المسكوت عنه فى الصحراء العربية 4

نبيل محمود والى

01 يونيو 2005	صفحة كُتاب الأقباط متحدون	walinabil@yahoo.com

المسكوت عنه فى الصحراء العربية 4

يوجد بالعالم العربى خامات لثروات معدنية هائلة تم اكتشاف بعضها والبعض الأخر لم يكتشف بعد وخامات هذه الثروات المعدنيه التى تم اكتشافها بعضها تم استخراجه واستغلاله تجاريا والبعض الأخر لم يستغل بعد إما لأسباب سياسية أو تقنيه أو تمويليه والحصر الشامل والكامل والإستكشاف الدقيق بإستخدام وسائل الإستشعار عن بعد أو الأقمار الصناعية فتلك مهمة المؤسسات والهيئات الجيلوجية والبحثية الخاصة أو العامة فى كافة الدول العربية مع الأخذ فى الإعتبار أن المعادن التى كان لها كل الإهتمام التسويقى والتجارى خلال فترة الحرب العالمية الثانية لم تعد كلها كذلك اليوم بسبب التطور العلمى والتكنلوجى العالمى الحديث والذى أضفى أهمية على بعض المعادن الفلزيه واللافلزيه التى لم تكن ذات قيمه منذ عقود طويله مما أثر على قيمتها التجارية والعكس صحيح .

الأقمار الصناعية الأجنبية تجوب سماوات العالم العربى ليل نهار تصوره بالأشعة الضوئية والموجات الكهرومفنطيسية والأشعة تحت الحمراء لترصد وتحدد وتقيم خاماتنا المعدنية بدقة متناهيه ونحن بكل أسف لانعلم ماذا يرصدون ولانبحث عما يجدون ونقف فى طابور المتفرجون ويقينا وتأكيدا فإن ثروات العرب ليست بترولا فقط بل ماتحتفظ به الصحارى والأراضى العربية منذ بدء الخليقة بما هو أقيم وأجدى من البترول والدليل على صحة ذلك القول هو تراثنا وعلى سبيل المثال وليس الحصر من أين أتى الفراعنة ومنهم توت عنخ أمون بكل هذا الكم من الذهب الخالص الذى يزين به قناعه ومومياءه هو وسائر الفراعنه ؟!

لقد توقف انتاج الذهب من المناجم المصرية عام 1958 ولم يضف المصريون أى اكتشاف جديد لمناجم الذهب التى عرفها الفراعنه وعددها 95 منجم متناثره فى الصحراء الشرقية ولقد أقامت الحضارة القبطية والإسلامية فى مصر حضارة واسعة استخدمت فيها شتى المعادن النفيسة وغير النفيسة مثل صناعة السيوف والدروع وكانت كتابات وبحوث البكرى واليعقوبى والأصطخرى والمسعودى والقلقشندى والنويرى والمنقريزى وغيرهم كثيرون عن نشر الوعى التعدينى فى الإمبراطورية الإسلامية علما بأن وسائل الكتابة والنشر وأساليب العلم ومعداته وأدواته أنذاك سواء فى القرن الرابع الهجرى أو عام 1067 بعد الميلاد لم تكن كافية أو متقدمه .

النقوش الهيروغليفية التى ترجع للأسرة الثانية عشرة الفرعونية عام 1980 قبل الميلاد تحكى وتقص كيف كان أمينمحعت الثانى أحد ملوك هذه الأسرة يقود بنفسه البعثات للتنقيب عن الذهب وأستخراجه من الصحراء الشرقية ومنذ أكثر من 4000 عام قبل الميلاد كان الذهب يستخدم فى صناعة مقابض الخناجر المنحوته من حجر الصوان والتى كان يحملها الملوك والعظماء .. وهناك خريطة جيولوجية تعدينية لأحد مناجم الذهب بالصحراء الشرقية مرسومة على أوراق البردى وموضحة بالألوان بما يميز أنواع الصخور بالمنطقة حول المنجم وتعتبر أقدم خريطة فى العالم فى هذا المجال من التخصص ولقد رسمت تلك الخريطة فى عهد الملك سيتى الأول من الأسرة التاسعة عشرة وتمثل منجم الفواخير الذى يقع وسط المسافة بين النيل وبين البحر الأحمر ناحية قفط هذا هو مافعله الفراعنة الجدود فى مجال إكتشاف الثروات المعدنية فى الصحراء المصرية فماذا فعلنا نحن !!!