نبيل محمود والى


  18  يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

عسكرى لكل خمسين مواطن
 
خلف كل خمسين مواطن مصرى رجل أمن لايحرسه بالطبع ولكنه يراقبه ويعد عليه أنفاسه ويدوس على رقبته تنفيذا لشعار يامبارك دوس دوس ... إحنا وراك من غير فلوس هذه النتيجة جاءت فى دراسة علمية حديثة لم تنشر بعد حيث جاء بها أن موظفى الجهاز الإدارى المصرى بلغوا 5 ملايين موظف وأن 20% منهم يعملون فى وزارة الداخلية و50% يعملون فى وزارتى الداخلية والتربية والتعليم وأن 55% من موظفى التربية والتعليم عمالة إدارية حيث لاتتجاوز نسبة المدرسين بالوزارة 850 ألف مدرس مقابل 900 ألف إدارى بديوان الورارة والإدارات التعليمية كما تشير الدراسة الى العداء الأصيل للمرأة بين قيادات الجهاز الإدارى وتفضح عمليات البيع والشراء والفهلوة فى المؤسسات الحكومية وتؤكد أننا نخسر 3 ملايين ساعة عمل يوميا أثناء صلاة الظهر .
 
وفى وزارة الداخلية يصل عدد العاملين الى أكثر من 750 ألف موظف بينهم 650 ألف موظف فى كادر البوليس ضباط وأمناء وأفراد أى أن أكثر من نصف العاملين بالحكومة يعملون فى وزارتى الداخلية والتربية والتعليم ويتوزع النصف الباقى 2.5 مليون موظف على بقية الوزارات والأجهزة والمصالح الحكومية وتتميز بنية العمل فى المؤسسة الحكومية أنها بنية طاردة خانقة غير منتجة وقد استقرت أدبيات الإدارة العامة وادارة الأفراد على مفاهيم محددة تربط بين الرضا الوظيفى وبين مستوى فاعلية أداء الموظفين وشملت الدراسة أيضا أن مستوى التجهيزات فى وحدات الإدارة المحلية هى الأسوأ على الإطلاق بين الوزارات والمصالح والهيئات سواء من ناحية الحجرات أو الإضاءة أو النظافة وتكاد تكون نظم الإتصالات الجديثة تكون معدومة .
 
أما العداء للمرأة فليس الظاهرة الأبرز حيث تجلت ظاهرة جديدة تمثلت فى لجوء الكثير من الموظفين الى عمل إضافى داخل منظمة العمل الرسمية وأثناء وقت العمل الرسمى وهى عمليات البيع والشراء بين الزملاء ولقد أنتشر هذا الأسلوب انتشار النار فى الهشيم حتى أنه تم حصر 10% من اجمالى العاملين فى أحد الأجهزة المركزية يقومون بتسويق المنتجات لبقية الزملاء وقد شمل البيع جميع أنواع السلع كما أصبحت المنظمات الحكومية سوقا رائجة لمندوبى المبيعات من خارج نطاق العاملين وتبين انتشار هذا السلوك بنسبة 56% من وحدات الوزارات والمصالح ونحو 69% فى وحدات الإدارة المحلية .
 
وأشارت الدراسة الى ظاهرة جديدة تستحق التأمل ومعظمها وارد من ثقافة منطقة الخليج العربى وهى إفتراش العاملين وقت صلاة الظهر سجاجيد خاصته لإقامة الصلاة فى كل أدوار المبنى وتستغرق تلك العملية حوالى 30 دقيقة ويتساوى فى هذا العاملون فى وحدات الجهاز الإدارى أو الإدارة المحلية وقد تمتد تلك الطقوس خلال شهر رمضان الى حوالى 45 دقيقة بسبب القاء وعظ دينى بعد الصلاة مما يكبد الدولة خسائر مالية ويهدر مصالح الجماهير وبعيدا عن دقة أو عدم مطابقة تلك الدراسة على أرض الواقع إلا أنها تعبر فى خطوط عامة وعريضة سياسة الدولة المصرية فى مجال الأمن والتربية والتعليم تحديدا كما تشير الى الثقافات الجديدة التى برزت على سطح المجتمع المصرى وتعد عوامل هدم ذاتية تنخر عظامه وتجفف شراينه .
 
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون