التي أعلن إن تعدادها 15000 جندي لتأمين المباراة إلا بعض العساكر يحملون عصي، ورغم علم القيادة السودانية أن جميع الجزائريين قد قاموا بشراء جميع الأسلحة من سيوف وخناجر ومطاوي فكان الأجدر بهم أن يكونوا على مستوى المسئولية وإلا كان الأجدر بهم إلغاء المباراة لحين وجود تدابير أمنية أخرى، فالسودان تتحمل كافة تلك المشاكل الفوضوية والإهانات البالغة التي تعرض لها شعب مصر داخل ملاعب المريخ...
نرجو أن تنسينا الأيام تلك الإهانات وعلى الدولة أن تضع في اعتبارها كيف ترد كرامة هؤلاء.

رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
elnahr_elkhaled2009@yahoo.com
 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق