نبيل محمود والى


  08  يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

الاستبداد ودوره فى انحطاط المسلمين
 
التخويف من الفوضى العارمة والإختراق إذامارس الشعب حريته ضحك على الدقون فأى تبجح أن يدعى حاكم كائنا من كان لنفسه أكثر من الأنبياء والرسل والمخلصين وإذا أردت أن تعرف سببا لتخلفنا فأبحث عن الإستبداد فلماذا نحن منحطون ومتخلفون وبعيدون عن حركة التاريخ بهذه الصورة ؟ والمناقشات فى هذا الموضوع كثيرة والتحليلات أكثر والنظريات لاحصر لها لكن كتاب الإستبداد ودوره فى انحطاط المسلمين للأستاذ/ نبيل هلال هلال يلخص ويلمس بقسوة جروحنا لعلنا نفوق وكما يقول المؤلف .
 
فالمسلمون عبر تاريخهم الطويل وتحديدا منذ عام 40 للهجرة لم يحكمهم حاكم واحد يمكن تبرئته من تهمة الإستبداد السياسى ولافرق هنا بين عصر ذهبى وأخر فضى أو عصر انجازات وأخر عديم الإنجازات فالإستبداد السياسى هو الإستيلاء على السلطات والإستئثار بها ومنع تداولها سلميا وإساءة استغلالها والتوصية بها لابن أو أخ أو من يختاره المستبد بنفسه والإستبداد هو مصادرة حق الأمة فى أن تختار بنفسها من يحكمها وحرمانها من أن يتولى قيادتها أصلح أبنائها ممن تجمع عليه إرادتها .
 
وعليه فإن معاوية بن أبى سفيان مثلا مستبد أغتصب الحكم وورثه لأولاده ولايعفيه من هذا أنه من الصحابة أو من كتبة الوحى لأن هناك من الصحابة من نافق ومن خان ومن حكم عليه الرسول نفسه بالإعدام كعبد الله بن أبى السرح ولذلك فإن المستبد مستبد ولو كان صحابيا وكذلك لايعفى معاوبيه أن عصر بنى أمية شهد الفتوحات الإسلامية فما قيمة تلك الفتوحات وماقيمة نشر كلمة الإسلام وهى العدل والتسامح إذا لم تتمكن كلمة الإسلام وهى العدل والتسامح فى قصر الخليفة نفسه ؟؟
 
وهناك من يغفرون لمعاوية استبداده بكلام من يغفرون لحكامنا فى العصر الحديث استبدادهم بحجة الإنجازات والمسيرة التى لابد أن تكتمل فتاريخ الإستبداد مرتبط دائما ببدايات حسنة ثم ينقلب بعدها الحكام ليظهروا للشعب وجههم الحقيقى فالخليفة العباسى عندما وصل الى الحكم كان من أعدل الناس وأتقاهم والديكتاتور كاليجولا بدأ حكمه بتوزيع أمواله على الشعب ونيرون بدأ فترة حكمه بخمس سنين كانت أزهى عصور الديمقراطية فى الدولة الرومانية وفى عصرنا الحاكم الذى بنى السد والحاكم الذى بدأ حياته بالنصر الوحيد على الأعداء والحاكم الذى بدأ عهده بالإفراج عن المعتقلين لكن بمرور السنين على الحاكم تظهر إنجازاته على حقيقتها فالدولة العباسية انتهت بالإسلام الى مأساة ونيرون أحرق روما وعهد ثورة يوليو المجيدة انتهى الى مانحن فيه من القرف الذى نعيشه كل يوم .
 
والمستبد لايحكم وحده بل تسانده صفوة مختارة تشكل منظومة السلطة وأصحاب النفوذ والمناصب وجماعات المنتفعين والمصالح والمرتزقة وواضعى اليد على أراضى الدولة والمرتشين وكبار اللصوص والفقهاء والوزراء والولاة فالمستبد يمثل قمة ذلك البناء الهرمى أما باقى المنظومة هم أولئك المنتفعون وهؤلاء عبر التاريخ بداية من الفقهاء الذين تركوا الدولة الأموية تعيث فى الأرض فسادا واستبدادا بينما هم يرهقون فكر الناس بفقه الحيض والنفاس وهل لعاب السبع ينقض الوضوء وكيفية تقسيم الميراث عند الزواج من جنية غير محسوبة على الإنس .. الى الخليفة يزيد بن عبد الملك الذى جاءه أربعون شيخا يقسمون على أنه ليس على الخلفاء من حساب ولاعذاب ... الى الحجاج بن يوسف الثقفى طبعا غنى عن التعريف ... وكذلك زياد أبن أبيه الذى التحق بأبى سفيان وصار اسمه زياد ابن أبى سفيان فأنتقل من خانة اللقطاء الى خانة الشرفاء مكافأة له على تأديب أهل البصرة لحساب بنى أمية ... وهكذا يمتد السلسال النجس سلسال المصفقين للحاكم وزبابانيته والمنتفعين من جلوس المستبد على قلب الشعب والذى لولا هذا الحاكم لكان مصيرهم فى أنظف حالاته مقلب زبالة التاريخ  . 
 
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون