Copts United

 

 

 Mai 14, 2005

 الأقباط متحدون

الحروب الصليبية وكنيسة القيامة
بقلم البابلي 
 
 
مقدمة

طالعنا بعض الكتاب المسلمين(1) و الازهر الشريف بطلب من الفاتيكان الاعتذار للمسلمين عن الحروب الصليبية مثلما اعتذر الفاتيكان عن جرائم النازية في حق اليهود.

و نحن لسنا في مجال تأييد او رفض طلب الازهر الشريف, ولكننا سنعرض فقط بعض مما ذكره مؤرخي العالم الاسلامي في تلك الفترة من التاريخ و سنترك الحكم للقارئ ليقرر من عليه الاعتذار و لمن.

و كثيراً ما يثير المسلمين قضية الحروب الصليبية كلما دار النقاش حول العنف في القرآن و الارهاب الاسلامي قديماً وحديثاً .
وهي محاولة يائسة منهم لايهام القراء بأن المسيحية تجيز العنف والاعتداء بينما الحروب الصليبية تخالف روح الانجيل مخالفة شديدة وتناقض تعاليم المسيح ..
الا اننا في هذا الموضوع لن نطيل في سرد اسباب رفضنا للحروب الصليبية انما سنخوض في اسبابها
تلك الاسباب التي يحاول ان يخفيها المسلمون في مواضيعهم ومشاركاتهم لاسباب لا تخفى على اللبيب فأما ذاك مرجعه الى الجهل او التدليس والكذب (وهذان لهما مرجعية شرعية)

ولمعرفتنا بالاسباب فائدة عظيمة اذ من خلال كشفنا للسبب سنتمكن من صد وتحطيم هذه الاسطوانة المشروخة التي طالما لعبوا بها ومتى عرف السبب بطل العجب ..!

اسباب الحروب الصليبية

ان السبب الرئيس لقيام الحملات الصليبية .. هو : المسلمون انفسهم !!!!

فبسبب معاملتهم الظالمة للمسيحيين وانتهاكهم لمقدساتهم والاعتداء على انسانيتهم قامت تلك الحروب ..
وان كان هناك دوافع اخرى سياسية و لكننا لن نتفرع اليها في هذا المقالة فالموضوع هنا رد على المسلمين الذي يصورون انفسهم للعالم بأنهم حملان و ان المسيحيين هم الذئاب وهم الصليبيين الذين اقترفوا الفواجع ضدهم رافعين الصليب دون سبب !!

لنبدأ بسرد اهم سبب لقيام الحروب الصليبية وهو :

هدم المسلمين لكنيسة القيامة اقدس بقاع المسيحية !!!

الدولة الفاطمية

قامت الدولة الفاطمية في إفريقية سنة 298هـ بزعامة عبيد الله المهدي مدعيا أنه صاحب الحق في الخلافة وأنه حفيد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقد مهد لقيامها داعية إسماعيلي يدعى أبو عبد الله الشيعي وحشد لنصرتها قبيلة (كتامة), وعرفت بالدولة العبيدية.
ولما رسخت قواعدها قضت على دولة الأغالبة في القيروان ثم قضت على دولة الإخشيد في مصر, وبنت فيها مدينة القاهرة ثم انتقلت إليها في عهد المعز لدين الله ودعيت بالدولة الفاطمية. ولم يستطع الخليفة العباسي المقتدر بالله أن يدفع قيامها وكل ما فعله أنه أصدر منشورا بالطعن في نسب المهدي, وقعه وجهاء الهاشميين بما فيهم العلويون, ومهما قيل في نسب الفاطميين فقد استطاعوا أن يحيوا مجدا وأن يبنوا نهضة وأن يرفعوا منارا.
غير أن الأمل الذي تفتح بقيامها لم يلبث غير زمن قصير, ثم حدثت بها أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية تراخت فيها قوتها وانتهت إلى الزوال. وقد بدأ هذا التراخي في عهد الحاكم بأمر الله لسوء تصرفاته, ومنها إقدامه على هدم كنيسة القيامة في القدس وكان هدمها من أسباب قيام الحروب الصليبية.(2)

و لنقرأ عن نص الأمر الذي اصدره الحاكم بامر الله الفاطمي خليفة المسلمين الطاغية اذ قد خرج امر الامامة بان تهدم كنيسة القيامة بحيث يصبح سقفها أرضاً !!!

إبن خيران المصري: هو إمام كتاب الديار المصرية في المائة الرابعة، وعنوان طبقته قوله حين أمر خليفة مصر الحاكم بهدم كنيسة قيامة بيت المقدس: وقد خرج أمر الإمامة في هدم كنيسة القيامة على أن يصير سقفها أرضاً وطولها عرضاً.(3)

هنا يذكر المؤرخ ان "إقدامه(الخليفة) على هدم كنيسة القيامة في القدس... من أسباب قيام الحروب الصليبية " و لا تعليق!!

يذكر ايضا بان اقدامه علي هدم كنيسة القيامة من اسباب قيام الحروب, اذن هناك اسباب اخري غير هدم كنيسة القيامة؟

نقرأ في كتاب الامام الذهبي حول ما فعله الحاكم بامر الله بالمسيحيين واليهود والكنائس :

وفي سنة اثنتين وأربع مئة حرم بيع الرطب وجمع منه شيئاً عظيماً فأحرقه ومنع من بيع العنب وأباد الكروم وأمر النصارى بتعليق صليب في رقابهم زنته رطل وربع بالدمشقي وألزم اليهود أن يعلقوا في أعناقهم قرمية في زنة الصليب إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه وأن تكون عمائمهم سودا وأن يدخلوا الحمام بالصليب وبالقرمية ثم أفرد لهم حمامات وأمر في العام بهدم كنيسة قمامة وبهدم كنائس مصر.(4)

فلم يكتفي المسلمين بهدم كنيسة القيامة بل دعاها كنيسة القيامة زيادة منهم في اهانة مقدسات المسيحيين اذ يدعونها كنيسة " القمامة " .. بدل " القيامة " !!!

يا للتسامح مع المسيحيين الشرقيين من الغزاة المسلمين *الفاتحين*!!
تهدم احدى اقدس كنائسهم .. ثم تهدم كنائس مصر ..!!
فلم تكن وحدها كنيسة القيامة التي هدمت بل عشرات ومئات غيرها من الكنائس في جميع الامصار ..
ويقولون لماذا قامت الحروب الصليبية ؟؟
هل تم هدم و حرق كنيسة القيامة مرة واحدة؟
ان كنيسة القيامة لم يخربها المسلمون مرة واحدة انما هدموها واحرقوها مرات عديدة .. !

لنقرأ ما كتبه المقريزي :
ثم قدّم اليعاقبة ساتير بطركاً، فأقام تسع عشرة سنة ومات، فأقيم يوسانيوس في أوّل خلافة المعتز، فأقام إحدى عشرة سنة ومات، وعمل في بطركيته مجاري تحت الأرض بالإسكندرية يجري بها الماء من الخليج إلى البيوت.
وفي أيامه قدم أحمد بن طولون مصر أميراً عليها، ثم قدّم اليعاقبة ميخائيل فأقام خمساً وعشرين سنة ومات بعدما ألزمه أحمد بن طولون. بحمل عشرين ألف دينار، باع فيها رباع الكنائس الموقوفة عليها، وأرض الحبش ظاهر فسطاط مصر، وباع الكنيسة بجوار المعلقة من قصر الشمع لليهود، وقرّر الديارية على كلّ نصرانيّ قيراطاً في السنة، فقام بنصف المقرّر عليه. وفي أيامه قُتل الأمير أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، فلما مات شغر كرسيّ الإسكندرية بعده من البطاركة أربع عشرة سنة، وفي يوم الاثنين ثالث شوّال سنة ثلاثمائة أحرقت الكنيسة الكبرى المعروفة بالقيامة في الإسكندرية، وهي التي كانت هيكل زحل...
وفي سنة إحدى وثلاثمائة قدم اليعاقبة غبريال بطركاً، فأقام إحدى عشرة سنة ومات، وأخذت في أيامه الديارية على الرجال والنساء، وقدّم بعده اليعاقبة في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قسيماً فأقام اثنتي عشرة سنة ومات.
وفي يوم السبت النصف من شهر رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة أحرق المسلمون كنيسة مريم بدمشق، ونهبوا ما فيها من الآلات والأواني وقيمتهما كثيرة جدّاً، ونهبوا ديراً للنساء بجوارها، وشعثوا كنائس النسطورية واليعقوبية.
وفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة قدم الوزير عليّ بن عيسى بن الجرّاح إلى مصر، فكشف البلد وألزم الأساقفة والرهبان وضعفاء النصارى بأداء الجزية، فأدّوها، ومضى طائفة منهم إلى بغداد واستغاثوا بالمقتدر باللّه، فكتب إلى مصر بأن لا يؤخذ من الأساقفة والرهبان والضعفاء جزية، وأن يجروا على العهد الذي بأيديهم. وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة قدّم اليعاقبة بطركاَ اسمه... فأقام عشرين سنة ومات، وفي أيامه ثار المسلمون بالقدس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وحرّقوا كنيسة القيامة ونهبوها وخرّبوا منها ما قدروا عليه.
وفي يوم الاثنين آخر شهر رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة مات سعيد بن بطريق بطرك الإسكندرية على الملكية بعدما أقام في البطركية سبع سنين ونصفاً في شرور متصلة مع طائفته، فبعث الأمير أبو بكر محمد بن طفج الإخشيد أبا الحسين من قوّاده في طائفة من الجند إلى مدينة تنيس، حتى ختم على كنائس الملكية وأحضر آلاتها إلى الفسطاط، وكانت كثيرة جدّاً فافتكها الأسقف بخمسة آلاف دينار باعوا فيها من وقف الكنائس، ثم صالح طائفته وكان فاضلاً وله تاريخ مفيد، وثار المسلمون أيضاً بمدينة عسقلان وهدموا كنيسة مريم الخضراء، ونهبوا ما فيها، وأعانهم اليهود حتى أحرقوها، ففرّ أسقف عسقلان إلى الرملة وأقام بها حتى مات، وقدم اليعاقبة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة تاوفانيوس بطركاً، فأقام أربع سنين وستة أشهر ومات، فأقيم بعده مينا، فأقام إحدى عشرة سنة ومات، فخلا الكرسيّ بعده سنة، ثم قدم اليعاقبة افراهام بن زرعة في سنة ست وستين وثلاثمائة فأقام ثلاث سنين وستة أشهر ومات مسموماً من بعض كتاب النصارى، وسببه أنه منعه من التسرّي، فخلا الكرسي بعده ستة أشهر، وأقيم فيلاياوس في سنة تسع وستين، فأقام أربعاً وعشرين سنة ومات، وكان مترفاً.
وفي أيامه أخذت الملكية كنيسة السيدة المعروفة بكنيسة البطرك، تسلمها منهم بطرك الملكية أرسانيوس في أيام العزيز باللّه نزار بن المعز، وفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قدم اليعاقبة زخريس بطركاً، فأقام ثماني وعشرين سنة، منها في البلايا مع الحاكم بأمر الله أبي عليّ منصور بن العزيز باللّه تسع سنين، اعتقله فيها ثلاثة أشهر، وأمر به فألقي للسباع هو وسوسنة النوبي، فلم تضرّه، فيما زعم النصارى. ولما مات خلا الكرسي بعده أربعة وسبعين يوماً، وفي بطركيته نزل بالنصارى شدائد لم يعهدوا مثلها، وذلك أن كثيراً منهم كان قد تمكن في أعمال الدولة حتى صاروا كالوزراء وتعاظموا لاتساع أحوالهم وكثرة أموالهم، فاشتدّ بأسهم وتزايد ضررهم ومكايدتهم للمسلمين، فأغضب الحاكم بأمر الله ذلك، وكان لا يملك نفسه إذا غضب، فقبض على عيسى بن نسطورس النصرانيّ، وهو إذ ذاك في رتبة تضاهي رتب الوزراء وضرب عنقه، ثم قبض على فهد بن إبراهيم النصرانيّ كاتب الأستاذ برجوان وضرب عنقه، وتشدد على النصارى وألزمهم بلبس ثياب الغيار، وشدّ الزنار في أوساطهم ومنعهم من عمل الشعانين وعيد الصليب والتظاهر بما كانت عادتهم فعله في أعيادهم من الاجتماع واللهو، وقبض على جميع ما هو محبس على الكنائس والديارات وأدخله في الديوان، وكتب إلى أعماله كلها بذلك، وأحرق عدّة صلبان كثيرة، ومنع النصارى من شراء العبيد والإماء، وهدم الكنائس التي بخط راشدة ظاهر مدينة مصر، وأخرب كنائس المقس خارج القاهرة، وأباح ما فيها للناس، فانتهبوا منها ما يجل وصفه، وهدم دير القصير وانهب العامة ما فيه، ومنع النصارى من عمل الغطاس على شاطئ النيل بمصر، وأبطل ما كان يُعمل فيه من الاجتماع للهو، وألزم رجال النصارى بتعليق الصلبان الخشب التي زنة كل صليب منها خمسة أرطال في أعناقهم، ومنعهم من ركوب الخيل، وجعل لهم أن يركبوا البغال والحمير بسروج ولجم غير محلاة بالذهب والفضة، بل تكون من جلود سود، وضرب بالحرس في القاهرة ومصر أن لا يركب أحد من المكارية ذمّياً، ولا يحمل نوتيّ مسلم أحداً من أهل الذمة، وأن تكون ثياب النصارى وعمائمهم شديدة السواد، وركب سروجهم من خشب الجميز، وأن يُعلق اليهود في أعناقهم خشباً مدوّراً زنة الخشبة منها خمسة أرطال، وهي ظاهرة فوق ثيابهم، وأخذ في هدم الكنائس كلها وأباح ما فيها، وما هو محبس عليها للناس نهباً وإقطاعاً، فهُدمت بأسرها ونهب جميع أمتعتها وأقطع أحباسها، وبني في مواضعها المساجد، وأذن بالصلاة في كنيسة شنودة بمصر، وأحيط بكنيسة المعلقة في قصر الشمع، وكثر الناس من رفع القصص بطلب كنائس أعمال مصر ودياراتها، فلم يردّ قصة منها إلاّ وقد وقع عليها بإجابة رافعها لما سأل، فأخذوا أمتعة الكنائس والديارات وباعوا بأسواق مصر ما وجدوا من أواني الذهب والفضة وغير ذلك، وتصرفوا في أحباسها، ووجد بكنيسة شنودة مال جليل، ووجد في المعلقة من المصاغ وثياب الديباج أمر كثير جدّاً إلى الغاية، وكتب إلى ولاة الأعمال بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والديارات فعمّ الهدم فيها من سنة ثلاث وأربعمائة حتَى ذكر من يوثق به في ذلك أن الذي هدم إلى آخر سنة خمس وأربعمائة بمصر والشام وأعمالهما من الهياكل التي بناها الروم نيف وثلاثون ألف بيعة، ونهب ما فيها من آلات الذهب والفضة، وقبض على أوقافها، وكانت أوقافاً جليلة على مبان عجيبة، وألزم النصارى أن تكون الصلبان في أعناقهم إذا دخلوا الحمام، وألزم اليهود أن يكون في أعناقهم الأجراس إذا دخلوا الحمام، ثم ألزم اليهود والنصارى بخروجهم كلهم من أرض مصر إلى بلاد الروم، فاجتمعوا بأسرهم تحت القصر من القاهرة واستغاثوا ولاذوا بعفو أمير المؤمنين حتى أعفوا من النفي، وفي هذه الحوادث أسلم كثير من النصارى .(5)

 
نلاحظ من المرجع السابق ما يلي من مجازر ومحارق عظيم ضد المسيحيين في بلادهم :
* سنة 300 قام المسلمون بهدم كنيسة " القيامة " في الاسكندرية..
وفي يوم الاثنين ثالث شوّال سنة ثلاثمائة أحرقت الكنيسة الكبرى المعروفة بالقيامة في الإسكندرية "
* سنة 312 احرق المسلمون كنيسة العذراء في دمشق ونهبوا ما فيها ..
وفي يوم السبت النصف من شهر رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة أحرق المسلمون كنيسة مريم بدمشق، ونهبوا ما فيها من الآلات والأواني وقيمتهما كثيرة جدّاً، ونهبوا ديراً للنساء بجوارها، وشعثوا كنائس النسطورية واليعقوبية "
* سنة 325 قام المسلمون بحرق ونهب كنيسة القيامة في اورشليم !فالمسلمين قد حرقوا كنيسة القيامة ونهبوا محتوياتها وخربوا منها ما قدرهم عليه ربهم !!
وفي أيامه ثار المسلمون بالقدس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وحرّقوا كنيسة القيامة ونهبوها وخرّبوا منها ما قدروا عليه
* سنة 328 هدم المسلمون كنيسة اخرى للعذراء في مدينة عسقلان مع النهب والسلب !
وثار المسلمون أيضاً بمدينة عسقلان وهدموا كنيسة مريم الخضراء، ونهبوا ما فيها

الى ان يسرد المؤرخ المسلم المقريزي اعمالهم البربرية وصولاً الى الحاكم بامر الله الفاطمي الذي تفنن في اضطهاد المسيحيين والفتك بهم, وهدم كنائسهم وتدنيس مقدساتهم بصورة بالغة الخساسة شديدة الشناعة وسيعة الحقد الي ان اسلم منهم الكثيرين بسبب هذه المظالم والفواجع كما اقر بذلك المؤرخ المسلم المقريزي !!
فلم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي هدمت فيها كنيسة القيامة انما احرقت وهدمت ونهبت مرات عديدة قبل الامر الشهير الذي اصدره الحاكم بامر الله الطاغية بهدمها وتسوية سقفها بالارض

 
المزيد من هدم لكنيسة القيامة و ذبح كاهنها

فقد قام حاكم اخر بهدم كنيسة القيامة من قبل أمر الحاكم بامر الله الفاطمي ..

لنقرأ من الذهبي :

سنة ثمان وتسعين وثلاثمئة
فيها كانت فتنة هائلة ببغداد، قصد رجلٌ شيخ الشِّيعة ابن المعلّم، وهو الشيخ المفيد، وأسمعه ما يكره، فثار تلامذته، وقاموا واستنفروا الرافضة، وأتوا دار قاضي القضاة، أبي محمد بن الأكفاني، والشيخ أبي حامد بن الأسفراييني، فسبّوهما، وحميت الفتنة.
ثم إن السُّنّة أخذوا مصحفاً، قيل إنه على قراءة ابن مسعود فيه خلاف كثير، فأمر الشيخ أبو حامد والفقهاء بتحريقه، فأحضر بمحضر منهم، فقام ليلة النصف رافضي وشتم من أحرق المصحف، فأخذ وقتل، فثارت الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين السنة، واختفى أوب حامد، واستظهرت الروافض، وصاحوا: الحاكم يا منصور، فغضب القادر بالله، وبعث خيلاً لمعاونة السنة، فانهزمت الرافضة، وأحرقت بعض دورهم وذلُّوا، وأمر عميد الجيوش، بإخراج ابن المعلِّم من بغداد، فأخرج. وحبس جماعة، ومنع القصّاص مدّة.
وفيها زلزلت الدِّينور، فهلك تحت الردم، أزيد من عشرة آلاف. وزلزلت سيراف، السيب وغرق عدّة مراكب، ووقع بردٌ عظيم، وزن أكبر ما وجد منه، فكانت مئة وستة دراهم.
وفيها هدم الحاكم العبيدي كنيسة قمامة بالقدس، لكونهم يبالغون في إظهار شعارهم، ثم هدم الكنائس التي في مملكته، ونادى: من أسلم، وإلا فليخرج من مملكتي، أو يلتزم بما آمر، ثم أمر بتعليق صلبان كبار على صدورهم، وزن الصليب أربعة أرطال بالمصري، وبتعليق خشبة مثل المكمدة، وزنها ستة أرطال، في عنق اليهودي، إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه ".(6)

الحاكم العبيدي قام بهدم كنيسة القيامة بسبب ان المسيحيين قد بالغوا في تعظيم شعاءهم فيها !!!
هذا الى جانب اضطهاد شديد على المسيحيين ..
فالى جانب ان الحاكم العبيدي قد هدم كنيسة القيامة , فقد طالت يده الشريرة ليهدم الكنائس التي في مملكته وامر بفرض الاسلام بالقوة !
ملاحظ ان المؤرخين المسلمين قد اتفقوا على اطلاق ذلك الاسم التحقيري لكنيسة القيامة ووصفها بانها " كنيسة قمامة "

لنقرأ ايضا عن ذبح كاهن كنيسة القيامة على يد شيخ يدعى خضر صاحب الزاوية الحسينية على زمان الملك الظاهر :

وفي سادس عشرين شعبان أفرج الملك الظاهر عن الأمير علم الدين سنجر الحلبي الغتمي المعزي. وفي يوم الاثنين ثاني عشر شوال استدعى الملك الظاهر الشيخ خضراً إلى القلعة وأحضره بين يديه.
قلت: والشيخ خضر هذا هو صاحب الزاوية بالحسينية بالقرب من جامح الظاهر. انتهى. وأحضر معه جماعة من الفقراء حاققوه على أشياء كثيرة منكرة، وكثر بينه وبينهم فيها المقالة ورموه بفواحش كثيرة ونسبوه إلى قبائح عظيمة، فرسم الملك الظاهر باعتقاله، وكان للشيخ خضر المذكور منزلة عظيمة عند الملك الظاهر بحيث إنه كان ينزل عنده في الجمعة المرة والمرتين ويباسطه ويمازحه ويقبل شفاعته ويستصحبه في سائر سفراته، ومتى فتح مكانا أفرض له منه أوفر نصيب، فامتدت يد الشيخ خضر بذلك في سائر المملكة يفعل ما يختار لا يمنعه أحد من النواب، حتى إنه دخل إلى كنيسة قمامة ذبح قسيسها بيده، وانتهب ما كان فيها تلامذته، وهدم كنيسة اليهود بدمشق ونهبها، وكان فيها ما لا يعبر من الأموال، وعمرها مسجداً وعمل بها سماعا ومد بها سماطا. ودخل كنيسة الإسكندرية وهي عظيمة عند النصارى فنهبها وصيرها مسجداً، وسماها المدرسة الخضراء، وأنفق في تعميرها مالاً كثيراً من بيت المال. وبنى له الملك الظاهر زاوية بالحسينية ظاهر القاهرة ووقف عليها وحبس عليها أرضاً تجاورها تحتكر للبناء. وبنى لأجله جامع الحسينية.(7)

نلاحظ من المرجع السابق ما يلي
- ذبح هذا الشيخ المسلم قسيس كنيسة القيامة ذبحاً
- نهب محتويات الكنيسة هو واتباعه
- ثم ذهب وهدم ونهب كنيس لليهود في دمشق وبناه مسجداً !
- ثم هدم كنيسة الاسكندرية العظيمة ونهبها وصيرها مسجداً !
من عليه الاعتذار لمن؟ هل الفاتيكان يعتذر للازهر و المسلمين؟
ام علي المسلمين ان يعتذروا للاقباط في مصر و الاشورين و السريان في فلسطين و الشام علي ما اقترفه حكامهم؟!

مع ما سقناه من شواهد على اسباب قيام الحروب الصليبية من مظالم ومجازر بحق المسيحيين وهدم كنائسهم وهدم وحرق اقدس كنائسهم وهي كنيسة القيامة ونهبها عدة مرات ..
وبعد هذه الجولة في الكتب الاسلامية التاريخية وما وكتب فيها من تاريخ اسود في معاملة المسيحيين ارجو من الجميع وضع تلك الحقائق نصب الاعين حين المطالبة باعتذار عن الحروب الصليبية او حتي التهليل عند مشاهدة فيلم " مملكة الجنة " Kingdom Of Heaven .. !
 

المراجع و مصادر البحث
1- بعض الروابط لمقالات منشورة لكتاب مسلمين
الراية القطرية: محمدعبد القدوس: البابا الجديد.. وكلام عن القديس بولس
http://www.elaph.com/elaphweb/NewsPapers/2005/5/59085.htm
الشرق الاوسط: غسان الإمام :البابا الذي رفض الاعتذار
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=293079&issue=9632
الجزيرة : اعتذار الفاتيكان عن الحروب الصليبية
http://www.aljazeera.net/Channel/archive/archive?ArchiveId=89739

2- الرابط من موقع الاسلام http://history.al-islam.com/Display.asp?f=sub00117
3- المرقصات والمطربات – ابن سعيد الاندلسي
4- سير اعلام النبلاء – الذهبي
5- المواعظ والاعتبار – المقريزي
6- العبر في خبر من غبر – الذهبي
7- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - ابن تغري بردي

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون