اللهجات القبطية

مابين القديم والحديث
بقلم الأب/ بيجول باسيلي
الجزء الأخير
8 ـ كلمة هادئة ونداء محبة أقول لأحبائي محبي لغتنا القبطية، وأطلب إليهم بنفس كلمات بولس الرسول التي وجهها في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، وكذلك الرسالة إلى أهل رومية: "ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولا واحداً ولا يكون بينكم إنشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد". ١كو١: ١٠ أطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافاً للتعليم الذي تعلمتموه وإعرضوا عنهم. رومية ١٦ : ١٧ إن نشر البلبلة والتشتت وزرع بذور التشاحن والإنقسام، والقضاء على وحدة التعليم، ووحدة الأداء، هو هدف أعداء لغتنا القبطية والمتربصين بها من خارج الكنيسة بل ومن داخلها أيضاً، ليسهل عليهم طعنها والنيل منها. هل أبناء اللغة القبطية يدافعون عن لغتهم القبطية وإنتمائهم القبطي، أم أنهم يتدافعون ضد بعضهم البعض؟، إن لغتنا القبطية المحبوبة تحتاج منا إلى أن نوحد كلمتنا وأن نجمع صفوفنا، وأن نعمل بفكر وبروح الفريق الواحد المنسق والمنظم وليس مجرد مجهودات فردية مبعثرة هنا وهناك. لغتنا القبطية تحتاج منا في هذه المرحلة إلى أمرين هامين: أولاً: التوعية بأهميتها وقيمتها المعنوية والوطنية، فلا شعب بلا لغة ولا لغة بلا شعب. ثانياً: دراسة وسائل وأساليب تعليمها ونشرها للجميع مع تكوين مجمع لمتابعة ودراسة الإحتياجات والمطالب والمستجدات المتزايدة يوماً بعد يوم. علينا أن نحافظ على النبع نقياً ومياهه متدفقة وليست راكدة، علينا أن ننظفه من كل ما يمكن أن يَقع أو أن يُلقى فيه مما هو غريب عنه، فهذه هي الأصالة. يجب علينا أن لا ننتظر حتى تأتي الدعوة إلى الإهتمام بلغتنا القبطية من غيرنا. علينا أن نستخدم حقنا المشروع كمواطنين أصليين في بلادنا للمطالبة بالحقوق اللغوية التي تنص عليها المبادئ والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان اللغوية، والتي كانت مصر إحدى الدول الموقعة عليها، وأن تكون لغتنا المصرية (القبطية) إحدى اللغات الأساسية التي تدرس في جميع المدارس في مصر. هذه المطالبة بتدريس اللغة المصرية لجميع المصريين نراها واضحة في برنامج حزب مصر الأم (حزب تحت التأسيس) والذي تقدم به في فبراير سنة ٢٠٠٤ وكيليه السيدان محسن لطفي السيد وسامي محمد أبو المجد بصفتيهما وكيلي المؤسسين، بطلب الموافقه على تأسيسه، والذي ينص في أحد بنود برنامجه على أن اللغة المصرية هي لغة كل شعب مصر ويدعو الحزب إلى تدريسها لجميع المصريين. يقول الأرشيدياكون حبيب جرجس (١٨٧٦ ـ١٩٥١) أستاذ الأجيال وعميد الإكليريكية ومؤسس خدمة مدارس الأحد، في كتابه، الوسائل العملية للإصلاحات القبطية، المطبوع سنة١٩٤٢ ص ١١٧، من العار أن تحافظ الكنيسة على هذه اللغة -اللغة القبطية- في عصور الإضطهاد والظلم وتهمل فيها في عصر النور والحرية. تعالوا بنا أيها الأحباء لنجمع ولا نفرق، لنبني ولا نهدم، لنوحد ولا نشتت، هلم فنبني لغتنا ولا نكون بعد عاراً. ونقول مع نحميا: "إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني". الأب بيجول باسيلي ـ فرانكفورت ـ برمهات ١٧٢٢ أبريل ٢٠٠٦

جميع الحقوق محفوظة لـ دراسات مصرية، موقع تابع للأقباط متحدوننن

© 2006 Copts United  http://www.copts-united.com/, all rights reserved .