نبيل محمود والى


  18  يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

إعدام ميت

 
 بقلم نبيل محمود والى

كاتب ليبرالي مستقل

 

 النظام المصري الحاكم وبعد مرور أكثر من نصف قرن على إحكام قبضته على مقاليد حكم مصر لا يزال نظاما هاويا تنقصه السياسة و الكياسة في صناعة القرارات داخليا ودوليا  ويتصرف بمنهج الهواة وفقا لسياسة إللى تغلب به العب به طمعا في البقاء في السلطة إلى الأبد والتمتع بالمكاسب والمغانم عزوفا عن تحمل أي مسؤوليات أو تبعات  ... حيث دأب النظام على التعامل مع المواطنين بصفتهم أعدادا وأرقاما جافة مهدرا حقوق المواطنة بل لاغيا للعقل وحرية الفكر مما يخرج الشعب من نطاق البشر إلى عداد الأموات  ولهذا السبب كانت سقطات النظام كثيرة وعديدة أوصلتنا إلى مانحن عليه اليوم .

 

من المعلوم بالضرورة للقاصى والداني أن الوضع في العراق بصفة عامة ملتهب للغاية في ظل فقدان السيطرة الأمنية على مجريات الأمور وأن الحكومة العراقية نفسها غير قادرة على حماية نفسها بعد انتشار الإرهاب الديني المتطرف ولهذا السبب تحديدا عزفت غالبية دول العالم بما فيها الدول العربية عن إيفاد بعثات دبلوماسية على مستوى عال وسفراء لبلاد الرافدين ولكن الحكومة المصرية ووزير خارجيتها كان له رأى مختلف ربما لأنهم لا يزالون متصورين أن مصر لاتزال قلب العروبة النابض تيمنا بأيام ناصر 67 فقرروا إيفاد موظف بدرجة سفير مصري إلى العراق في خطوة لا معنى ولا جدوى لها على المستوى العملي اللهم إلا إذا كان المقصود هو رعاية مصالح آلاف المواطنين المصريين العاملون بالعراق وهذا أخر ما يدخل ضمن اهتمامات النظام المصري الحاكم .

 

و تطالعنا وكالات الأنباء الأجنبية قبل إعلام الريادة المصري بخبر اختطاف السفير المصري في العراق ثم إعدامه على أيدي الجبناء من المتأسلمين خوارج العصر الجدد والذي لم يمر شهر واحد على تعينه في العراق مما يضع الحكومة المصرية أمام مشاكل عديدة أمام الشعب المصري و أمام العالم وحتى في مواجهة نفسها مع أسرة السفير الشهيد وأخيرا أمام مسؤولية الحفاظ على أسم ومكانة وسمعة مصر ألدولية التي تضررت كثيرا جراء ذلك والتي بالقطع ليست واردة ضمن منظومة اهتمامات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم .

 

لم نسمع أبدا عن اختطاف سفير أي دولة محترمة في العالم ثم إعدامه وهناك دول مثل إسرائيل تحديدا إذا تعرض أي من مواطنيها من العامة لأذى خارج وطنه تقوم الدنيا ولا تقعد ...

 

 أما نحن المصريين ولأننا أصبحنا برخص التراب وروث البهائم  فكان مقدرا علينا أن نكون ملطشة العالم أجمع الشارد منهم والوارد من أبسط مواطن مصري إلى موظف كبير بدرجة سفير يمثل الجمهورية المنوفية المصرية الثانية وكلنا لا يزال يتذكر أن السفراء المصريين بالخارج إبان الحكم الملكي كان مسماه الرسمي سفير جلالة الملك فاروق الأول .. أما اليوم و بلا فخر أو زهو فنحن الدولة الوحيدة في العالم على مدى تاريخ البشرية التي ضرب وزير خارجيتها بالنعال وأهين في المسجد الأقصى ولم يحرك ساكنا وأصطنع الإغماء حتى لا يتفوه بتصريح يكون خارجا عن النص يؤخذ عليه واكتفى النظام الحاكم بقبول استقالته وكأن شيئا لم يكن .

 

ونأتي لقمة الدراما الكوميدية فبعد الإعلان عن الاختطاف وإعدام السفير تم تقليص أفرادا لبعثة الدبلوماسية في العراق ! ماكان من الأول .. أما حياة السفير واسم مصر ومشاعر المصريين فليست في حسبان النظام في ظل انعدام رقابة الشعب على الحاكم وأعوانه واستمرار حكم الفرد الذي تأسس على أيدي البكباشى وعصابته وحسبنا الله ونعم الوكيل!!!

 

لقد بات واضحا أن نظام الحكم في مصر أصبح مترهلا وشاخ وجفت دماء الكرامة والكبرياء في عروقه وشرا يينة ونسى تماما تاريخ مصر القديم المشرف واليوم يأخذ مصر بأكملها إلى الهاوية ونتساقط معه جميعا مثل كرة الثلج إلى قعر جهنم ولهذا عليه أن يأخذ عصاه ويرحل قبل الطوفان الذى لن تحمد عقباه ولن يرحم أحدا ..

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون