م. عدلى ابادير يوسف


04 أغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

adly.youssef@copts-united.com

زيورخ فى 4/8/2005
بيان إلى كافة القوى والأحزاب السياسية والشعب المصري :
من عدلي أبادير يوسف رئيس المؤتمر الدولي لأقباط المهجر
بشأن مقاطعة انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في مصر
  
لعلي أفرطت في حسن النية ـ شأن ملايين المصريين ـ حين تصورت أن النظام الحاكم استوعب المتغيرات، واستجاب للحراك الذي يموج به المجتمع المصري، وبدأ يراجع سلوكه السياسي المتمثل في هيمنة الفرد الأوحد والحزب الأوحد على الساحة، خاصة حين أعلن الرئيس حسني مبارك ما أسماه "الإصلاح السياسي"، ابتداء بتعديل المادة 76 من الدستور، بما يسمح بخوض انتخابات حرة بين متنافسين على منصب رئاسة الجمهورية، ووصل بي التفاؤل منتهاه حين قررت ترشيح نفسي لخوض هذه الانتخابات كأول مصري قبطي يخوض معركة من هذا النوع في تاريخ البلاد، لكن ـ وكما يقال ـ فإن الشيطان يسكن في التفاصيل، فقد بادرت الشياطين إلى تفريغ هذه "المبادرة" من مضمونها، ووضع عراقيل من شأنها أن تجعل مجرد الترشيح مستحيلاً، بأن وضعت لقبول أوراق ترشيح المستقلين شروطاً متعسفة لا يمكن تحقيقها، كأن يحصل على تزكية 250 من أعضاء المجالس النيابية والمحلية، في وقت يهيمن فيه الحزب الوطني (الحاكم) على أغلبية تتجاوز التسعين بالمائة من هذه المجالس، وبالتالي فإن الحصول على موافقة العدد الذي اشترطه القانون هو المستحيل بعينه، ويقطع الطريق على كافة المستقلين ويصادر حقهم الدستوري .
وإذا كانت أحزاب المعارضة التي يمنحها القانون الجديد حق ترشيح قياداتها دون شروط آثرت الانسحاب من هذه اللعبة الهزلية، كما فعل حزب التجمع الوطني مثلاً، فإن مهمة المستقلين تبدو ضرباً من ضروب المستحيل، إذ كيف يتأتى الحصول على تزكية 250 من أعضاء المجالس النيابية والمحلية للترشيح، فضلاً عن المنافسة غير المتكافئة بالمرة، بين فرد، ونظام مستبد يملك كل أوراق اللعبة، ويهيمن على الجهاز الإداري، ويسخر وسائل الإعلام لصالحه، فضلاً عن دور أجهزة الأمن .
ورغم كل هذه الأوراق التي يملكها النظام الحاكم فقد وضع قانون انتخابات الرئاسة عراقيل من شأنها حسم المنافسة سلفاً، وتحديد هوية المتنافسين، فإن الحديث عن خوضي المنافسة ـ كمصري مستقل ـ يصبح عبثاً ومحاربة لطواحين الهواء، وهو ما أربأ بنفسي عنه، كمصري شريف يحب بلده، ويعمل من أجل الأجيال القادمة حتى تشب في ظروف أفضل من تلك التي كابدناها منذ أن اختطف العسكر السلطة، ونجحوا في إفساد كل جميل ونبيل في حياتنا، واستبعدوا قادة الفكر والرأي بالترويع تارة والإفساد تارة أخرى والتهميش والملاحقة تارات، لتخلو الساحة للمنافقين والفاسدين.
وكمصري قبطي، يحمل هموم الأمة ـ أقباطاً ومسلمين على حد سواء ـ رأيت أنه من الأشرف لي، والأكثر اتساقاً مع النفس واحترام الذات والأمة أن أعلن مقاطعتي ـ ترشيحاً وتصويتاً ـ لهذه الانتخابات الشكلية التي دبر لإفسادها بترسانة من القوانين الجائرة، والأساليب الالتفافية، ووضعوا من الشروط ما يعجز عن تحقيقه أي مصري باستثناء الرئيس حسني مبارك ونجله جمال فقط، ومن هنا أدعو إخوتي وأبنائي في مصر لمقاطعة هذه الانتخابات، بل وأناشدهم صيام يوم الانتخابات كتعبير رمزي عن الاحتجاج على هذا التلاعب بمقدرات مصر، والاستهتار بشعبها .
وختاماً أشيد بمواقف القوى الوطنية التي اتخذت مواقف واضحة لمواجهة هذا الاستبداد والاحتيال السياسي، وأخص بالذكر موقف حزب التجمع الوطني بمقاطعة هذه الانتخابات، وموقف الدكتورة نوال السعداوي، والحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، وأناشد الإخوة قادة أحزاب المعارضة في مصر، وفي مقدمتهم الدكتور نعمان جمعة، رئيس حزب (الوفد)، والدكتور أيمن نور رئيس حزب (الغد)، وغيرهما من قادة المعارضة، مقاطعة هذه الانتخابات المحسومة سلفاً، مؤكداً أن نضالنا ضد هذا الحكم المستبد لن تتوقف، بل سنواصل ـ كلُ من موقعه ـ فضح هذا النظام أمام الشعب المصري أولاً، والمجتمع الدولي عموما، وبكل الوسائل السلمية حتى يشرق فجر الحرية على بلادنا وشعبنا الذي يستحق أن ينعم بحكم صالح يعبر عن إرادته، ولا يغتصب السلطة بالطوارئ والقمع .
 
مهندس / عدلي أبادير يوسف
رئيس المؤتمر الدولي لأقباط المهجر
زيورخ ـ سويسرا

 

 

 

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون