د. وحيد حسب الله


  3 يونيو  2004

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 waheed@uranet.ch

رسالة إلي الشيخ الوهابي نبيل "لوقا" بباوي
 
"فأذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى وإلا فأني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها أن لم تتب"رؤيا 2: 5
 
"أنا عارف أعمالك أن لك أسماً أنك حي وأنت ميت" رؤيا 3: 1
 
قرأت العديد من الأحاديث والمقالات عما أسمته صحافة الكذب والنفاق المصرية بمختلف أنواعها بحث علمي ورسالة دكتوراه وما إلي ذلك من التسميات الكبيرة التي لا يدركون معانيها أصلاً . فكما تعلم أن الميكانيكي أصبح مهندساً والسباك دكتور مثلك . لكن الفرق بينهم وبينك أنهم يقولون بالعامية نقول الحق وأجرنا على الله ، أما أنت وخاصة بعد تشكيلك وتفصيلك وتطويعك على أيادي زبانية الشرطة وأمن الدولة  ، أصبح تخصصك تزوير الحقائق التاريخية غير المشكوك فيها . لذلك لم تستحي أن تزور التاريخ مقابل دراهم ونقف هنا عند كلمة دراهم عندما فضحك لسان حالك باتهامك أقباط المهجر بأنهم باعوا أنفسهم للشيطان مقابل دراهم معدودة وهنا أحب أن أوضح لك أيها البباوي ، فالدرهم عملة أسيادك ، وهذا دليل قاطع أنك تقبض منهم بهذه العملة هذا فجر منك أنك تتهم أقباط المهجر بالخيانة  وأنت تعلم في قرارة نفسك أنك تكذب ولكن من الجبن والخسة أنك لا تستطيع أن تقول لا لأسيادك سواء في الحزب الوهابي الحاكم في مصر أو في السعودية .
أنا واثق من الحقيقة التالية أيها الشيخ نبيل أن ما قدمته عما أدعيته بحث عن أن الإسلام لم ينشر بحد السيف ، ليس بحثك أنت بل لقنه لك شخص آخر وحفظته عن ظهر قلب ، لأنهم نقبوا وفتشوا عن شخصية مريضة بعقدة النقص وقابلة للرشوة فلم يجدوا أصلح منك لهذه المهمة القذرة التي عندها استعداد ليس أن تبيع نفسها فقط بل وتبيع سيدها وأنت تعلم من هو سيدك! فأنت بعت ، ولكن ليس بثلاثين من الفضة ولكن بكثير من الدراهم الوهابية والمناصب الوهمية في الحزب الحكومي وأملي أن تكون نهايتك مثل القديس بطرس وليست كنهاية يهوذا الأسخريوطي . نحن نشفق عليك لأنك بالفعل مريض ، ولكن لنا عليك برغم مرضك وقفة أن لا تتكلم بأسم الأقباط مرة ثانية وأن لا تتكلم أيضاً باسم قداسة البابا شنودة ، فهو كفيل أن يتكلم عن نفسه وليس بحاجة لشخص مثلك متسلق يتكلم عنه . فلا تتخذ بظهورك على صفحات الجرائد وأنت تجلس بجواره في بعض الاجتماعات أو الندوات العامة ذريعة تؤكد بها للقارئ أن البابا يؤيد تصريحاتك .  فهذا أحتراماً منه لبروتكول الداعـين له .
من ناحية أخرى ، بما أنك أستاذ القانون الجنائي ، فمن الواضح أنك غير متخصص في مجال التاريخ الكنسي بصفة خاصة ولا التاريخ المصري بصفة عامة . ولذلك فأنت بعيد كل البعد عن هذا المجال وبالتالي لا تتوافر فيك شروط المؤرخ العلمية (إدي العيش لخبازه)  حتى تعطى لنفسك الحق في أن تجزم بالمطلق أن الإسلام لم يدخل مصر ولم ينتشر بحد السيف . فهذا شأن لا يخصك على الإطلاق . والسبب واضح فالكل يعلم يا جاهل أن المسلمين العرب بقيادة عمرو بن العاص لم يأتوا لمصر ومعهم أغصان الزيتون ولم يقاتلوا الرومان بهذه الأغصان ؟ وانتشار العرب المسلمين وسيطرتهم على مصر دامت عدة سنوات وتمت بعد عدة مفاوضات مع الجيش الروماني .
أنا أعلم فقط أن رسل الرب يسوع ذهبوا لتبشير العالم أثنين أثنين ولم يكونوا مزودون ومحملون بالسيوف والسهام بل بكلمة الله (الأنجيل) ومع ذلك انتشرت المسيحية في جميع أرجاء المسكونة بعكس ما حدث عند دخول عمرو بن العاص إلي مصر . يا ليتك تعلم عواقب ما يأخذ بالسيف؟
ومن جهلك بالتاريخ ما قلته في مجلة آخر ساعة بتاريخ 18 سبتمبر 2002 ما يلي "والأقباط ذاقوا ألوان التنكيل والعذاب على يد أخوانهم الأقباط الكاثوليك وما وسعهم ورحمهم وأنقذهم إلا المسلمون ... وأخيراً ... يرهقني ذهنياً ونفسياً هذا التربص الغربي بالإسلام ..."
تعال نناقش ما تقوله إلا تعلم عند مجيء الغزو الإسلامي  إلي مصر لم يكن هناك بعد في مصر إلا الأقباط  الأرثوذكس فقط ولم تظهر طائفة الكاثوليك في هذا الوقت . لو كنت مسيحياً حقيقياً وتعي فعلاً تاريخ الكنيسة لعرفت هذه البديهيات التاريخية ، ولكن معرفتك عن الكنيسة القبطية ولن أقول كنيستك القبطية لأنك لا تنتمي إليها بعد تصريحاتك العديدة التي بها قد قطعت نفسك من شجرة الحياة الأبدية التي هي يسوع المسيح الذي أنكرت عمله الفدائي على الصليب بنكرانك ما قد تحمله أجدادنا من عذابات على يد العرب المسلمين بسبب إيمانهم بالثالوث والصليب وبنوة المسيح لله وأعتقد أن أسم الحاكم بأمر الله ليس غريب عنك . أنني أتعجب من إنسان مثلك لا يفهم شيئاً في التاريخ ويأتي ليقدم ما تسميه أنت رسالة دكتوراة عن سماحة الإسلام والعرب ؟ أنا أقولها لك صراحةً لو قدمت هذا الورقة في أحدي الجامعات المحترمة لطردوك فوراً ، أتعلم لماذا ايها البلاوي لأنك أصبحت مثل هؤلاء الذين ينكرون مذبحة الأرمن أو الهلكوست . هل مذبحة الكشح والزواية الحمراء وتفجير كنيسة العذراء مريم بشارع مسرة بشبرا والاعتداءات والقتل والنهب لمحلات الأقباط ؟ أليست كل هذه الأحداث التي سردتها أمامك على سبيل المثال لا الحصر كانت بحد السيف  اعتماداً على مبادئ الشريعة الإسلامية التي تبنتها الجماعات الإسلامية بتشجيع من الحكومات المصرية وخاصة السادات ؟ أنني أتعجب أن جاهل مثلك مازال يصر على أن يتدخل في شئون الأقباط التي لا تخصه لا من قريب ولا من بعيد ؟ قل لي أيها الجاهل ما رأيك فيما قاله سليم العوا أن من يترك الإسلام ويعتنق المسيحية فهو مرتد وتسقط جميع حقوقه المدنية بمعنى يعتبر في حكم الميت وقد أصدرت في السبعينيات أحد محاكم الإسكندرية حكماً بذلك ؟ هل هذه هي سماحة الإسلام الذي لا يجبر أحد على ترك ملته كما تزعم أنت؟ هذا هو سليم العوا الذي يقول مراراً وتكراراً "لا أكراه في الدين" ثم ينكر على الإنسان حقه باعتباره أنه ميت ؟  
من الذي يتربص بالأخر أيها الأعمى الغرب أم حفنة من المسلمين الأصوليين والعملاء لمخابرات السعودية وبلاد عربية أخرى وبعض الجاليات العربية الإسلامية الموجودين في الغرب ؟  رغم أن هؤلاء المسلمين الموجودين في الغرب يتمتعون بحقوق لا يتمتع بها المسيحيين الموجودين في بلادهم الأصلية ؟ ألم تتضح لك الصورة بعد من المهاجم ومن الضحية ؟ إلا تقرأ الصحف التي تكتب فيها مقالاتك الكاذبة والتي تزور فيها الحقائق الثابتة والتي لا تتوانى عن الهجوم اليومي على الغرب والمسيحية والأقباط ؟  فا يا ليتك تغلق فمك إلي الأبد .


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون