عادل حزين


1 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

عن قرار بابا الأقباط بتأييد مبارك

 

بفلم: عادل حزين

 

 مشكلة كبيرة لدى الأقباط أن ليس لديهم أى حس سياسى إستشراقى ولا ثقة فى قيادة ما... الكل قادة ومفكرين ومنظرين وفلاسفة... لا يوجد جنود أو تابعين يثقون فى قيادة حكيمة أن لها نظرة مستقبلية لها أهداف تتجاوز بصيرة البعض ممن ينظرون للقرارات حسب تأثيرها الوقتى... ليس الذنب كله ذنب الشعب القبطى ولكن غياب الشفافية أيضا لدى القادة وغياب العلم بمنهاج إتخاذ القرارات يؤدى للإلتباس والشك فى توفر ما يكفى من معلومات لإتخاذ قرار ما... أيضا غياب الفكر الإعلامى الذى ينبغى أن يتولى عملية تغليف القرار بأسباب ذكية مقنعة للعامة والخاصة وبما لا يشترط أن تكون هى الأسباب الحقيقية للقرار...

 

مثال على ذلك الحرب الأمريكية على العراق. كان السبب المعلن والذى تولى الإعلام الأمريكى تسويقه هو أسلحة الدمار الشامل... ولكن السبب المختفى كان عملية هز كيانات الأعراب وضمها الى عملية العولمة وإلحاقها بركب التاريخ لإتقاء شرها المستمد من جلافة الصحراوات العربية التى أنجبت الإرهاب الذى طال ويطول العالم المتمدين.... مثال آخر ملامس للواقع القبطى هو قرار بابا الأقباط الغير مفهوم وقتها بعدم التطبيع مع إسرائيل وتحمله لمعاناة شخصية بسبب ذلك الموقف. ومن بعد أن قتل السادات وتمكن المد المؤسلم من زرع معاداة وتخوين كل من نادى ويتنادى بالتطبيع وضحت حكمة بابا الأقباط فى البعد بالأقباط عن أى إتهام بالتصهين وهى إتهامات طالت حتى شيخ الأزهر فكيف كانت ياترى ستصف الأقباط وباباهم, وماذا كان سيكون الثمن؟

 

المشكلة فى القرارات السياسية الحساسة أن متخذها لا يستطيع أن يشرح أبعادها كاملة وإلا فقد فقدت حكمتها وأصابت عكس مرادها. فمثلا مثلا لا يستطيع البابا أن يقول أننى أتخذ القرار بتشجيع إنتخاب مبارك لأنه وعدنى بكذا وكذا ورغم أنى لا أصدقه لكن غيره لم يعد إلا بكل سيىء وأنا أفضل الوعد الواعد الذى قد لا يتحقق على الوعد السيىء الذى قد يتحقق... أيضا لا يستطيع أن يقول علانية أن الكنيسة  فى عهد مبارك قد تمتعت بكيت وكيت فيقيم الفقهاء على مبارك والكنيسة قيامة الرعاع الذين هم اليوم أغلبية الشارع المصرى...

 

لو كان لإخوان الخراب مرشح للرئاسة لطالبت الكنيسة بتأييده! فعندئذ تلقى الكنيسة بالكرة فى ملعب الشعب المصرى ولنرى كيف سيتحد المثقفون ويعملون على إسقاط ذلك المرشح سقوطا مدويا فما تأييد جماعة إخوان الخراب إلا نكاية فى الأقباط وبتأييد قيادة الأقباط لذلك المرشح ستلتهب التوقعات ويخشى المصريون على حياتهم عندما تصير سكين الطالبان قريبة من رقابهم ولنا سند فيما حدث فى نقابة المحامين المصريين عندما أسقطوا مرشح الأخوان, ونتوقع سقوطهم فى أى ترشيحات قادمة من بعد أن إنكشفت ضحالتهم وإنتهازيتهم, فما الحال لو أصيبوا أيضا بتأييد الأقباط!

 

عادل حزين

نيويورك

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون