د. وحيد حسب الله


24 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 waheed@uranet.ch

رد على مقالة الأستاذ هاني نسيره

"التطرف القبطي ومؤتمر الكونجرس المرتقب!"**

بقلم الدكتور وحيد حسب الله*

 

من يقرأ مقالة الأستاذ هاني لا يستطيع إلا أن يتباكي على الزمن الذي ولي وكان فيه الأقباط والمسلمين يتعايشون سوياً ويسود فيه جو من المحبة والحرية كما سردها لنا الكاتب .

ولكن فات كاتبنا أن يسرد لنا بالتفصيل ماذا حدث للأقباط بعد ثورة العسكر 1952 من تهميش سياسي واجتماعي تنامى وتزايد مع انتشار المذهب الوهابي في مصر بفضل التمويل السعودي .

كنت أود أن يكتب لنا عن المذابح التي تعرض لها أقباط الكشح وأن كان يؤيد الحكم بالبراءة للقتلى ؟ هذا مثال من مئات الأمثلة التي حدثت وكانت وصمة عار للحكم في مصر في عهد الرئيس مبارك . أنني ألوم على الكاتب تبنيه لمقولة الدولة في كل حادث ذو طبيعة خطيرة بأنها حالة فردية ! فلو جمعنا كل هذه الحالات الفردية لأصبحت ظاهرة خطيرة تهدد أمن الوطن والمواطن . فالدولة وعلى رأسها رئيسها عندما يساندوا المعتدي ويعاقبوا المعتدي عليه ويلوموه لصراخه ، فلا حل آخر للمعتدي عليه إلا أن يلجأ إلي جهة أخرى يطالب فيها بحقه وهذا خطأ الدولة التي لا توفر الأمان لمواطن من مواطنيها بسبب انتمائه الديني . فمن الخطأ إلصاق تعبير التطرف على المعتدي عليه بدلاً من أن يطالب الكاتب الدولة بأنه قد حان الوقت وخاصة كمسلم أن لا تتساهل مع الجماعات الإسلامية المتطرفة والتي تساندها السعودية بالأموال والعتاد .

بكل أسف وهذه حقيقة أعترف بها السادات ومازال يواصل تطبيقها مبارك بتضييق الخناق على الأقباط لإجبارهم على الرحيل كما كتب بعضهم في الصحف القومية المملوكة للدولة ولم يخجل قادة الإخوان المسلمين أن يعلنوه أن على الأقباط (كما حدث عند دخول الإسلام مصر) سواء الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو الرحيل .

لماذا لا نسمع أحداً يعتبر ما يقوم به المسلمين المهاجرين في الغرب من مظاهرات احتجاج ومؤتمرات للمطالبة بحقوقهم ليس كمواطنين في هذه الدولة ولكن كمسلمين مستغلين النظم الديمقراطية لهذه الدول بأنهم متطرفين ؟ لماذا الكيل بمكيلين في المطالب بالحقوق ؟ هل هو حق مطلق لكل مسلم أن يطالب بحقه بينما ليس هو حقاً لغير المسلم ؟ لماذا لا نقول عندما نسمع المسلمين في الدول الغربية الذين آتوا إليها هاربين من جحيم بلادهم بأنهم لا يقبلون ولاية غير المسلمين عليهم في هذه البلاد بأنهم متطرفين ؟ هل كل إنسان يطالب بحقه في الحياة بكرامة هو متطرف ؟ هل كل إنسان يريد أن يشارك في بناء بلده هو متطرف ؟

لقد أنعقد المؤتمر القبطي الأول منذ سنة ولم تحاول الدولة حتى أن ترد كبرياءً واحتقاراً للأقباط . هل عندما تشكو لطبيبك من مرضاً ما ثم لا يعيرك هذه الطبيب أية أهمية ، فماذا يكون تفكيرك ورد فعلك ؟ إلا تلجأ لطبيب يعطيك الاهتمام المطلوب ؟ لهذا السبب وبعد أن أنتظر الأقباط سنة كاملة أن تتحرك الدولة ومع تفاقم مشاكل الأقباط وتزايد الاعتداءات عليهم والاستيلاء على أرض كنيسة العذراء بالمرج تحت حراسة قوات الأمن المركزي والتي من المفروض أن تقوم بردع المعتدي وإرجاع الأرض للكنيسة ، تركتهم يبنون عليها مسجد ويعتدون على الأقباط وأملاكهم ، قرروا اللجوء إلي الهيئات الدولية وهذا حق مشروع أقرته الأمم المتحدة .

أن الأقباط يتمنون أن تعود الحياة كما كانت قبل ثورة العسكر وأن تعود مصر للمصريين مسلمين ومسيحيين وأن تتطهر من الوهابية وويلاتها وكفانا دمار وخراب حتى الآن .  

* باحث بمرصد الأديان

جامعة لوزان – سويسرا

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون