نبيل محمود والى


  10 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

السياسة والكياسة

 بقلم نبيل محمود والى

كاتب ليبرالي مستقل

 

 

في كل بلدان العالم من حق المواطن المغترب عن وطنه أن يدلى بصوته الإنتخابى في بلد ا لأ غتراب أو الهجرة طالما يحمل جنسية هذا الوطن الأم ولكن مصر تلفظ أبناءها المقيمين في الخارج والمغتربين والمهاجرين وتمنعهم من التصويت والمشاركة السياسية والانتخابية ... علما بأن لحم أكتاف مصر وحكومة مصر من خير المصريين العاملين بالخارج والذي وصل عددهم إلى مليوني مصري هجرة مؤقتة فقط وتحديدا  1.9 طبقا لأرقام مركز معلومات مجلس الوزراء ويعتبر مصريو الخارج من أهم مصادر العملة الصعبة والدولار للحكومة من خلال تحويلا تهم التي تصل الى 2999.6 مليون دولار أى ثلاثة مليارات دولار أو قرابة 18 مليار جنيه طبقا لمركز معلومات مجلس الوزراء ذات نفسه أي أنها حصيلة تنافس حصيلة الصادرات المصرية الكسيحة وجملة دخل قناة السويس أو حتى دخل السياحة أو المعونة الأمريكية .

 

وبعيدا عن إهمال الحكومة المصرية للمصريين بالخارج وتركهم ملطشة لحكومات الدول المقيمون بها وعدم تقديم العون والمساعدة الحقيقية لتلك العقول والأدمغة والطيور المهاجرة فإن الحكومة المصرية وخدم الفراعين يعاقبون المصريين المغتربين على نعمتهم وفضلهم على الدولة وتلك الحكومة وهذا النظام الحاكم ويفصلون مواد فى الدستور تحظر وتمنع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الرئاسة ولا توجد دولة في العالم تعامل مواطنيها بهذه الدرجة من الإهانة والمهانة والإذلال ... ولكن إذا عرف السبب بطل العجب .

 

فمن ناحية فإن إدلاء المصريين بالخارج بأصواتهم خارج مصر سيسمح بالرقابة الدولية الفعلية والحقيقية على عملية التصويت مما يجعل من التزوير فضيحة عالمية خصوصا مع خروج استطلاعات الرأي العام ومن ناحية أخرى فالمصريون بالخارج ناقمون وغاضبون من النظام الحاكم عموما والحكومات المصرية تمثل لهم حكومات جباية ضرائب ورسوم وكل ما تريده هو استنزاف المصريين في الخليج بدءا من تصاريح العمل ومرورا بالجمارك ووصولا لخلافه دون الحصول على خدمات حقيقية إضافة إلى أن المصريين بدول الخليج والسعودية يعانون الأمرين من السفارات المصرية وقناصلها مما قد يجعل جزءا من رغبة المصرين في معارضة الحكم وعدم انتخاب مرشح الحكومة هو النكاية في السفارات المصرية بالخارج والسفراء الذين تفرغوا للبزنس وتلبية مطالب القاهرة الخاصة.

 

ونأتى لأم المشاكل والسبب الرئيسى فالخوف كل الخوف الذي وصل إلى درجة الهلع والفزع هو من أقباط المهجر وهو أساس رفض الحكومة إدلاء المصريين المغتربين بأصواتهم فالحكومة ترتجف من أقباط المهجر ونشاطهم وتنظيماتهم العالمية وعقليتهم المرتبة ويهاجمونهم بشكل سافر وسافل من خلال تصريحاتهم أو من خلال كتبة النظام حتى أن المواطن العادي أصبحت لديه صورة سيئة عن أقباط المهجر وأصبح العقل المصري يراهم عملاء وخونة بينما يقع القبطي في اضطراب بين مشاعره المتضامنة مع أبناء دينة وبين غيرته على وطنه واعتزازه ببلده وتلك هي الصورة التي عملت على رسمها وإذاعتها ونشرها والإلحاح عليها طوال الوقت حكومتنا الرشيدة وكذلك التهكم والتهجم على مذدوجى الجنسية كأنهم جواسيس لاسمح الله علما بأن هؤلاء الأقباط منهم العلماء العظام والأطباء الكبار والأساتذة الخبراء استقبلهم المجتمع الغربي الذي لا يسمح بالعيش فيه حياة كريمة إلا للموهوب أو الثرى أو صاحب الكفاءة فهم أقباط عباقرة هائلوا المكانة تجار ورجال أعمال وأصحاب شركات ودكاترة وأساتذة علماء لابد وأن يشعر كل مصري في الحقيقة لهم بالفخر ونسعد أن أرضنا أنبتت شخصيات تكافح في عملها بالخارج وتساهم في حضارة العالم المتقدم فكيف ننسى هؤلاء .

 

إن استبعاد  ملايين المصريين في الخارج من حق التصويت هو محاولة رخيصة ومبتذلة لمزيد من التزوير ولضمان التدليس لفوز مرشح النظام لكنه في الحقيقية قرار غبي وجاهل تنقصة والسياسة والكياسة لأنه يفصل المصريين عن وطنهم وأؤمن أن المصري العاقل الذي سافر سيتمسك بعقله وسيظل مسافرا مفضلا هوان الإغتراب على جنة نظام يوليو 1952

 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون