ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أنت أنت.. يا مولانا الطيب

حمدي رزق | 2014-04-07 11:59:44

 والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، فى طريقه مروعا ملهوفا إلى أسوان لإيقاف طاحونة الدم التى سفكت دماء 23 مصريا فى «خور عواضة»، كان مفتى مصر الدكتور شوقى علام مغتبطا مسرورا فى طريقه إلى «مسقط» للمشاركة فى مؤتمر «تطوير العلوم الفقهية»، وكان فضيلة الإمام الأكبر فى راحته الأسبوعية فى «القرنة» بالأقصر.

 
لا المفتى أجّل زيارته الرسمية عندما سمع بالخبر الدامى، ولم ينهض الإمام من فوره مغبرا قدميه من الأقصر، فركة كعب، إلى أسوان ليسكب من فضل الله عليه طيبا باردا يطفئ النار المشتعلة فى الصدور.
 
زيارة محلب مأجور عليها، ما الذى أعجز فضيلة الإمام من تحرك مصاحب أو مماثل إلى أسوان ليجمع تحت عباءته مشايخ ومخاتير العائلات المتناحرة، لماذا فضل القعود وإرسال العلماء، واكتفى أمام الفاجعة بإرسال قافلة دعوية يوم الجمعة القادم إلى أسوان تُذَكِّر بحرمة الدماء، كان حريا بفضيلته أن يذهب بنفسه وطائفة من العلماء فى التو حقنا للدماء، أينتظر السفاكون خطبة الجمعة فى مساجد الأوقاف ليكفوا عن القتل على الهوية.. هيهات !!
 
حضور الإمام الأكبر بعمامته المعتبرة، ومكانته الآثرة فى القلوب، ولما له من قدر فى النفوس المشرئبة لكلمات طيبات، تطيّب القلوب المفطورة على أولادها، وتبلسم الجروح التى خلفتها المجزرة، وتغسل النفوس التى مسها شيطان الثأر، كان خليقا بالإمام الأكبر ولايزال أن ينهض من فوره ويخف سريعا إلى أسوان، سيكون حضوره ملهما، طيبا، مطهرا للنفوس مما علق بها من وسوسات الشيطان، ويسد الفُرَج ويصلى بالعائلات صلاة مودع.
 
محلب عمل الواجب، كتر خيره، ولكن هناك واجبا لم يؤده الإمام الأكبر ومكث فى الأقصر، المسافر (المفتى) حجته معاه، كان حَريا بالإمام الأكبر أن يبادر ويدعو المتناحرين إلى «بيت العائلة» فى رحاب الأزهر الشريف ليطفئ النيران المتأججة فى الصدور.
 
الإمام الأكبر عليه واجب دينى ووطنى وقبلى، كنت أتمنى أن يفتح الإمام «دواره» فى الأقصر، ويدعو الكبار المعتبرين ليلجموا الصغار العابثين، ويقطع الطريق على الإخوان المرجفين من امتطاء صهوة الفتنة لإشعال الحريق بين العائلات الطيبة، حد يصدق إن فيه نوبى يقتل، أو يرفع سلاح.
 
مشكور الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، أن تحرك بقواته للحيلولة دون المزيد من الدماء، ولكن تحرك مولانا الطيب شخصيا وهو من هو، تحديدا يحقن الدماء كلية، تحرك من خَبِر الصعيد، وعائلاته، وتشابكاته، وثأرياته، تحرك يئد الفتنة بالتى هى أحسن، يجسّر الهوة بين الهلايل والدابودية، وأن يحكّم القرآن فيما شجر بينهم.

نقلا عن المصري اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com