ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

نضع اولادنا في النعوش .. من أجل فرخة بقروش !!!

نبيل المقدس | 2014-07-22 09:34:24

 بقلم : نبيل المقدس

 

 تذكرتُ سلبية البعض مننا والتي بدأت تزداد هذه الأيام , اثناء مشاهدتي رثاء الرئيس السيسي أهالي شهداء الفرافرة حيث دار الحديث بينهم وبينه علي النحو التالي: ** الرئيس .. والله ياريتني كنت أنا ..

** ورد بعض من اهالي الشهداء : كلنا فداك يا ريس ...!! 

** قاطعهم  قائلا .. فدا الوطن ولينا كلنا . 

    إلي الآن أغلب الشعب لم يدرك انه ما يزال يخوض معركة شرسة ضد حريته وهويته ووطنه ودينه .. إلي الآن ليس علي علم أن مصر مازالت تحارب وتقاوم الإرهاب الإسود الذي يأتي إلينا بين الحينة والحينة الأخري بهدف اسقاط مصر . إعتقد اغلب الناس أن بمجيء السيسي سوف تنتهي جميع المشاكل ثاني يوم لتوليه الحكم ... وهذا نوع من الجهل الذي ما يزال  يقبع في صدورنا ويروج له بعض الكارهين لمصر ولثورة 30 يونيو ... فقد تعودنا أن لا نعمل ولا نكافح ولا نشارك الحكومة في التنمية ... وإن تواجدت التنمية سوف تكون للمصلحة الشخصية , وعمرنا ما فكرنا ان تصبح هذه التنمية هي من أجل الوطن أولا . 

     في وسط الأخطار التي تحيط بنا من الأربع جهات ... نجد الجيش والأمن يقفان في صحوة كاملة .. ولولاهما لكانت مصر الآن في معارك طاحنة طائفية ... فقد قال السيسي لأهل الشهداء " كان قدامنا خيارين , يالناس تموّت بعضيها , يا الجيش يخش يموت .. فإخترنا الجيش " ...  فعلينا نحن كشعب مصري أن نقف وراء هذا الجيش ... فأعضاء الجيش هم من اصولنا ومن جنسنا بل هم اخوتنا وابنائنا .

     لكن بالأسف الشديد  كل ما نفكر فيه الآن هو كيفية الحصول علي رغيف عيش ممتاز لكي نزغط به البط والوز .. ويكون طعاما للأنعام. كل ما يهمنا الآن شقة بـ 3 غرف  والفرخة ام 75 قرش .. بدلا ما نفكر في كيفية التغلب علي هذه المؤامرات التي تأتي علينا من دول كبيرة ومن مجموعات حاقدة ارهابية .. ونظل نتباكي ونلطم لأن الشباب لم يستطيع أن يجد عملا أو  شقة لكي يتزوج فيها , لضيق اليدين والتظاهر بالفقر ..  لكن عندما يأتي  وقت الإعلان عن وجود شقق جاهزة للتسليم .. نجد فورا زحام الطلبات عليها ... وكل طالب شقة مستعد ان يدفع ألاف الجنيهات للحصول علي إحداها ... مثال آخر تظهر سلبيتنا هو واثناء وقوف واستشهاد ابنائنا علي حدود مصر أو استشهاد ابنائنا من الأمن الداخلي لمجرد انهم يقومون بواجباتهم في حماية المواطنين من الداخل .. نجد طوابير السيارات  و اصحابها في محطات الوقود لكي يملأون تانكات عربياتهم علي الآخر حتي ولو كان مملوءً , غير عابئين بمسئوليتهم ومعرفتهم ان هناك يُوجد اصلا عجز في المحروقات , والمواد البترولية عموما.

    غير التظاهرات الفئوية والتي مازالت موجودة عمّال علي بطّال .. آخذين المثل الذي يقول "إللي يجي من الحكومة هو أحسن من حبات عيونهم ." ... إخوتي الأحباء في ظل كل هذه الظروف الصعبة وابنائنا واقفين كالسباع علي الحدود الأربعة المصرية لكي يحمونا من هؤلاء الذين أعطوا لأنفسهم حق الإحتلال والإمتلاك والتكفير .. نجد أنفسنا غير راضيين علي حزم القوانين الخاصة بالمرور والنقل واسعارها .. وغير مقتنعين بمنافذ التوزيع الموازية للقطاع الخاص لثبيت الأسعار ... !

   بصراحة أخذت ابحث في كل شبر من ارضك يا مصر عن هؤلاء الفقراء وأين هم ؟ و التي تعمل من اجلهم الحكومة والمؤسسات الحقوقية , لكن لم أجد واحدا فيكي يامصر وصل عمره الـ 12 سنة  من جميع الطبقات إلا ومعه موبايل .. طبعا غير شراء كروت الشحن لأربع مرات اسبوعيا ... وأغلب هؤلاء الشباب اليوم يدخنون السجائر التي تصل اسعارها علي الأقل 12 جنيها .. واكيد لا تكفيه علبة بل يادوب علبتين في اليوم وما خفي كان اعظم من تعاطي مواد أخري .  

    أنا كصاحب متجر لم يتم اي زيادة علي السلع التي اتعامل معها ... محلي يقع علي ناصية سوق كبير يشمل جميع انواع إحتياجات البيوت .. لم اسمع او اجد ان الخضروات والفواكه وغيرها من هذه الإحتياجات اليومية فاضت .. بل يتم اكتساحها من المشتريين بأقصي سرعة وفي وقت قصير جدا... كل هذا يحدث وابنائنا في الجيش يتحدون الصعاب في كل مكان لكي يعطيك هذه الفرصة الثمينة في كيفية وتسهيل نوال احتياجاتك. 

    قبل شهر تقريبا كان صناعية تصليح وتتركيب الكهربا في البيوت "مطلطعين" امام رصيف المحل عشما في زبون يريد اصلاح عطل ما في بيته ... الآن لم اجد ولا واحد فيهم ... أغلبهم وجد عملا مع شركات في اماكن التعمير والمشروعات التي بدأت الحكومة الإستعداد لها ... كذلك كنت اري يوميا بعض الشباب النازحين من المحافظات الأخري حاملين " جرادل بلاستيك " وممسحة ومقشة علي اكتافهم ليمسحوا سلالم العمارات بأجر يصل يوميا إلي 100 جنيه لكل عمارة او منزل ... الآن لم اجد منهم إلا القليل فقد رجع  الكثير منهم إلي بلادهم بمجرد سماعهم ان هناك بعض الشركات بدأت تخطط لعمران بلادهم . أيضا  لي حوالي شهر لم استطيع ان المع " حذائي"  لأن الشاب الذي كان يعمل مساح احذية ويمر علي المحل كل ساعة تقريبا والحاصل علي دبلوم صنائع من اسيوط .. ترك المهنة والقي بالصندوق ورحل إلي بلدته اسيوط لأنه التحق بإحدي المصانع التي بدأت فعلا في توسيع استثماراتها  . 

   بعد كل هذا " وبالرغم أنها مازالت فرص قليلة " اري الكثير من الشعب في غيبوبة كاملة عما تفعله الحكومة و لا عمل له إلا الكلام والنقد .. كل ما يفعله هو الجلوس بعد الظهر علي القهوة ومعه حبيبته الغالية " الشيشة " يتآنس معها , ويستمر هو واصحابه في الكلام حول عدم كفاءة جيشنا وبطء الحكومة وتقصيرها في امور كثيرة , وهم لا يدرون كمية المصاعب التي يواجهها ابنائنا في القوات المسلحة والعاملين في المؤسسات التنفيذية .  

     في الوقت الذي يقف فيه جنودنا البواسل في الظلام الدامس علي الجبهات .. نجد اصحاب المحلات معلقين كميات من اللمبات ذات السحب العالي للتيار الكهربائي متصلة مباشرة مع اعمدة النور الموجودة في الشوارع ... غير مبالين بعذاب وجهد الحكومة في توفير الطاقة الكهربائية لجميع الأماكن . 

  في الوقت الذي يتم فيه نقل النعوش الذي تضم خيرة شبابنا الشهداء .. نري في نفس الوقت عربات النصف نقل تقتحم الشوارع الضيقة في اكثر الأماكن عشوائية وهي تحمل كميات مهولة من اجهزة التكييفات والدشات  لتوزيعها علي عملائها , مع العلم كنت أسمع احد العملاء من الذين كان يستلم إحدي الأجهزة يشتكي دائما بزيادة اسعار الكهربا وزيادة تكلفة المعيشة بعد زيادة سعر الغاز والكهرباء  .   

   أخيرا وفي وسط العزاء والأحزان علي شبابنا , ابحث عن موقف الأحزاب ... فقد انقطعت اخبارهم ... واختفوا تماما من الساحة ...  بيني وبينكم انا مبسوط واتمني ان يظلوا في غيبوبتهم .. لكي  لا يكونوا عقبة في الأعمال التي تقوم بها الحكومة .. كفي عليها عدم رضا البعض منها  مهما عملت وفعلت من انجازات .. فكم بالحري لو تواجد مجلس نيابي في الساحة ... أتصور أنه سوف يوقف مسيرة ما تقوم به الحكومة من اعمال سوف تظهر نتائجها في المستقبل . 

   كفي أن الخطوة الأولي والتي نجحنا فيها هي إظهار مكانة مصر بين جميع دول العالم , بتقديمها المبادرة في قضية غزو اسرائيل لغزة .. كفي انها المبادرة الوحيدة والموجوده علي الساحة حتي الآن ... فهي ضربة قاسية لأمريكا ولاولياء امور الإرهاب ... كفي أن العالم كله وجه انظاره إلي مصر مرة أخري .. وبإذن الرب سوف تحتل مصر الصدارة ومكانتها السياسية بين الأمم مرة أخري .   

أود أن اقول لكل شهيد مصري وإلي كل مصري ... أن دم المسيحي مع دم المسلم في عملية غدر الفرافرة ... أظهرت للعالم كله أن شعب مصر هو شعب متماسك منذ فجر التاريخ حتي الآن لأنه لا يعرف معني الفصائل او  الطوائف او الملل أو العشائر .. بل اعتاد ان يعيش في وطن واحد من الجنوب إلي الشمال .. يأكلون ويشربون علي ضفتي نيل واحد. 

رسمنا علي القلب وجه الوطن

نخـيلا ونـيلا وشـعبا اصـيلا

وصناك يا مصر طول الزمن

جيلا فجـيلا ليـبقي شــبابـك 

علي كل ارض تركنا علامة 

قلاعا من النور تحمي الكرامة 

ويحـميك بالدم جيش الكنانة

 للشاعر محمود حسن ابراهيم 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com