ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

كحك السيسى بسكر

حمدي رزق | 2015-06-26 10:22:33

أصدق الرئيس قائلاً متألماً فى جمع غفير من عواقل مصر ومخاتيرها المبجلين على فطور رئاسى حميم: «لم يكن يتمنى أن يوجد شباب محبوسين فى شهر رمضان ولا يفطر مع أهله»، وبكل صدق وتجرد، ما الذى يمنع الرئيس من اختراق حقيقى لهذا الملف المؤلم، خذ العفو وأمر بالإفراج وأعرض عن الجاهلين بخطورة هذا الملف، خذ القرار بقوة.

يقول الرئيس: «أفرجنا عن 4 دفعات من الشباب، وعندما توجد إجراءات أمنية للحفاظ على الوطن فيه ناس بتتظلم، واتاخدوا فى الرجلين، وهنستمر لمراجعة القوائم الشبابية، للإفراج عنهم».

كنت أعرف أن الرئيس يعرف جيداً أن هناك ناس اتظلمت، وشباب اتاخدوا فى الرجلين، رجلين الأمن والإخوان، ويعتقد الرئيس صادقاً فى مقولة شعبوية كارهة للظلم: «ياما فى السجن مظاليم»، ويرعى هذا الملف شخصياً، وطلب مكتبه القوائم من خلق كثير، وأنا منهم، لمراجعتها عدلياً وأمنياً.

لكن هناك من يقتر علينا فى شهر الجود والكرم، الإفراجات بالقطارة، من ذا الذى يضيع المعنى الكبير، بكلام صغير، الرئيس وعد ويعد بالإفراجات ووعد الرئيس دَيْن فى رقبته، الوفاء يا ريس قبل تأدية زكاة الفطر لترفع الأعمال الطيبات من صيام وقيام مبرأة من كل دين.

هذا عن الواجب الدينى، أما الواجب الرئاسى رفع الظلم، مصائر هؤلاء الشباب فى رقبة الرئيس، وهو أَوْلَى بشبابه، ولن نمل فى الإلحاح، ولنا فى سعة صدره مندوحة، إذا كان فاتهم الفطور بين عائلاتهم، فالعيد فرحة، أخشى أن تحرمهم المراجعات العدلية والأمنية البطيئة من فرحة العيد، خير البر عاجله، فرحة العيد تكتمل وطنياً بعودة هؤلاء إلى بيوتهم، هو فيه عيد من غير كحك، الكحك الرئاسى عادة بسكر.

أربع دفعات نحو 500 شاب عادوا إلى الحياة، ما الذى يؤخر الإفراج الكبير فى العيد الصغير، القوائم جاهزة وتم تسليمها مرات، وهناك إلحاحات رئاسية مخلصة لإنهاء هذا الملف، كما أن وزارة الداخلية باتت مهيأة لتصفية هذه القوائم، وعليها أن تتوفر على إنجاز الوعد الرئاسى قبل العيد.

قال قائل منهم أريب، إنت بتحلم، وما المانع أن أحلم لهؤلاء الشباب بالحرية، كفاية بهدلة السجن، والوحدة بين أربعة جدران باردة، وأذان المغرب يؤذن بفطور تسبقه دموع الحرمان من اللمة، والعيلة، والأب الحنون يحنو، والأم تطلعها من بقها تضعها فى فم الحيلة، وتدعو وربها يسمع أن يقرب البعيد، ويفرج الكرب، ويلم الشمل، قادر يا كريم.

حنانيكم، أقولها للمتشنجين، وللمتصلبين، والرافضين، المسامح كريم، ومَن كان منكم بلا خطيئة فليرمهم بحجر، أعينوا الرئيس على ما ينتوى، وبروه فى وعده، ولا تضعوا العصا فى العجلات، واستخرجوا من بين الضلوع قلباً مصرياً طيباً متسامحاً، وكونوا قوامين بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن الإخوان أن تنظروا إلى هيئة هؤلاء فى السجون، صورهم الباسمة فى صفحات فيسبوك أيام الحرية تقطع القلب، من جرّب السجن يوماً فلن يعود إليه ثانية، السجن سجن ولو كان فى مزرعة طرة.
نقلا عن المصري اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com