د. وحيد حسب الله


15 اغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 waheed@uranet.ch

نداء عاجل لأقباط مصر والمهجر

ضد مؤامرة أجهزة الحكم والإخوان المسلمين لضرب الكنيسة من الداخل

بقلم دكتور وحيد حسب الله

 

ظل الأقباط خلال سنوات عديدة صامتين ومتحملين الظلم والاضطهاد من الدولة ثم من الجماعات الإسلامية الإرهابية . ولكن منذ عدة سنوات بدأ الأقباط مثل كل شعوب العالم ومعهم عدد لا بأس به من المسلمين الشرفاء الوطنين يطالبون بحقوقهم والمساواة مع إخوانهم المسلمين ، رافضين التفرقة ، نابذين للظلم والاضطهاد ، منددين بالأساليب البربرية من مذابح وخطف البنات واغتصابهن ، صارخين ضد الأسلمة الجبرية ، راغبين في المشاركة السياسية لإنقاذ بلادهم من الانهيار ، رافضين إلا يصبحوا وإخوانهم المسلمين عبيد للوهابيين السعوديين .

لذلك قامت أجهزة الدولة من خلال عملائهم في الصحافة القومية والحزبية الصفراء بتخطيط يهدف إلي إشغال الأقباط عن المشاركة في مستقبل بلادهم بتوجيههم إلي التطاحن فيما بينهم . وقد ظهر ذلك واضحاً خلال الأيام القليلة الماضية ووقع البعض في هذا الفخ المنصوب لهم للإيقاع بين الكنيسة وقيادتها من ناحية ، والشعب من ناحية أخرى ، بين الأقباط في الداخل وإخوانهم في الخارج من خلال تصريحات محورة ومنسوبة لبعض الكهنة حتى يخدعوا الشعب القبطي لينقلب على أقباط المهجر .

بكل أسف وقع البعض في هذا الفخ بحسن نية سواء من بعض أقباط المهجر الذين سارعوا بالتعليق على بيان المجمع المقدس بطريقة سلبية ، بينما سارع بعض الكهنة بتصريحات حورها عملاء الحكومة المتأسلمين لإشعال الفتنة في الكنيسة .

الهدف الأول لمرشح الحزب الوطني ومن حوله هو إعطاء الضربة الأخيرة للقضاء على الأقباط وذلك بالمكر والدهاء المعروف عنه . فمن المعلوم أن المسلمين والأقباط يرفضون استمرار مبارك في الحكم . لذلك قامت عصابة مبارك بالضغط والابتزاز على القيادة الكنسية التي لم تجد مخرج غير إصدار بيان بتأييد وترشيح مبارك والذي لم يفهمه غالبية القراء هو أن قداسة البابا لو سأله شخص ما رأيك في أن أرشح نفسي ؟ وكان الجواب لما لا ! وأن تأييد ترشيح شخص لا يعني التصويت له . فمن المؤكد أن الكنيسة تؤيد أن يرشح أكبر عدد ممكن نفسه للانتخابات ولكن الكلمة النهائية ستكون للشعب في حالة إن كانت هناك نزاهة وشفافية .

وكان هناك هدفاً آخر وهو تشويه صورة القيادة الكنسية في عيون الشعب القبطي الذي يعاني المر من مبارك وحكمه بأن هذه القيادة قد تنازلت عن حقوق الشعب القبطي مقابل امتيازات خاصة . أما ما هو أخطر من ذلك ، فهو إحراج قيادة الكنيسة مع مرشحي الأحزاب الأخرى، وبذلك تتكتل الأحزاب والمنتمين إليها ضد الكنيسة والشعب القبطي . فالنتيجة في النهاية هو الوصول بالشعب القبطي إلي النتيجة الحتمية الذي خطط لها مبارك والحزب الوطني بالتعاون السري مع الإخوان المسلمين (فلا ننخدع بتمثلية القبض ثم الإفراج عن قيادات الإخوان) وهو ضرب الأقباط من الداخل لإضعافهم حتى يسهل الانقضاض عليهم كفريسة سهلة .

لذلك فأن غالبية أقباط المهجر فاهمين هذه اللعبة القذرة ورفضوا الدخول فيها وأعربوا عن وجهة نظرهم بطريقة مهذبة تليق باحترام الابن لأبيه الروحي ، متفهمين الظروف التي صدر فيها بيان المجمع المقدس .

السؤال الذي يجب نضعه أمام أعيننا  هو ماذا فعلت الحكومة للأقباط منذ أن صدرت قرارات المؤتمر الدولي للأقباط بزيورخ في سبتمبر 2004 والذي شمل ثمانية مطالب يسترد بها الأقباط حقوقهم المسلوبة والمساواة الكاملة مع إخوانهم المسلمين كمواطنين . وبدلاً من تنفيذ هذه القرارات ، لجأ مبارك وحكومته إلي تجاهلها مما يعني أنه مصر على الاستمرار في اضطهاده للأقباط وإذلالهم . أكثر من هذا أطلق عملائه في أجهزة الإعلام لشن حملة شرسة بين الأقباط وبعضهم .

نطرح السؤال الآتي على إخواننا وأهالينا في مصر أننا نعيش هنا في سلام وحرية وكرامتنا محفوظة وحقوقنا مصانة ونستطيع أن نتغاض عن مشاكلكم ولا أن نشغل أنفسنا بما تعانون من اضطهاد ومذلة ذقنا مرارتها نحن أيضاً . ولكن هل يستطيع أن يتألم عضو دون أن يتألم له بقية الأعضاء ؟ من هذا المنطلق يضحي إخوانكم أقباط المهجر ، أعضاء الكنيسة جسد المسيح ، بالوقت وبالمال والجهد من أجل الدفاع ليس فقط عن حقوقكم بل حقوقنا جميعاً .

 أناشد الأقباط في كل مكان وخاصة الأباء الكهنة أن يتوخوا الحذر وإلا يكون سبب عثرة وانقسام في صفوف شعب المسيح . بأن يتوقفوا عن انتقاد أقباط المهجر وأن لا يدخلوا في هذه اللعبة الدنيئة التي نسجها مبارك وحزبه الفاشل . الحذر ثم الحذر من الصحافيين العملاء فلن يستطيع واحد منكم أن يصحح ما كتبه صحفي على لسانه.

أن كنيستنا تعيش نهضة روحية كبيرة وتجذب نفوس كثيرة للمسيح ، فلا عجب أن يهيج إبليس الحكام وأعوانهم ضدنا وضد كل فكر مستنير

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون