ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

جلسة أولى للبرلمان ووقفة أخرى للتاريخ

رامي جلال | 2015-12-20 12:41:40
كثيراً ما نصف أموراً عادية بأنها «تاريخية»، وعادة ما يكون هذا التوصيف بعيداً عن الواقع.. ومع ذلك أظن أن الجلسة الأولى للبرلمان المصرى القادم، فى 28 ديسبمر الجارى، هى بشكل ما «تاريخية» ليس لكونها آخر خطوات خارطة المستقبل، ولكن لأن موعدها يحمل من التاريخ الكثير، سواء من حقب مصرية مختلفة، أو من محطات عالمية لها دلالاتها.
فى 28 ديسمبر من عام 1882، نفى الإنجليز الزعيم «أحمد عرابى»، فى خطوة مثلت انكساراً حاداً للحلم الثورى المصرى، وبداية احتلال استمر لسبعة عقود، انتهى بقيام ثورة يوليو، ولكن قبلها بثلاث سنوات، وفى يوم 28 ديسمبر أيضاً، اغتيل رئيس الوزراء المصرى «محمود فهمى النقراشى» على يد تنظيم الإخوان، والذى قرر أن يتعمد بدماء المصريين مبكراً إلى أن عشنا اللحظة الفارقة فى ثورة 30 يونيو، والتى كانت البداية لمشهد جلسة البرلمان القادمة.
فى 28 ديسمبر من عام 1970، كان الرئيس «محمد أنور السادات» يتسلم رئاسة مصر، بعد رحيل الزعيم عبدالناصر، فى نهاية حقبة ثورية أخفقت فى أمور، لكنها حققت من الإنجازات الكثير، فتم ضربها عسكرياً وتشويهها تاريخياً. عموماً يمثل هذا اليوم المهم أول انتقال سلمى ناعم لرأس السلطة فى مصر.
28 من ديسمبر به دروس برلمانية عالمية، ففيه، عام 2007، ألغى البرلمان النيبالى الحُكم الملكى وأعلن البلاد جمهورية ديمقراطية.. لكن به أيضاً دروساً لا ديمقراطية يجب تجنبها؛ ففيه، قبل ثمانى سنوات من واقعة نيبال، تم انتخاب الرئيس التركمانستانى «صابر مراد نيازوف» رئيساً مدى الحياة (مات بعدها بسبع سنوات فقط، وفى أواخر ديسمبر أيضاً!).
الثامن والعشرون من ديسمبر هو يوم ميلاد الرئيس الثامن والعشرين لأمريكا، «وودرو ويلسون» (1856)، صاحب مبادئ ويلسون الأربعة عشر، وقد حصل الرجل على جائزة نوبل للسلام عام 1919 (فى العام نفسه الذى كنا نصارع فيه من أجل الحصول على بعض ملامح الديمقراطية).
فى هذا اليوم العجيب، من عام 2004، ظهر «أسامة بن لادن» فى شريط مرئى (أذيع على شاشة الجزيرة القطرية طبعاً) يدعو فيه إلى مقاطعة الانتخابات العراقية، فى رسالة استراتيجية مفادها أن الديمقراطية ضد الإرهاب، وهى من أدبيات مثل هذه الجماعات، ومازلنا نعيش صداها فى مصر حتى الآن.
بالمناسبة يوافق هذا اليوم، من عام 1981 (بعد شهرين من تولى الرئيس مبارك)، ولادة «لويس براون» أول طفلة أنابيب، عبر عملية تقنية معقدة لا تختلف كثيراً عما حدث لخروج البرلمان المصرى إلى النور.
نقلاً عن المصرى اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com