ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الأشجار تموت واقفة1-2

د. مينا ملاك عازر | 2015-10-31 00:00:00
بقلم : مينا ملاك عازر
وُلِد أليخاندرو كاسونا المسرحي الأسباني المولد، الأرجنتينى الإقامة، في عام 1903 تعلم في فرنسا وهاجر من أسبانيا حينما حكمها الجنرال فرانكو، مرتحلاً للأرجنتين حيث كتب جل مسرحياته ومن بينها الأشجار تموت واقفة التي كتبها في عام 1949، وترجمها للعربية الدكتور محمود علي مكي الذي سبق أن ترجم لكاسونا مسرحيته قارب بلا صياد تحت عنوان مركب بلا صياد، وكنت قد شاهدتها على مسرح كنيسة مار مرقص بشبرا بتقديم فريق تمثيلها الذي عاد هذه السنة ليقدم لنا رائعة كاسونا الأشجار تموت واقفة، تدور المسرحية حول جد وجدة كانا يربيان حفيداً بطريقة التدليل المفرط، فانفرط عقده وسرقهما

وطرده الجد وبقى عشرين عاماً بعيداً عنهما، وشعر الجد المحب لزوجته مدى الأسى الذي تعيشه الجدة، فبدأ يراسلها على أنه الحفيد ويخبرها بأنه بخير ويطمئنها عليه، طبعاً سبق هذا اعتذاره على جرمه في حقهما وأخذ يكتب لها بروح مرحة زادت من حب الجدة له وفجأة وصلت برقية للجدة بأن الحفيد في الطريق، وعرف الجد بعدها أن الباخرة التي تقل الحفيد بحق غرقت، وظن موته، فاضطر لأن ينأى بزوجته التي رأى الأسى الذي عاشته لغيابه أن يخبئ عنها خبر موته المحتوم - في وجهة نظر الجد- فاتفق مع سكرتيرته التي تخونه من ورائه، وتتفق مع أحد أصدقائها لأن تسهل له الوصول لأن يختاره الجد ليقم بدور الحفيد الغارق، وبالفعل يختاره الجد - بعد فاصل مرح مزعج على إيقاع المسرحية- ويتفق معه ويشعر الحفيد المزيف بنبل المسألة ويرفض إ

غراءات السكرتيرة إيزابلا بأن يساير الأمور، ويبقى مخالفاً عهده مع الجد بعد موته في ظروف غامضة، نتكتشف فيما بعد أن وراءها لقاء مع الحفيد الأصلي الذي كشف عن مزيد من ندالته بإبدائه الرغبة في التحصل على مال مقابل عدم كشف حقيقة كذب الجد على زوجته، ويتواجها الحفيد المزيف مع الحفيد الأصلي، ويبدو كم وفاء المزيف على عكس ندالة الحقيقي، وكم كان الحفيد المزيف يخشى على حياة الجدة التي يشعر بحق أنها جدته ويخشى عليها حقاً، وحاول كثيراً أن يقاوم الحفيد الحقيقي لولا تكشف أمره على يد رافايل غريم الجد فرناندو الطامع في شركات أغنى رجل في أسبانيا الجد، ومع ضغوط إيزابلا السكرتيرة الخائنة والمتفقة مع رافايل ومع إيميليوو الحقيقي "الحفيد" يضطر إيميليو المزيف للهرب وترك الجدة التي تكتشف حقيقة الأمر برؤية مصادفة لحفيدها الحقيقي، وتواجهه بنهاية المسرحية وتطرده وتفهمه أن حتى قتله لها لن يفيده، فهناك وصية كتبتها وزوجها بكل الثروة للجمعيات الخيرية، وتخفي معرفتها لكذب زوجها وخداعها على الحفيد المزيف بعد ما لمسته منه من وفاء وتودعه واقفة، فتموت كالأشجار بحسب رؤيتها واقفة.
 
لا أدعي معرفتي بالنص الأصلي للمسرحية لكنني شعرت بأنهم أدخلوا عليها بعض الإدخالات للتخفيف من حدة جدية المسرحية، محاولين أن يتواءموا مع رغبات الشباب، وبرغم أنني لم أشعر أن إدخالاتهم المرحة كانت موفقة، فأنني أستطيع التغاض تماماً عن ذلك حتى وإن لم يكن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه مقدمي العمل، وهي  الأخطاء التي سنلتقي بها المقال القادم بإذن الله كما سنلتقي أيضاً مع تقييم للممثلين وللعمل بشكل عام إن عشنا وكان لنا نشر
 
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com