نبيل محمود والى


  04  يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

مليار جنيه فى صحة كأسك ياوطن
 
فى مهرجانات الطبل والزمر بمناسبة الإستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور الأعرج الكسيح قامت حكومة الدوت كوم الألكترونية فى مصر  بحملات دعائية ولافتات وإعلانات مدفوعة فى 34 وزارة بمختلف هيئاتها ففى الوقت الذى تعانى فيه الموازنة العامة للدولة للعام2005/2006 من عجز يصل الى 59 مليار جنيه وتتزايد فيه نسبة الفقر والبطالة ويتراجع ترتيب مصر فى معدل التنمية البشرية الى المركز 125 على مستوى العالم فتحت حكومة الحزب الوطنى الحاكم خزائنها للانفاق عى زفة الإستفتاء الوهمى فمن بين تكاليف تعطل موظفى الدولة الى تكاليف إجراء الإستفتاء وتعطل الإنتاج ولافتات المبايعة وإعلاناتها تخسر مصر أكثر من مليار جنيه طبقا لتقديرات إقتصادية حيادية وبالطبع لم تكن تلك المرة الأولى وغالب الظن لن تكون الأخيرة والسؤال الذى يفرض نفسه فى مثل هذا الموقف هو من الذى يدفع تكلفة فاتورة الإستفتاء  .
 
انه الشعب المصرى الذى دفع دائما تكاليف أستفتاء الخلافة الأبدية التى تربع فيها عسكر يوليو 1952 على عرش مصر  فالسجل الأسود للاستفتاءات فى مصر وعددها 11 إستفتاء هى محصلة 49 عاما من العمل بالإستفتاءات العسكرية ولم يحدث أن قال المصريون فى إستفتاء واحد (لا) بل فى غالبية تلك الإستفتاءات كانت النتيجة دائما 99.995 ولم يكن ذلك بالطبع دليلا على وحدة الرأى والرؤية فى مصر بل هو المنطق الذى يحكم إستفتاءات العسكر وهو القدرة على إعلان النتيجة قبل إجراء الإستفتاء ب 24 ساعة مما يجعل الديمقراطية المصرية التى تعيش أزهى عصورها فى عهد الرئيس مبارك متقدمة على الديمقراطيات فى العالم المتحضر .
 
وكانت نقطة البداية والإنطلاق بإستفتاء عام 1956 حيث كان إستفتاءا مذدوجا على دستور 56 حيث نصب الرئيس جمال عبد الناصر نفسه رئيسا للجمهورية المصرية الثانية ثم الإستفتاء على الدستور الموحد لمصر وسوريا عام 1958ثم استفتاء على دستور 1964 ثم استفتاء دستور 1971 ثم الإستفتاء على التعديل على ذات الدستور عام 1980وبخلاف تلك الإستفتاءات تم الإستفتاء على إختيار الرئيس محمد أنور السادات مرتين الأولى عام 1970 والثانية عام 1976 وغى عام 1981 تم الإستفتاء على إختيار الرئيس محمد حسنى مبارك وفى عام 1987 تم الإستفتاء على إختيار الرئيس محمد حسنى مبارك لفترة رئاسية ثانية وفى عام 1993 تم الإستفتاء على إختيار الرئيس مبارك مرة ثالثة ومرة رابعة فى إستفتاء عام 1999.
 
ولاتخلوا عمليات الإستفتاء تلك من طرافة وغرابة فى التلاعب والتزوير فى محصلة النتائج النهائية لكل إستفتاء وفقا لفلسفة الإنقلابات وأصبح الشعور العام لدى المواطنين أن أحدا لايثق فى نتائجها فى ظل إنعدام الرقابة الدولية وسيطرة الحزب الحاكم على مقدرات الدولة حيث بات من المستحيل الفصل بينهما وانتشار ثقافة إللى يجوز أمى يبقى عمى وإللى تغلب به العب به وأنا مصر ومصر أنا أما حساب الخسائر فكله على حساب الشعب المصرى الذى ضاق ذرعا بالنظام بأكمله .
 
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون