ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

سوريا قطر حرب بالوكالة أم رغبة في الإزالة2

د. مينا ملاك عازر | 2015-10-31 09:16:28
بقلم: مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق، عند سؤال حساس وله بعد إستراتيجي عالمي، وهو لماذا لم تضطلع تركيا بدور قطر في التهديد العسكري الذي وجهته قطر لسوريا؟ وذلك في معرض تحليلنا للتهديدات القطرية السورية المتبادلة بالتدخل العسكري، وقد طرحنا تركيا كبديل لقطر من باب تفهمنا لحدود الدور القطري، إذن لماذا لا تكن تركيا هي المهددة فهي الأقرب واقعياً وحدودياً للتدخل العسكري؟ خاصةً أن النظام في تركيا يحلم بهذه اللحظة، وهنا تأتي الإجابة الأكثر أهمية|

لأن من أراد الحرب أن تنشب أرادها ويريدها تنشب بحدود لا تزد عن حد معين، فتتدخل حلف مثل حلف الناتو يوسع نطاقها، فصورة الطائرات الأمريكية والروسية وهما يلتقيان في الجو يفزع السياسي الأمريكي، فهو يعرف جيداً أنه إن اندلعت حرب لن تقف عند حد معين، فاختار الجميع الحرب بالوكالة، أن توكل أمريكا قطر للتهديد بالحرب على الأقل فاختارت سوريا وهو الاختيار الأكثر واقعية ومنطقية للرد على هذا التهديد، الرغبة هنا ليست حرب بالوكالة فحسب ولكنها رغبة في الإزالة، فأمريكا تريد إزالة القاعدة العسكرية الروسية بسوريا، فجاءت الرغبة المتبادلة وهي الرغبة الروسية في إزالة القاعدة

العسكرية الأمريكية في قطر، وهما قاعدتان مهمتان لكلتا البدلين، وليس هنا الإزالة هي محو القاعدتين بالحل العسكري ولكن ستقف البلدان مترقبتين أيهما سيخشى على قاعدته أولاً ويقرر الفرار، أيهما سيسحب قواته، وهذا أمر غير مطروح على الأقل من الجانب الأمريكي الذي فجر الصراع، إذن المسألة رغبة أمريكية لإجبار روسيا على سحب قواتها، ولك عزيزي القارئ أن تعرف أن اندلاع معارك بين قطر وسوريا لن يستطع أحد اعتبارها أنها معارك بين القوتين الأعظم الولايات المتحدة وروسيا بالرغم من أنه سيكون متواجد جنود للبلدين في المعركة سواء مستخدمي الصواريخ بعيدة متوسطة أو بعيدة المدى لكن ستبقى الرايات المرفوعة تعلن عن صراع عسكري بين دولتين صغيرتين وتواري وراءها رايات الدولتين الأعظم.
"
أخيراً، لماذا هذا التوقيت؟ اختارت قطر قل اختارت أمريكا هذا التوقيت لتعلن قطر عن تهديدها لا لشيء إلا لأن روسيا قد توحشت وأحرجت الطيارين الأمريكيين وأجبرتهم على أتباع أقصىى درجات ضبط النفس والسلامة والأمن بابتعادهم عن الطيارات الروسية عدة مرات.
 
 السؤال الأخير في هذا المقال، وأظنه الأهم، هل من المحتمل اندلاع حرب بهذه الكيفية التي أشرنا إليها، نعم ولكن بشروط مدققة وبتحكم شديد في القدرات وبشكل محدود وصوب أهداف محددة جداً في الجانب السوري أما الجانب القطري فمن الصعب استهداف أي أهداف به إلا بدقة شديدة، فالأهداف التي بقطر محدودة الإستراتيجية فلن يكن أمام الروس أقصد السوريون لضربه بقطر سوى أربع نقاط، قصر الإمارة والقاعدة الأمريكية وقناة الجزيرة وحقول النفط والغاز، وما دون هذا لا توجد أهداف إستراتيجية يجدر بالروس أقصد السوريون ضربها.
 
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com