ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

«دونالد ترامب مصر»!

محمد أمين | 2015-12-20 07:21:42

لا أتصور أن نجيب ساويرس يمكن استدراجه، بالشكل الذى بدا عليه، فى حوار «اليوم السابع»، أمس.. لكن يبدو أنه تم استدراجه فعلاً.. «نجيب» الذى أعرفه لا يحسب للدبلوماسية أى حساب، وبالتالى لم يفاجئنى حين فتح النار على الجميع.. هذه هى شخصية «ساويرس» بلا رتوش.. ربما يشبه دونالد ترامب فى أمريكا، ومارى لوبان فى فرنسا.. وعلى ما يبدو أننا فى «زمن ترامب» وزمن السياسة الخشنة!

من الجائز أن يختلف البعض، فيقول إنه يشبه «بيرلسكونى»، أكثر من النماذج التى طرحتها.. وهو ممكن من ناحية خلط السياسة بالاقتصاد كرجل أعمال من الوزن الثقيل.. لكنه يختلف عن بيرلسكونى، من ناحية نعومة السياسى.. وأخشى أن يكون المهندس نجيب «داخل بصدره»، بعد فوز حزبه بأعلى الأصوات.. وأرجو ألا أكون قد ظلمته حين وصفته بـ«ترامب مصر».. فقط أريد «تقريب الصورة» للقارئ فحسب!

وفى تقديرى أن «ساويرس» خسر كثيراً بهذا الحوار.. وربما كان أفضل شىء فعله أنه لم يتكلم طوال الانتخابات.. وربما أحسن أنه سافر معظم الوقت.. ولو أنه قال ربع ما قاله، أمس، لما حصل حزبه على ربع ما حصل عليه فى الانتخابات.. فقد استفزّ «رجل الأعمال» الجميع.. من أول دعم مصر إلى «الوفد» و«مستقبل وطن».. فمَن الذى سوف يعمل معه «نجيب»؟.. وهل اختار أن يكون معارضاً يعتلى «مدرعة»؟!

قد لا نختلف مع «نجيب» فى بعض ما قال، أو كثير مما قال، لكننا نختلف معه فى الطريقة نفسها.. لكننا سنبقى فى النهاية «حبايب».. ولمَن لا يعرفه أقول إنك يمكن أن تخاطبه بأى طريقة دون أن يغضب.. «نجيب» هكذا لا يحب تزويق الكلام، ولا يحب النفاق إطلاقاً.. لكن السياسة لها شأن آخر.. وقد كانت هذه الطريقة الخشنة سبباً فى استفزاز الآخرين، وربما كانت سبباً فى «عداواته السياسية» والشائعات أيضاً(!)

وعلى ما يبدو كان «ساويرس» يريد أن يكوّن جبهة ليبرالية، تضم «المصريين الأحرار» و«الوفد».. ويبدو أنه كان يتصور أن «تكتل دعم مصر» سيكون الأغلبية، بينما «التكتل الليبرالى» هو المعارضة.. أظن أنها كانت أمنيات ساويرس، لكن «الوفد» آثر الانضمام لـ«دعم مصر»، ما أثار حفيظة ساويرس، ونهش «الوفد» و«البدوى».. لكنه سقط فى تشبيه الجميع بـ«الخرفان»، و«سيف اليزل» بالمرشد، ويبدو أن «القافية حكمت»!

لا أوافق «نجيب» بالمرة على هذا التشبيه، ولا أعرف حتى كتابة هذه السطور رد فعل «دعم مصر».. ما عرفته رد فعل «الوفد».. قال البدوى: «خليك فى حالك»، ويكفى ما صنعته فى الحياة السياسية.. ثم تحدث عن إنفاق مئات الملايين لشراء البرلمان، وهو ما يوحى بأن المشهد سوف يكون ملتهباً.. وكأن «نجيب» أراد أن يحرك الركود السياسى بإلقاء «قنبلة» وليس حجراً، وأرجو ألا يكون من قبيل «غرور القوة»!

أخيراً، أنصح ساويرس بالتصحيح والاعتذار، فالحياة السياسية لن يكون فيها خرفان ولا مرشد مرة أخرى.. ساويرس يعرف هذا جيداً، ويعرف أنه لو كان فى «زمن الخرفان» ما حصل حزبه على 65 نائبا، وهو من الناشئين.. وربما يكون من توابع هذا الزلزال خسائر رهيبة، ليس آخرها استقالة أسامة الغزالى حرب!
نقلا عن المصري اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com