نبيل محمود والى


  16  مايو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

شعبولا
 
ظاهرة صوتية سبقه اليها كثيرون فى ظل ثقافات عديدة برزت على المسرح الفنى فى الوطن العربى فبعد أم كلثوم و طلال مداح ومحمد عبدة وعبد الوهاب  وفريد الأطرش وحليم وغيرهم كثيرون عربيا وعلى الجانب الغربى مثلا بيتهوفن وفرانك سيناترا  بدأت الأذن العربية تتعود على أغانى السح الدح امبو والنص نص وكتاب حياتى  ياعين مشفت زيه كتاب ولاقت رواجا جماهيريا بطول الوطن العربى وعرضة من أجل اضحاك الناس فى ليل القاهرة الساحرة و الظلام الشرقي السقيم فى ظل إثراء الثقافة الفنية الهابطة جنبا الى جنب مع ثقافة العنف والإرهاب وتكفير الأخر .
فلاشك بأن شعبولا أسعد حظاً من كل الذين سبقوه فى هذا المضمار حتى الآن فشعبولا ضد التطبيع مع اسرائيل ولعل بيانه السياسي الواضح الذي جاء في اغنيته المشهورة  (بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل) التي وزعت ملايين النسخ وأصبح من بعدها  المليونير الذي يُدعى إلى احتفالات الأعراس في الخليج وترسل له الطائرات الخاصة لنقله إلى بلد الحفل يجعلة أكثر شعبية من كثير من السياسين فى الوطن  العربى لدى الشارع المصري وهو أكثر حضوراً منهم في الدوائر السياسية المصرية والعربية أما شعبيتة بين فئات جموع الشعب من البسطاء من العامة فهى تفوق شعبية شاعر الملوك والأمراء أحمد بك شوقى لامراء فى ذلك ؟
 وعندما يقدم شعبولا اغنية رثاء فى دولة الرئيس رفيق الحريرى ويبرىء سوريا من مسؤلية إغتياله  وبعيدا عن كلمات الأغنية التى من الواضح أنها لاعلاقة لها بملابسات ماجرى ويجرى على أرض الواقع ثم يعقبها بأغنية أخرى تأييد للرئيس مبارك تماما كما يفعل كتاب السلطة الميرى مع العلم أنه خرج من رحم معاناة كل المصريين والمفروض أن يشعر بالامهم ومعاناتهم ويقدم أغانى تعبر عن ماتضيق به صدورهم إلا  أن شعبولا قد انضم هو الأخر لمن يتاجرون بدم الشهيد رفيق الحريرى وركب الفضائيات والنت فى حملة إعلامية لمباركة ترشيح الرئيس مبارك وصار نجما لامعا فى حلقات المنافقين وكدابين الزفة وحملة المباخر وتلك ظاهرة تهدف الى ركوب الموجة السائدة الذي اشتهر به منذ تركه مهنة الكواء وبداية إحترافة للغناء.
لقد طالبت بعض التعليقات المصرية والعربية بترشيح شعبولا لمنصب رئاسة الجمهورية   كنوع من التغير وبات واضحا أن الترشيحات لرئاسة الجمهورية تتخذ طابعاً  كوميدياً بعد إعلان الشاعر الشعبى أحمد فؤاد نجم بجلبابة الشهير ترشيحه في  انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة ! فعندما يمتنع رؤساء الأحزاب السياسية  قاطبةعن ترشيح أنفسهم لمنصب الرئاسة ليكون هذا الترشيح جاداً ومتحدياً  وحقيقياً ويطفو على السطح أحد شعراء العامية ويقترح البعض ترشيح شعبولا لرئاسة جمهورية مصر العربية فان الأمر فى حد ذاتة يشكل مادة للتندر والفكاهة ؟
وما دامت السخرية وصلت الى هذا  الدرك ! فلاشك أن المطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم سيكون أكثر بريقا من كل  الذين أعلنوا ترشيحهم حتى الآن مثل الدكتورة نوال السعداوي وهو أكثر حضوراًمن الاستاذ الدكتور سعد الدين ابراهيم وهو مقبول لدى العديد من الدول العربية التي لا يمكن أن تتعامل مع امرأة كنوال السعداوي تمشياً مع الحديث النبوي (ما  أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) و هو أكثر وطنية وحباً لمصر ولشعب مصر من الدكتور  سعد الدين ابراهيم الذي اتهم بالخيانة لمصر وسُجن ثلاث سنوات واعتبر الكثيرين  ولايزالون أن مركز ابن خلدون التابع له مركزاً للموساد والاستخبارات  الأمريكية والبريطانية والفلبينية والصومالية وموريتانيا وجزر القمر ؟
للأسف الشديد نحن نعيش زمن ردىء إنقلبت فيه الموازين واختلط الحابل بالنابل وانقلب الهرم تماماوحتى لانظلم أو نظلم فالأغنية كعمل فنى  تقوم أساسا على أربع أضلاع الكلمة واللحن والأداء وعبق التاريخ وفقدان أى  منهم لايصح ولايجوز القول معه أن هناك عمل فنى من الأساس وصدق من قال أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق ولله الأمر يازمر ...
 
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون