م. عدلى ابادير يوسف


  9 أغسطس 2004

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

adly.youssef@copts-united.com

 

 مين هيحوش عن مصر المنكوبة؟

 

كثرت الكتابة فى  جريدة وطنى فى الشهور الأخيرة عن الوضع المؤسف للمصريين عامة والمحزن للمسيحيين خاصة – والنتيجة بكل آسف ليست صفرا ولكنها بالسلب Negative بالرغم من الكتابات الصريحة الواضحة من كتاب امناء مخلصين لوطنهم مثل المستشار محمد سعيد العشماوي واحمد عبد المعطى حجازى ورفعت السعيد ومجدى خليل وطارق حجى ومحمد نوح د. وسيد القمنى ود. سعد الدين ابراهيم وغيرهم وبكل اسف انطبق علينا جميعا المثل الذى يقول" اسمع جعجعة ولا أرى طحنا"  والسبب بسيط جدا هو ان كل هذا الكلام موجة الى الأقلية الواعية التى تدرى بالمنزلق الشديد الذى نتجه إلية ولكنها ليست ذات فاعلية بالمرة فى اخذ القرار فى بلدنا او فى إيقاف الانحدار والانزلاق الى الوهابية الرجعية المتأخرة التى لا تتآلف بالمرة مع التحضر والتقدم الجارى فى العالم المتقدم – ولكن الوهابين كانوا يشجعون ويساندون طالبان وأفغانستان الى وقت قريب وبرغم التقدم والحضارة فى الهندسة وسهولة الحصول على الماء يريدون العودة بنا الى عصور التخلف (إذا وجد الماء بطل التيمم)  وهم يريدون ان نمارس التيمم حتى لو كان الماء متاحا متيسرا – وهم يرجون ان يكون فى مصر بوليس آداب مثل المطوعين  عندهم الذين يجبرون الناس بالسلاسل الحديدية على النهى عن المعروف والامر بالمنكر- وحبس الطالبات فى مدرسة جده فى مطلع هذا العام يموتون حرقا بعدم السماح لهن بترك المدرسة التى كانت تحترق وذلك لانهن لم يكن محجبات- يأ امه سخرت وضحكت من جهلها الأمم

 هذا الاتجاه للتعصب والرجعية أطلقه السادات من عقاله دستوريا (دين الدولة الإسلام) وإعلاميا وتعلميا وحكوميا وفتح لهم أبواب السجون ليخرجوا ويؤدوا رسالتهم من التعصب والتسلط ولقد جازوه جزاء سينمار تطبيقا لمبادئهم التقليدية.

 

 وبعد ذلك جاء الشيخ الشعراوى (الذى حصل على اعلى نيشان بعد تهجمه على المسيحية والمسيح) – اى ان هذا كان مباركة من الدولة لعمله وأسلوبه الذى انتج جيلا اسمه جيل الشيخ الشعراوى – ونتج عنة ان تلاميذ المدارس المسلمين لا يصافحوا زملائهم النصارى فى المدرسة لانهم كفره مع ان الإسلام الصحيح "اباح من شاء ان يؤمن ومن شاء ان يكفر" 

لكننا ألان فى مصر كلها منذ ربع قرن تتسابق فى الرجوع الى الوراء وممارسة التخلف والوهابية والتمسك  بالشكل وترك الموضوع هذا مع انتشار الرشوة والفساد والسرقات والا أخلاقيات (تماما كما يحدث فى كل المناطق الوهابية – واصبح طابعا مميزا لهم ولها)

 

وبمقارنه مصر ألان بمصر قبل ثورة العسكر 1952 (الضباط  الأشرار الذين  سموا انفسهم الضباط  الأحرار) لعرفنا الخندق العميق الذي توجد فيه مصر ألان بعد تحطيم الأخلاق – والتعليم وكل القيم والمثل العليا آلتي تحض عليها كل الأديان السماوية – ماذا جرى لمصر – مسكينة يا مصر – حطمك الوهابيون والمصريين  الذين يسيروا فى ركابهم بعد إغراقهم والإغداق عليهم بالبترو دولار الوهابى وصدق من قال لا يبلغ العاقل من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه.

 

مصر الخالدة – مصر حضارة 7000 سنه مصر النيل مسخوا اسمها وسموها جمهورية مصر العربية اى إننا أصبحنا نتمسح فى العرب ودولاراتهم وأصبحنا نتسابق فى لعق أحذية حفاة الخليج والعرب الذين لم يعرفوا لبس الجزم الا بعد 1945 بوصول عائدات البترول وكانوا لا يطيقون حبس أقدامهم فى الجزم وأيامها صدر فى مصر مونولوج لإغرائهم بلبس الجزم وكان مطلعة:
 

حفاة القدم يا حفاة القدم     هلموا هلموا الى لبس الجزم


واكثر من ذلك فقد سيطر الوهابيين بالدولار على الأعلام فى العالم العربى كله وتدفقت الدولارات بكثرة للدول والأفراد المسيطرين على الأعلام  وعلى مراكز اخذ القرارات وصدر كتاب فى أمريكا اخيرا يفضح رشوتهم فى كل بلاد العالم بما فيها رجال الكونجرس جمهوريين وديمقراطيين ومنها دفعه معروفه بـ21 مليون دولار لمكتبه كلينتون  - ولقد أذل الحرص أعناق الرجال وما كان 11 سبتمبر 2001  الا جزءا من خطة وهابية ليسودوا العالم اجمع بجهلهم وتأخرهم وتخلفهم حتى يكون العالم كله بهائم بهائم يا رسول الله واذكر ما قاله كاتب باكستاني إسلامي شهير بعد 11 سبتمبر 2001 بأن العرب لا يمكنهم بناء طائرة ولكنهم يتقنوا خطف الطائرات وتحطيمها اى ان شطارتهم فى التخريب والهدم  وليس فى  البناء ولهذا اصبح بن لادن واتباعه أبطال وقاده.وأنصاف ألهه فى عرف الجهلة والمتأخرين والمتخلفين عن ركب الحضارة والتحضر والتقدم

 

واطلب من الله ان يتدخل لإيقاظ ضمائر العاملين على خراب بلادهم بما فيها مصر.

مسكينة يا مصر – ربنا يرحمك من أبناءك وصدق القول المشهور :

اللهم احمني من أصدقائي اما أعدائي فأنا كفيل بهم

ولقد أفلحت لو ناديت حيا – ولكن لا حياة لمن تنادى

وانك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء

              

مهندس مصري فى زيورخ

عدلى ابادير يوسف

 

 

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون