االخط الهمايوني

"وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي. وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"


هذا اللغز الذي يبدو محيرا للبعض!!!
هل هو بغيض ومانع لحرية بناء الكنائس؟
أم هو اصلاحي جاء للسماح بعد المنع والهدم والنهب والتخريب وتم تفريغه من محتواه الأصلي؟
هذا ماسنحاول دراسته وسنترك للقارئ الاجابة على ذلك.
في البداية أعترف بأنني لست مؤرخ ولا كاتب تاريخ ولكني أفتش في الكتب التي يتحاشاها البعض لغرض ما.

وسنقتصر في الدراسة والبحث على دور العبادة فقط.

يروى الطبري أن أول بعث بعثه عمر، بعث أبي عبيد ثم بعث بعلي بن أمية الى اليمن وأمره باجلاء أهل نجران لوصية رسول الاسلام في مرضه بذلك ولوصية أبي بكر بذلك في مرضه وقال أئتهم ولا تفتنهم عن دينهم ثم أجلهم من قام منهم على دينه وأقرر المسلم وامسح أرض كل من تجلي منهم ثم خيرهم البلدان وأعلمهم أنا نجليهم بأمر الله ورسوله أن لا يترك بجزيرة العرب دينان فليخرجوا من أقام منهم على دينه ثم نعطيهم أرضا كأرضهم اقرارا لهم بالحق على أنفسنا ووفاء بذمتهم.

كنيسة صنعاء التي نالها المسلمون بالاذى وهدموها وهي من بناء (ابرهة الأشرم) عامل ملك الحبشة على بلاد اليمن. وذلك بعد منتصف القرن السادس بقليل ونحن هنا لا نتحدث عنها من حيث قيمتها الروحية فقط كمكان مقدس تقام فيه الصلوات والعبادات ولكن أيضا من حيث قيمتها التاريخية والمعمارية حيث كانت غاية في الروعة والجمال. وكانت تسمى الكنيسة الكبرى التي ساعد (جستنيان) (ابرهة) في بناءها ولم تكن كنيسة (أيا صوفيا) ذاتها بأغلى زينة ولا أبدع في الصناعة منها حيث كانت المدنية منتشرة في البلاد المجاورة للاسلام.

غير أن العرب كانوا عند ذلك لم يُقبلوا على الصناعات والفنون. ولم ينم لهم ذوق فيها. ولذلك لم يدرك المسلمون من تلك الثروة العظيمة ومن ذلك الجمال البارع الا أنها كانت للغنيمة اذا كانت مما يُغْنًم أو للتحطيم ان كانت صورا أو دمى.

ويقول (ريت) انه ان بقي في جزيرة العرب أحد من النصارى في سنة 632م فانه لم يبق بها الا قليل. ولم تكن الأبنية وقتئذ لتترك كما هي أو تتخذ مساجد للمسلمين كما حدث في غير ذلك الوقت وفي البلاد الأخرى. لأن الاسلام كان في أول أمره شديد الوطأة على الدين المسيحي وآثاره يمحوها ويعفي أثرها.

عمرو بن العاص وغزو مصر:

عندما غزا عمرو بن العاص مصر وتم له فتح باب حصن بابليون وكان ذلك أوائل سنة 640م.
حيث طلب قائد حامية الحصن وكان من الروم الصلح مع العرب.

على أن أهم ما يخص الأقباط من شروط الهدنة حسب ما أورده حنا النقيوسي:
1- أن يدفع كل قبطي متمسك بدينه دينارين عن كل سنة بصفة جزية ويعفى الشيوخ والنساء والصبيان وغير القادرين.
2- ألا يتعرض المسلمون للكنائس بسوء. وألا يتدخلوا في شئون المسيحيين.

وقام عمرو بهدم عدد كبير من الكنائس هناك وبقى منها الكنيسة الكبرى (كنيسة أبو سرجة) وكذلك كنيسة المعلقة التي افتداها القبط من عمرو.

ثم حاصر عمرو الاسكندرية مدة أربعة عشر شهرا. بعدها سلمت المدينة فذهب قيرس (المقوقس) الى بابليون حيث طلب الصلح مع عمرو بن العاص وبالفعل عقدت معاهدة ثانية تعرف باسم معاهدة الاسكندرية أو معاهدة بابليون الثانية وبذا أعتبر الأقباط أهل ذمة.

ويقول ساويرس بن المقفع في تاريخه:

من بعد أن ملك عمرو بن العاص مصر بثلاث سنين، ملك المسلمون مدينة الاسكندرية وهدموا سورها وأحرقوا بيعا كثيرة بالنار وبيعة مار مرقص التي هي مبنية على البحر حيث كان جسده موضوعا، أحرقوا هذا الموضع بالنار وما حوله من الديارات.

أما بعد استتباب الحكم الاسلامي لمصر في عهد عمرو بن العاص فكان من ضمن شروط العقد (عقد الذمة)

1- ألا يعلوا في بنائهم على المسلمين
2- ألا يؤذوا المسلمين بقرع نواقيسهم ولا بترتيلهم في صلاتهم

لذلك فان كثيرا من الأمور التي جرت عليها العادة أصبحت في حكم القانون وصار الناس ينظرون اليها فيما بعد كأنها من أصل الدين ومن أحكام الاسلام. فقال الماوردي مثلا "أنه لا يحق لأهل الذمة أن يتخذوا لأنفسهم كنائس أو بيعا جديدة في دار الاسلام. فاذا بنوا لانفسهم ذلك هدم. ولكن لهم أن يعيدوا بناء ما تهدم من كنائسهم أو بيعهم".

أهل الذمة وعهد عمر بن الخطاب:

يذكر القلقشندي (1355- 1418) في كتابه صبح الأعشى الشروط المنسوبة لعمر بن الخطاب ومنها
- هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا..
- أنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها قلاية ولا صومعة راهب. ولا نجدد ما خرب منها، ديرا ولا كنيسة ولا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاثة ليالي نطعمهم.. الخ.

مجئ الخليفة عمر بن الخطاب الى الشام ليكتب عهدها:

حيث جاء على جمل وكان أشعث أغبر خشن الملبس والهيئة ثم ختم العهد وزار الأماكن المقدسة بصحبة صفرونيوس فالتفت ذلك البطريق الى أصحابه وقال لهم باللغة اليونانية "حقا ان هذا هو الرجس الآتي من القفر الذي ذكره النبي دانيال".

وبهذا تم حظر بناء دور العبادة الجديدة لغير المسلمين من أهل الكتاب غير تلك التي كانت قائمة عند غزو البلاد من قبل العرب المسلمين وعقد الصلح بينهم وبين أهل تلك البلاد في ذلك التاريخ بل أننا نجد كتب الفقه الاسلامي تكاد تجمع على منع قيام هذه المعابد الجديدة وتطلب الاقتصار على ما كان قائما منها عند الغزو سواء كانت كنائس للنصارى أو بيعا لليهود أو بيوت نار للمجوس. وأقصى ما تبيحه هذه الكتب هو ترميم بيوت العبادة هذه دون زيادة أو توسيع.

والأمر الذي لا شك فيه هو أن مثل هذا الحكم وتطبيقه انما يمثل مظهرا للتفرقة الدينية وللطائفية. ويؤكد غياب الوحدة الوطنية والقومية. اذ ما الذي تعنيه اباحة اقامة المساجد الجديدة دونما حظر أو تحديد مع منع غير المسلمين من ممارسة هذا الحق الذي يمارسه المسلمين.

كما أمر عبد العزيز بن مروان والي مصر (685-705م) بكسر جميع الصلبان التي في كورة مصر حتى صلبان الذهب والفضة ثم كتب عدة رقاع وجعلها على أبواب الكنائس بمصر والريف يقول فيها:
"محمد الرسول الكبير الذي لله وعيسى أيضا رسول الله. وأن الله لم يلد ولم يولد" كما أبطل اقامة القداسات أيام البابا سيمون الأول البابا الثاني والأربعين (689-701م) وفي آخر حياة عبد العزيز بن مروان أعطى ابنه الأكبر ويدعى الأصمع (عصبة) نفوذا وسلطانا على كل اقليم مصر وكان الأصمع يبغض النصارى حيث أوفد اثنين من خاصته الى أديرة وادي النطرون وقاما بخصي جميع الرهبان هناك كما أمر الأديرة ألا ترهب أحد وكان الأصمع هو أول من فرض جزية على الرهبان.

الوليد بن عبد الملك (سنة 705م)

هدم كنائس كثيرة وتعطلت شعائر العبادة في كثير من الأنحاء.

قرة بن شريك (سنة 709-714م)

كان يحتقر عبادة الأقباط ويدخل أحيانا الى كنائسهم ومعه رجال حاشيته ويوقفهم عن الصلاة والذي جاء بعد قرة لم يلبث سوى ثلاثة أشهر خربت فيها أكثر كنائس الاسكندرية وأخذت أعمدتها الرخام والمرمر وباقي أنواع الزينة والزخرفة ووضعت في الجوامع التي لم تكن تزيد الا بقلة الكنائس.

خلافة سليمان بن عبد الملك (سنة 714م) وولاية أسامة بن يزيد

كان كثير الهجوم على الأديرة وهدمها وقتل من بها من الرهبان غير الحاملين للخاتم الحديد الذي فرضه عليهم وأخرب الكثير من البيوت والكنائس.

خلافة يزيد بن عبد الملك (سنة 720م)

وفي سنة 104هـ (714م) أمر الخليفة يزيد بن عبد الملك بكسر الصلبان في كل مكان وبمحو الصور والتماثيل التي في الكنائس وفي جميع بلاد الدولة الاسلامية وكان من نتائج هذه الحركة في مصر أن كسرت التماثيل والصلبان ومحيت الصور ولم تنج من هذه الحركة بعض الآثار الفرعونية من الهدم والتخريب.

وفي أيام الفتنة بين الأمين والمأمون، أعتدى على الأقباط في الاسكندرية وأحرقت مواضيع عديدة لهم كما أحرقت ديارات وادي النطرون. ونهبت فلم يبق من رهبانها الا نفر قليل.

كما شدد على الوالي بأن يحتم على كل من يقيم في البلاد أن يكون على دين محمد مثله ومن لا يريد فليخرج منها تاركا كل ما يملك فهرب كثير من الأقباط ومن لم يتمكن من الهرب وضعت عليه جزية باهظة وانتهز المتعصبون هذه الفرصة وهدموا كنائس كثيرة. ثم تولى حنظلة بن صفوان (في أول ولاية له) فشرع يتمم أمر الخليفة بكسر جميع الصلبان التي في سائر الأماكن ومحو الصور التي في الكنائس وتحويلها الى جوامع.


وفي الولاية الثانية لحنظلة بن صفوان (737-742م)

وكان عاتيا غشوما خرب جنوده عدة أديرة. وعندما توقف أهل طحا العمودين بمحافظة المنيا عن دفع الخراج أرسل اليهم مروان أحد قواد جيشة فقتل كثيرين واستباح أموالهم وهدم كنائسهم ولم يبق منها سوى واحدة كانوا التزموا بدفع ثلاثة الآف دينار نظير بقائها. فلما دفعوا ألفي دينار فقط وعجزوا عن دفع الباقي جعل ثلثها جامعا.

أما مروان بن محمد (سنة 750)

الذي وصل الى مصر هربا من العباسيين فكانت جيوشه تعيث في بلاد الصعيد فسادا ومن ذلك أنهم قتلوا جماعة من الأراخنة ونهبوا أموالهم وسبوا نساءهم وأهاليهم وأولادهم وأحرقوا ديارات عدة وهدموا كثيرا من الكنائس واعتدوا على كثير من الراهبات.

ويذكر تاريخ البطاركة أن أمرا وصل من بغداد بنزع الأعمدة الرخامية والأرضيات الرخامية من الكنائس لاستخدامها في تزيين قصر الخليفة والأمراء في بغداد. وكان معنى نزع أعمدة الكنائس وحملها أن تهدم هذه الكنائس كذلك تم نزع الرخام الملون من بيعة الشهيد مار مينا بمريوط والبلاط الذي يحوي ألوانا بديعة ولا مثيل له ولا يقدر بثمن.

وفي خلافة أبي جعفر المنصور العباسي (سنة 754م)

أوقع واليه على مصر يزيد بن حاتم بن المهلب بن أبي صفرة (762-769) ببطرك الأقباط الأنبا مينا الأول اضطهادا شديدا فساء الأقباط ما لحق برئيسهم الديني وأبيهم الروحي. وكانت نتيجة ذلك أن ثار الأقباط في رشيد وسخا وغيرها من المدن المصرية وجاهروا بالعصيان فأرسل اليهم الوالي قوة من الجيش لكن ثوار الأقباط ردوهم على أعقابهم مهزومين. أما الوالي فازاء هزيمته اشتعل غضبه على الأقباط واضطهدهم وهدم كنائسهم فعرض عليه أقباط الفسطاط أن يترك لهم كنائسهم مقابل خمسين ألف دينار يدفعونها. لكنه رفض وأصر على هدمها اذلالا لهم وانتقاما من أقباط سخا ورشيد وبالفعل هدمها.

أمر الوالي علي بن سليمان بهدم الكنائس المحدثة بمصر عام 785م

لكنه لما أُعطي خمسون ألف دينار مقابل تركها قائمة عدل عن قراره بينما صرح موسى بن عيسى الذي خلفه سنة 787م باعادة تشييد الكنائس لاعتبارات مادية خالصة وقد أقدم على هذا بعد أن سأل الفقهاء رأيهم في هذه المشكلة "فأفتوا بأن الكنائس هي "من عمارة البلاد".

ومما هو جدير بالذكر أن الغوغاء في سنة 735م أي قبل ذلك ببضع سنوات قاموا على الوليد بن رفاعة لأنه صرح للنصارى ببناء كنيسة مار مينا.

ومن المضايقات التي تعرض لها الأقباط في مصر أنه كانت هناك أمور يجب على أهل الذمة اتباعها من حيث بناء الكنائس ويذكر المؤرخون أن الخليفة عمر بن الخطاب أمر ألا يبقى من الكنائس الا ما كان قبل الاسلام كما أمر بهدم كل كنيسة استجدت بعد الهجرة وكذلك منع من تجديد أي كنيسة.

خلافة هارون الرشيد (سنة 786م)

ولى مصر علي بن سليمان فاشتد غضبه على النصارى وعمد الى ماكان يلجأ اليه غيره من الولاة السالفين وهو هدم كنائسهم فعزم على هدم كنائس الفسطاط فعرض عليه النصارى خمسين ألف دينار لكي يتجاوز لهم عن كنيسة كانت قائمة في حصن قسطنطين فأبى وهدم جميع الكنائس ولم يبقى منها سوى كنيسة أنبا شنودة الواقعة بين الفسطاط وبابليون.

وأيام الخليفة المأمون (سنة 813م)

هجم مسلموا الأندلس على مصر ودمروا الكنائس ومنها كنيسة المخلص واغتصبوا ما فيها من أمتعة وسلبوا الأواني المقدسة وغارت قبائل العرب على وادي النطرون فأخربوا أديرته ونهبوها وفتكوا برهبانها. وآلت ولاية مصر بعد ذلك لرجل اسمه عبد الله بن طاهر فأباح لجنوده نهب الأديرة واحراق الكنائس والتمثيل بعابديها.

عندما رفض أهل البشمور الاستسلام والخضوع وأبوا الا المقاومة أرسل المأمون جنوده أيام ثورة الأقباط فشتت شملهم ودخل بلادهم وقتل رجالهم وسبى نساءهم وأطفالهم وسلب أموالهم وهدم كنائسهم امعانا في اذلالهم. ولم يبرح المأمون أراضيهم الا بعد أن خرب ديارهم وجعل بلادهم أطلالا. وقد كانت هذه الثورة هي آخر ما قام به الأقباط من ثورات وكانت في نفس الوقت أعظمها حيث أن ثورات الأقباط استمرت نحو قرن من الزمان لاسيما في منطقة الدلتا.

كما حدث أيام والي مصر علي بن يحي الأرمني (841-843) في خلافة المعتصم الخليفة العباسي بدأ يهدم الكنائس مبتدئا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة التي هدم أعلاها.

وفي سنة 235 هجرية (849م) أيام الخليفة المتوكل على الله العباسي

أمر بهدم البيع المحدثة وأخذ العشر من منازل الأقباط. فان كان الموضع واسعا صُير مسجدا وان كان لا يصلح أن يكون مسجدا صُير قضاء. ونهى أن يظهروا في أعيادهم وشعانينهم صلبانا. وأمر أن تسوى قبورهم بالأرض لئلا تشبه قبور المسلمين.
الطولونيون والأخشيديون (868-969م):

قام أحمد بن طولون عند تأسيس مسجده واقامة دار الامارة بحرث قبور اليهود والنصارى. وقام بهدم الكثير من الكنائس والأديرة (الجزء الأول من خطط المقريزي) وعندما طالب أحمد بن طولون البابا خائيل الثالث بمبلغ عشرين ألف دينار نظير خروجه من السجن اضطر البابا لبيع بعض أملاك الكنيسة ومنها بيع كنيسة الى اليهود بقصر الشمع المجاور لكنيسة المعلقة ومازالت في أيديهم الى اليوم.

وعندما عجز محمد بن طفيح الأخشيدي مؤسس هذه الأسرة عن دفع مرتبات الجند اضطهد الأقباط وابتز منهم أموالا كثيرة مما اضطرهم الى تصفية بعض ممتلكات الكنائس.

الفــاطميـــون


الخليفة المعز وقائده جوهر وابنه العزيز (سنة 969-976م)

عندما أراد جوهر بناء جامع يفوق كل الجوامع التي بنيت في المدينة الجديدة التي بناها وسماها (القاهرة) أخذ أغلب أعمدة هذا الجامع من الكنائس المسيحية.

الحاكم بأمر الله (سنة 996-1020م)


وخاصة عندما رفض الأقباط الاعتراف بالوهيته أمر عام 1008م بهدم كنائس القاهرة ونهب كل ما فيها.

ولما علم بأن النصارى يطوفون خارج أسوار كنيسة القيامة بالقدس أثناء الاحتفالات الدينية وخاصة يوم أحد الشعانين وفي عيد الفصح أمر بهدم الكنيسة وكان لهذا الاجراء دويا هائلا ووقعا سيئا جدا لا في الشرق فحسب بل وفي الغرب أيضا.

ان تصرف الحاكم بأمر الله في هدم كنيسة القيامة كان أحد الأسباب الرئيسية لقيام الحروب الصليبية.

وفي عام 1009م صدرت أوامر مشددة تقضي بالغاء الأعياد المسيحية ومنع الاحتفال بها في أنحاء البلاد وصودرت أوقاف الكنائس والأديرة لحساب بيت مال المسلمين (د. قاسم عبده قاسم أهل الذمة في مصر – العصور الوسطى –صفحة 56) ومنع أيضا ضرب النواقيس كما نزعت الصلبان من قباب ومنارات الكنائس ووصل به الأمر الى أنه طلب الى المسيحيين الأقباط أن يقوموا بمحو وشم الصليب من أيديهم.

وفي سنة 1011م صدر الأمر أن يعلق النصارى حول أعناقهم صلبانا من الخشب طول الصليب ذراع ووزنه خمسة أرطال.

وفي سنة 1013 صدر أمر بهدم وسلب الكنائس والأديرة الموجودة في الأراضي المصرية بدون استثناء ويقال أن عدد ما تهدم من الكنائس والأديرة في ذلك الحين بلغ ثلاثون ألفا (أقباط ومسلمون ص 129-130 جاك تاجر).

وخير الحاكم الأقباط بين اعتناق الاسلام أو الخروج من مصر ومما زاد الحالة سوء ووحشية الرعاع والسوقة – الذين في حقد وشماته أخذوا ينفذون ارادة مولاهم الحاكم بأمر الله. فلم يهدموا الكنائس فقط بل محوها محوا كاملا ووصلت بهم ثورة الانتقام الى نبش قبور النصارى واستخراج عظام الموتى لاستخدامها وقودا للحمامات.

وعندما تلقت اللغة القبطية ضربة قاصمة على يد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (996-1021م) الذي أصدر أوامر مشدده بأبطال استخدامها نهائيا في المنازل والطرقات العامة أيضا ومعاقبة كل من يستعملها بقطع لسانه.

فاضطر الآباء الى وضع ستائر على أحجبة الهياكل وقت التقديم واجراء الخدمة الالهية خوفا من الحكام الغاشمين الذين كانوا اذا سمعوا الصلاة باللغة القبطية يهجمون على الكنائس ويفتكون بالذين فيها بدون شفقة ولا رحمة.

ويقول المقريزي:

أخذ الحاكم بأمر الله في هدم الكنائس كلها وأباح ما فيها وهو محبس عليها (موقوف عليها) للناس نهبا واقطاعا فهدمت بأسرها، ونهبت جميع أمتعتها. وأقطع أحباسها (أوقافها). وبنى في مواضعها المساجد. وأذن بالصلاة في كنيسة شنودة بمصر. وأحيط بكنيسة المعلقة في قصر الشمع وكتب الى ولاة الأعمال بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والديارات (الأديرة) فعم الهدم فيها من سنة 403هـ (سنة 1013م). ذكر من يوثق به في ذلك أن الذي هدم الى آخر سنة 405هـ (1015م) بمصر والشام واعمالها من الهياكل نيف وثلاثون ألف بيعة ونهب ما فيها من الآت الذهب والفضة وقبض على أوقافها.

كما أمر بابطال العبادة في جميع الكنائس ماعدا الأديرة الكائنة في الجبال. فكان الشعب يقدمون رشوة لحكام الأقاليم ليسمحوا لهم بممارسة شعائر العبادة في البيوت سرا. وهال الحاكم عدم تنفيذ أمره بالدقة الكاملة فاتجه الى محو المسيحية من كل دولته وضيق على الكهنة وهرب عددا كبيرا منهم الى الأديرة النائية فتتبعهم وقتلهم.

المستنصر بالله (1035-1094م):

أرسل وزيره محمد اليازوري رجاله وأمرهم بهدم كنائس دمرو وقيل أنه كان بها سبعة عشر كنيسة.

ثم قبض على البطريرك وبعض أساقفة الوجه البحري واعتقلهم وأرسلهم الى القاهرة مدعيا عليهم دعاوى باطلة لا أساس لها. وعندما لم يجد المستنصر عليهم ما يوجب هذه الاهانة فأخلى سبيلهم وطيب خاطرهم وصرفهم الى مراكزهم فشق هذا على الوزير ولشدة غيظه أمر بقفل جميع الكنائس المسيحية في أنحاء البلاد.

وبعد وفاة اليازوري عمت الفوضى البلاد وانتهز رجال قبيلة البربر المعروفة باسم (اللواتة) فرصة ضعف المستنصر فقاموا بأعمال السلب للأقباط ونهبت أديرة وادي النطرون وقتلت معظم رهبانها ومزقت شمل الباقيين وارتكبوا فظائع بشعه فنهبوا البلاد وقتلوا أهلها وهتكوا أعراض النساء وذبحوا الأولاد على بطون أمهاتهم وعلى ظهور آبائهم ونهبوا الكنائس وخربوها وكشطوا وجوه صور القديسين (تاريخ البطاركة – أقباط ومسلمون).

خلافة الظافر (سنة 1149م)

الذي سمى نفسه الملك الصالح حيث قام باغتصاب احدى كنائس مدينة المطرية المقدسة وحولها جامعا.

وانتهى الحكم الفاطمي بالخليفة الفاطمي العاضد (1160-1171م)

تم حرق مدينة الفسطاط القديمة وكان أغلب سكانها من الأقباط وكان ذلك عام 1168م بواسطة شاور وزير العاضد وذلك لكي يحول دون وقوعها في أيدي عموري صاحب امارة أورشليم اللاتينية الذي كان يهدف الى استخدامها كقاعدة لغزو مصر كلها. وقرر شاور أن يقضي على تطلعات الغزو الصليبي بصب عشرين ألف برميل من المواد الملتهبة على مدينة الفسطاط ذات الوضع الاستراتيجي واستخدم رجاله عشرة آلاف مشعل ليشعلوا فيها النيران التي استمرت متوهجة لمدة خمسين يوما. وبين عشية وضحاها أصبح أقباط الفسطاط معدمين وخسروا كل شئ ولاشك أن هذه كانت احدى الكوارث الجانبية التي حلت بالأقباط نتيجة الحروب الصليبية.

صلاح الدين الأيوبي:

تولى صلاح الدين كرسي الوزارة سنة 1161م فحكم على الأقباط أن يعلقوا أجراسا في أعناقهم وأمر أن تنزع الصلبان الخشب من فوق كل كنيسة وتطلى كل قبة كنيسة بيضاء بالطين الأسود وبعدم دق النواقيس في سائر الكنائس وكان من عادة النصارى أن يزفوا في عيد الشعانين الصليب في الشوارع في كل بلدة ومدينة فمنعهم من ذلك وأمرهم أن لا يصلوا في الكنائس الا بأصوات منخفضة فكانت هذه الأوامر عاملا على تهييج المسلمين فاضطهدوا الأقباط في كل مكان واغتصبوا كنائس كثيرة وحولوها الى جوامع.

ثم قام صلاح الدين بوضع يده على ممتلكات الأديرة والكنائس بقفط وأنعم بها على أعوانه وأتباعه.

في الاسكندرية عزم الأيوبيون على هدم كاتدرائية مار مرقص التي تطل على مينائي الاسكندرية بحجة أنها بحكم موقعها هذا تعتبر حصنا عظيما يمكن أن يستفيد منه الصليبيون فيما لو هاجموا الاسكندرية. وحاول النصارى عبثا دفع الفي دينار لانقاذ الكنيسة ولكنها خربت عن آخرها.

وبانتصارات صلاح الدين المتكررة على الصليبيين والتي بلغت الذروة بسقوط القدس سنة 1187م تغيرت نفسية الأيوبيين وأصبحوا أكثر تسامحا من جهة الأقباط ومنحهم السلطان صلاح الدين ديرا ملاصقا للقبر المقدس بالقدس وهو المعروف باسم دير السلطان.

وبعد وفاة صلاح الدين وأثناء حملة جان دي بريين Brienne قام جنود القاهرة وهم في طريقهم الى دمياط لمواجهة هذه الحملة بنهب الكنائس التي صادفتهم.

الملك العادل (سنة 1200م) وابنه الملك الكامل (سنة 1218م)

قام بهدم كنيسة مار مرقص بالاسكندرية عندما خاف لئلا ياتي الفرنج الذين يقاتلون المسلمين ويتحصنوا بالكنيسة.
ولما استمر الصليبيون يضايقون الملك الكامل وفرغ المال من خزائنه استولى على نصف أموال البطريركية القبطية.

الملك الناصر بن قلاوون (سنة 1299م) وركن الدين (سنة 1308م)

قام وزير ملك المغرب أثناء زيارته لمصر بتحريض العامة على هدم الكنائس وتم قفل وهدم عدة كنائس بنيت حديثا بالقاهرة. فطلب المسلمون من البطريرك أن يغلق ما بقي من الكنائس ولما رأوه رفض تنفيذ أمرهم قاموا بهدم وتخريب كل الكنائس.

عندما أراد الملك الناصر أن يبني ميدانا فسيحا بالجهة المعروفة الآن بالناصرية وكان في الموضع الذي اختاره كنيسة للأقباط تسمى كنيسة الزهري واسعة الأطراف محكمة البناء وكان بها كثير من النصارى وحولها أيضا عدة كنائس. فأشار عليه المتعصبون بهدمها لأنه لا يصح أن تكون للنصارى كنيسة ظاهرة بهذه الكيفية أما هو فلم يرد أن يهدمها بل أمر بحفر ما حول جدرانها حتى تنهار من نفسها ولما كانت على جانب عظيم من المتانة استمرت واقفة.

وعندما كثرت العمارات بالعاصمة تواطأ المسلمون مع بعض الأمراء على هدم الكنائس لينتقموا من النصارى من جهة وليستخدموا أنقاضها وأدواتها في العمارات التي كلفوا ببناءها من جهة أخرى وعينوا لهدم الكنائس يوم 21 بشنس 1312م وفي أحد أيام الجمع تجمع بعض الغوغاء أثناء الصلاة بالجوامع ولم يشعر الأقباط الا والهدم دائر في كنائسهم وسلب ما بها من الأواني والمقتنيات ورأوا كنيسة الزهري قد امتدت اليها الأيدي فهدمتها وسلبت كل ما بها وقتلت كل من كان فيها من المسيحيين.

ثم توجه الثائرون الى كنيسة مار مينا في حي الحمراء وكانت من أغنى الكنائس لذلك أقام حولها كثير من الرهبان والراهبات فتسلق الرعاع تلك المساكن وتمكنوا من هدم الكنيسة ونهبوا ما بها وأهلكوا كل من كان فيها. ثم هدموا كنيستين كانتا بجوار السبع الساقيات وكانت أحدهما ديرا للراهبات فأخرجوا منها أكثر من 60 راهبة ونزعوا ثيابهن وسلبوا كل ماوجدوه معهن وبعد ذلك أطلقوا النار في بيوت النصارى القائمة حول كنيسة مار مينا وحرقوا الكنائس الثلاث.

وكما يقول المقريزي:

أرسل والي الاسكندرية خبرا أن الرعاع بعد صلاة الجمعة هجموا على أربع كنائس وهدموها وفعل مثلهم رعاع دمنهور فهدموا كنيستين وفي قوص بالصعيد وقف فقير ودعا قائلا "يا فقراء اهدموا الكنائس" فخرجوا من الجوامع فوجدوا الهدم قد وقع في الكنائس فهدمت منها ست. وصارت ترد الى دار السلطنة كل يوم أخبار من الأقاليم تنبئ بقيام جماعة المتعصبين في مديريات الغربية والشرقية والبهنسا وأسوان ومنفلوط والمنيا وغيرها في يوم الجمعة نفسه بالهتاف على الناس "أن اهدموا كنائس النصارى" فهدم منها ومن الأديرة عدد عظيم.

الملك الصالح (سنة 1352م) وتولي المعتضد بالله (سنة 1353م)

حدث في احدى بلاد الأرياف أن المسلمين شكوا قبطيا لقاضي البلدة بأن جده كان مسلما فحكم القاضي بضرورة اعتناقه للدين الاسلامي ولما أبى ألقي به في السجن فقام الأقباط وأخرجوه منه ليلا فاستقر رأي المسلمين في الصباح على اعدام كل قبطي فهرب الكثيرون منهم ولكنهم تمكنوا من القبض على عدد كبير فعذبوهم أشد عذاب ثم هجموا على كنيستهم وسلبوها ذخائرها وبنوا جامعا أمام الكنيسة وبعد ذلك مضوا الى قبور الأقباط ونبشوا جثث موتاهم وأحرقوها.

قدم المسلمون طلبا الى الحكومة ادعوا فيه أن الأقباط بدأوا في تجديد كنائسهم وتوسيع مساحتها فبدأ العامة في هدم الكنائس فهدموا كنيسة بجوار قناطر السباع وأخرى بطريق مصر للأسرى وكنيسة الفهادين بالجوانية ودير نهيا بالجزيرة وكنيسة بناحية بولاق الدكرور وسلبوا كل ماكان فيها من الذخائر والأمتعة وكنيسة شبرا.

المستنجد سنة (1453م)

في سنة 1484م هجم عرب الوجه القبلي على ديري الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا وقتلوا جميع من فيها من الرهبان وبقيا خرابا نحو ثمانين سنة وكان فيهما مكتبتان عظيمتان تحتويان على عدد كبير من الكتب القديمة الثمينة فجمعوها وأحرقوها عن آخرها ولم يبق منها الا ما خفي عن عيونهم.

سلطنة سليم الثالث (سنة 1789م)

واحتلال الفرنسيون لمصر (سنة 1798م)

عندما دنا الفرنسيون من مصر لاحتلالها اجتمع المسلمون في ديوان الحاكم وقرروا قتل كل مسيحي القاهرة الا أن عقلاءهم حذروهم من عاقبة هذا العمل فاقتنعوا ولكنهم استمروا في اذلال الأقباط بشتيمتهم في الطرقات وتهديدهم بالذبح. وهجم بعض الرعاع على الكنائس والأديرة ومنازل المسيحيين بدعوى البحث عما فيها من أسلحة.

وبعد مقتل كليبر خلفه مينو الذي أسلم لكي ينال عطف المسلمين وسمى نفسه عبد الله وأسلم معه ابنه وأسماه سليمان. فقام برفت كل الموظفين المسيحيين من أقباط وأجانب وسلم كل الأعمال للمسلمين وجعل قانون الأحوال الشخصية المتعلقة بالميراث والزواج وفقا للشريعة الاسلامية. وعند خروج الحملة الفرنسية من مصر وقع الأقباط تحت اضطهاد شديد من سلب وهدم لبيوت كثيرة وكان يعرض حياته للخطر من يتجاسر منهم على بناء بيت أو كنيسة.


وزارة عبد الفتاح يحي باشا والكنائس (سنة 1934م)

صدر في فبراير سنة 1934م أيام وزارة عبد الفتاح يحي باشا منشور من العزبي باشا وكيل وزارة الداخلية بالشروط العشرة لبناء الكنائس وهي شروط مجحفة لا تتفق مع الدستور الذي يكفل حرية العقيدة والذي ساوى بين جميع المصريين في الحقوق والواجبات.والعجيب أنه مازال يعمل به حتى الآن.

ومن الغريب أن تلجأ الوزارة حديثا في اجابة رسمية على سؤال لأحد أعضاء مجلس الشعب في هذا الشأن الى المغالطة فتذكر أن الاذن الذي يجب أن تحصل عليه البطريركية لبناء كنيسة ما يعود الى أيام السيادة التركية.

اذ نص عليه "خط همايوني" الصادر في سنة 1856م من أجل حقوق المسيحيين من رعايا الدولة. فمصر تملك شخصيتها المستقلة منذ اتفاقيتي "لندن" اللتين عقدهما محمد علي باشا ولم تكن القوانين التركية تسري على مصر في قليل أو كثير مطلقا كما أن الخط الهمايوني لم ينص على شئ من هذا مطلقا.

ملخص ما أورده الخط الهمايوني من نقاط جوهرية:

1- اعتماد كافة الحقوق التي نصت عليها قوانين سابقة خاصة بالمسيحيين وأهمها حكم أنفسهم في سائر الأحوال الشخصية لارتباطها بالعقيدة الدينية.
2- تشكيل مجالس ملية مكونة من رجال دين وعلمانيين لادارة المصالح الملية المختصة بحماية المسيحيين والفصل في أحكامهم الشخصية.
3- طلب بناء الكنائس يقدم من الأب البطريرك للباب العالي وتصدر رخصة ببنائها.
4- لا يمنع أحد من اجراء فرائض ديانته ويلقى من جراء ذلك جورا أو أذية ولا يجبر أحد على ترك دينه. وتؤخذ التدابير اللازمة القوية لأجل تأمين أهل مذهب واحد مهما بلغ عددهم ليجروا مذهبهم بكل حرية.
5- المساواة في الوظائف بين المسيحيين والمسلمين.
6- الخدمة العسكرية واجبة على المسيحي كما هي واجبة على المسلم.
7- تزال كلية من المحررات الديوانية جميع التعبيرات والألفاظ والتمييزات التي تتضمن الاساءة الى فئة من الناس بسبب المذهب أو اللسان أو الجنسية ويمنع قانونا استعمال كل نوع تعريف وتوصيف يوجب العار أو يمس الناموس سواء أكان ذلك بين أفراد الناس أو من طرف رجال الادارة.

يتضح من هذا "الفرمان العالي" بأنه كان أحد أعمال الاصلاح الذي قامت به السلطنة العثمانية في ذلك الوقت وهو أقرب للتقنين الدستوري لمسائل كانت معلقة أو غير محسومة أو مثار اختلافات. ويقول الفرمان في الديباجة "أن تترقى جميع الوسائل المستلزمة لتزايد قوة ومكانة سلطتي السنية وتحصيل سعادة الأحوال الكاملة من كل وجه لجميع صنوف تبعتي الشاهانية المرتبطين مع بعضهم بالروابط القليلة الوطنية والمتساوين في نظر معدلة شفقتي الملوكانية".

كان السلطان عبد المجيد خان بن محمود خان صاحب النيشان المجيدي المعروف هو الذي تولى حكم الامبراطورية العثمانية بين عامي 1839م و1861م أي أنه هو صاحب هذا الفرمان الموشح بالخط الهمايوني. كجزء من البرنامج الاصلاحي العام ولعل أهم كلمتين في الديباجة هما ان سعادة الأحوال الكاملة "من كل وجه" يجب أن تشمل "جميع" المواطنين لأنهم "متساوون" في نظر السلطان. الجميع متساوون ان شئنا أن نجمع الكلمتين في جملة مفيدة. هذا هو الأصل في صدور الخط الهمايوني.

وهو الفرمان الذي صدر لارجاء الامبراطورية كافة وليس مقصودا به مصر وحدها أو الأقباط وحدهم. ويجب أن نشير هنا أن خديوي مصر في ذلك الوقت سعيد باشا الذي تولى الحكم بين عامي 1854م و 1863م هو الوالي الذي رفع الجزية نهائيا عن الأقباط وهو الذي أتاح لابنائهم الانخراط في سلك الجندية.

ونذكر بعض ما أكد عليه فرمان الخط الهمايوني في اطار الاصلاحات العامة للخلافة العثمانية على ما يلي:

1- حفظ الناموس في حق جميع تبعتي الموجودين في أي دين كان بدون استثناء. وهو ما نعرفه في لغة الدساتير المدنية بالمساواة بين المواطنين أمام القانون دون تمييز بسبب اللون أو الجنس أو العقيدة.
2- لا ينبغي أن تقع موانع في تعمير وترميم الأبنية المختصة باجراء العبادات في المداين والقصبات والقرى التي جميع أهاليها من مذهب واحد ولا في باقي محلاتهم المكاتب والمستشفيات والمقابر حسب هيئتها الأصلية لكن اذا لزم تجديد محلات نظير هذه فيلزم عندما يستصوبها البطريرك أو رؤساء الملة أن تعرض صورة رسمها وانشاءها مرة الى بابنا العالي لكي تقبل تلك الصورة المعروضة ويجري اقتضاؤها على موجب تعلق ارادتي السنية الملوكانية أو تتبين الاعتراضات التي ترد في ذلك الباب في ظرف مدة معينة. الأصل هنا في بناء الكنائس هو الاباحة المشروطة بموافقة البطريرك وتصديق السلطة الادارية وقد جاء في موضع تال من النص ذاته والسياق نفسه انه "متى لزمها "أي الطائفة" أبنية يقتضي انشاؤها جديدا يلزم أن تستدعي بطاركتها أو جماعة مطارنتها الرخصة اللازمة من جانب بابنا العالي فتصدر رخصتنا عندما لا توجد في ذلك موانع ملكية من طرف دولتنا العلية والمعاملات التي تتوقع من طرف الحكومة في مثل هذه الأشغال. لا يؤخذ عنها شئ." أي أن النص يفرق في بدايته بين الترميم أو الاصلاح أو التجديد وبين الانشاء والتأسيس كما جاء في نهايته والنص يخلو تماما من ذكر "الموانع" أو أمثلة عليها تلك التي تحول دون بناء كنيسة. ولكنه حدد جهة الاعتراض الوحيدة مرتين في سطر واحد وهي أن تكون موانع "ملكية" من طرف "دولتنا العلية". ثم جاء الاعفاء من أي مصاريف أو ضرائب.

بناء الكنائس والشروط العشرة للعزبي باشا

في شهر فبراير 1934م أصدر العزبي باشا وكيل وزارة الداخلية شروط عشرة للتصريح ببناء الكنائس يحتم فيها استيفاء البيانات التالية:
1- هل الأرض المرغوب بناء الكنيسة عليها هي من أرض الفضاء أو الزراعة وهل هي مملوكة للطالب أم لا. مع بحث الملكية مع أنها ثابتة ثبوتا كافيا وترفق أيضا مستندات الملكية.
2- ما هي مقادير أبعاد النقطة المراد بناء الكنيسة عليها من المساجد والأضرحة الموجودة بالناحية؟
3- اذا كانت النقطة المذكورة من أرض الفضاء هل هي وسط أماكن المسلمين أو المسيحيين؟
4- اذا كانت بين مساكن المسلمين فهل لا يوجد مانع من بناءها؟
5- هل يوجد للطائفة المذكورة كنيسة بهذه البلدة خلاف المطلوب بناؤها؟
6- ان لم يكن بها كنائس فما مقدار المسافة بين البلد وبين أقرب كنيسة لهذه الطائفة بالبلدة المجاورة؟
7- ما هو عدد أفراد الطائفة المذكورة الموجودين بهذه البلدة؟
8- اذا تبين أن المكان المراد بناء كنيسة عليه قريب من جسور النيل والترع والمنافع العامة بمصلحة الري فتؤخذ رأي تفتيش الري وكذا اذا كانت قريبة من خطوط السكك الحديد ومبانيها فيؤخذ رأي المصلحة المختصة.
9- يحرر محضر رسمي عن هذه التحريات ويبين فيه ما يجاور النقطة المراد انشاء الكنيسة عليها من المحلات السارية عليها لائحة المحلات العمومية. والمسافة من تلك النقطة وكل محل من هذا القبيل ويبعث به الى الوزارة.
10- يجب على الطالب أن يقدم مع طلبه رسما عمليا بمقاس واحد في الألف يوقع عليه من الرئيس الديني العام للطائفة ومن المهندس الذي له خبرة عن الموقع المراد بناء كنيسة به وعلى الجهة المنوطة بالتحريات أن تتحقق من صحتها وأن تؤشر عليها بذلك وتقدمها مع أوراق التحريات.

المغالطات في هذا السياق:

1- ان الخط الهمايوني كان بالفعل اطارا دستوريا ولكن للخلافة العثمانية بأسرها وقد سقطت هذه الخلافة وتغير دستور تركيا نفسها فكيف نصر على اعتماد مبادئ دستورية لدولة لم تعد قائمة. وبلادنا بدورها لم تعد ولاية في امبراطوريتها؟
2- فرمان الخط الهمايوني ليس مقتصرا على بناء الكنائس والمعابد بل هو رؤية أكثر شمولا لوضع من يسميهم البعض بالأقليات في الدولة والمجتمع. فلماذا تم اختزال الخط الهمايوني المذكور الى مجرد شروط عشرة لبناء الكنائس؟
3- ان هذه الشروط تنقض أهم ما جاء في فرمان السلطان عبد الحميد من مساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين أمام القانون.
4- منشور الشروط العشرة منشور باطل لأنه صادر من موظف عمومي "وكيل وزارة الداخلية" لا يملك سلطة التشريع.

ملاحظات حول الشروط العشرة لبناء الكنائس:

1- بهذه الشروط أعتبرت أماكن العبادة ضمن المحال المقلقة للراحة والخطرة المنصوص عليها في لوائح الحكومة بل أنها أشد منها وأعسر.
2- أنها شروط تعسفية الغرض منها التعجيز ومنع بناء الكنائس وان لم يكن فالمماطلة وتضييع الوقت والمضايقة للقائمين بمشروع بناء الكنيسة لعلهم يزهقون ويعدلون عن بنائها. فلا شئ يفهم من شروط سخيفة كهذه لا مثيل لها في أي بلد من بلاد العالم.
3- ما شأن مصلحة الري ومصلحة السكة الحديد في بناء الكنائس!!!؟؟؟
4- لماذا كل هذه الأبعاد العديدة المطلوب اثباتها بين الكنيسة وبين المساجد والأضرحة والمحلات العمرانية.... الخ؟
5- ما معنى الشرط الثالث عن وجود الكنيسة وسط أماكن المسلمين أو المسيحيين؟ هل تريد الحكومة أن تظهر أبناء البلد متفرقين وقد جمعهم الله في وطن واحد متجاورين في المساكن والمصالح؟
6- وأغرب من هذه الشرط الخامس فهو يسأل عن وجود كنيسة أخرى للطائفة بالبلدة وكأن تعدد الكنائس شرط يجب منعه وهذا الشرط لا يوجد له مثيل في طلب الترخيص بفتح خمارة أو ملهى ليلي.
7- أما الشرط السابع فيسأل عن عدد أفراد الطائفة المذكورة في البلدة وهو شرط أشد غرابة من سابقيه فكأنه لاحق لفئة قليلة في التعبد والصلاة وسماع الوعظ والارشاد.
جماعة الاخوان المسلمين وأعمال العنف الطائفي:

1- حريق كنيسة الزقازيق 27/3/1947م
حيث كانت الليلة معدة لعظة تسمعها سيدات الأقباط فاذا بهم محاطات بالجماهير الصاخبة ثم محاطات بالنار المندلعة فبادر جيران الكنيسة بالقاء السلالم الخشبية فارتقينها ونجون. وانتهت فرقة الهجوم في تأدية رسالتها بنهب مالم تستهلكه النار من كنيسة مقدسة. ثم انتظمت مظاهرة اخترقت جميع الشوارع الرئيسية في المدينة وكانوا يهتفون هتافات عدائية ضد المسيحيين "اليوم يوم الصهيونية وغدا يوم المسيحية... اليوم يوم السبت وغدا يوم الأحد". وكل هذا يحدث تحت سمع رجال البوليس والادارة فماذا فعلوا؟ وعلى من قبضوا أو من حاكموا وعاقبوا؟ لا أحد!!!
2- كنيسة الحضرة بالاسكندرية:
وفي شهر أبريل سنة 1947م وقع حادث حريق مماثل في الكنيسة القبطية بالحضرة بالاسكندرية والفاعل مجهول أيضا.
3- محاولة احراق كنيسة ميت دمسيس
4- احراق الكنيسة القبطية بالسويس:
في 4 يناير 1952 وقعت حادثة احراق الكنيسة القبطية بالسويس وكانت حادثة مشئومة بشعة نتج عنها استشهاد عدد من الأقباط على نحو يتسم بأقسى قدر من البربرية حيث تم حرق بعض المسيحيين وألقوا محترقين في الطرقات ثم القائهم في الكنيسة واشعال النار فيها وقد أفلت الجميع من العقاب على مرأى ومسمع من السلطات.

أما فيما يخص بناء وترميم الكنائس:

1- كنيسة كفر الشيخ:
طلبت الجمعية القبطية بكفر الشيخ في سنة 1936م قطعة أرض من أملاك الحكومة لبناء كنيسة عليها فتحركت مصلحة الأملاك في آخر سنة 1940م طالبة جمع مبلغ 600جنيه فلما جمع المبلغ واستوفت الجمعية كل الشروط قدم طعن بأن عدد الأقباط قليل ثم طعن آخر بأن انشاء الكنيسة يهدد الأمن العام وطعن ثالث بأن كنيسة سخا قريبة من كفر الشيخ فلا داعي لبناء كنيسة أخرى.

2- كنيسة كفر ششتا 1947م:
حيث صرح سعادة بدوي باشا خليفة وكيل وزارة الداخلية باقامة الصلاة في كنيسة ششتا الممنوع اقامة الشعائر الدينية فيها منذ سنتين صرح بالصلاة لمدة ساعتين فقط ليلة العيد ثم تغلق الكنيسة بعد ذلك.
3- كنيسة بورفؤاد 1940م:
حيث تم الرفض أكثر من مرة بالتصريح ببناءها بالرغم من استيفاء جميع الشروط.
4- تجديد كنيسة أجا:
حيث رفضت الحكومة الترخيص بتجديدها لأن زاوية أو مسجدا حديثا قد بني قريبا منها بالرغم من ثبوتها في خرائط المساحة سنة 1932م.
5- اغلاق كنيسة القصاصين:
حيث قام وكيل وزارة الداخلية بارسال خطاب باغلاق الكنيسة بحجة عدم صدور مرسوم ملكي ببنائها ولذلك لا يجوز فتحها ولا الصلاة فيها.
6- تحريم بناء منارات الأجراس:
وهذا شرط جديد اضافي يقضي بتحريم بناء منارات الأجراس بحجة اقلاق راحة الجيران بأصواتها هذا في الوقت الذي يضج فيه الناس من جميع الأجناس من صوت الميكروفونات المزعجة.
جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو 1952

ألغت الثورة دستور 1923 ووضعت دستورا جديدا في 1/12/1952 نص على "أن الاسلام دين الدولة مع اطلاق حرية العبادة لجميع الناس".

كما أصدر عبد الناصر قرار باعادة تنظيم جامعة الأزهر الا أنها صارت مقصورة على الطلاب المسلمين في فروع العلم المختلفة الى جانب المواد الدينية مما كان له أثر كبير في تعميق الانفصال بين أبناء الشعب الواحد وتعميق التفرقة الطائفية.

الأعمال النبيلة للرئيس جمال عبد الناصر في مجال بناء الكنائس:

1- وضع حجر أساس كنيسة كوم حمادة 1953م:
وقد أناب الرئيس عبد الناصر السيد أنور السادات
2- اعادة افتتاح كنيسة مار جرجس بحدائق حلوان أوائل 1986:
عندما قامت الشرطة باغلاقها لأكثر من عام.
3- المساهمة في بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
حيث قرر أن تساهم الدولة بمائة ألف جنيه كما قام بوضع حجر الأساس في 25/6/1968م. وتبرع بخمسون ألف جنيه أخرى بعد ذلك. كما قامت الدولة باصدار طابع بريد تذكارا لعودة رفات القديس مار مرقص الرسول الى أرض مصر وافتتاح الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس تخليدا لهذه الذكرى.
4- التبرع بمبلغ عشرة الآف جنية عام 1967 عندما كانت البطريركية تمر بأزمة مالية.
5- كنيسة السيدة العذراء بالزيتون 1968م
كان ظهور السيدة العذراء مريم في كنيسة الزيتون حدثا عظيما. مما دفع عبد الناصر أن يذهب بنفسه الى هناك ومعه حسين الشافعي سكرتير المجلس الاسلامي الأول. حيث وقف في شرفة منزل أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة الذي كان مواجها للكنيسة لكي يتحقق بنفسه من رؤية العذراء وفي تلك الليلة ظهرت أم النور ظهورا صريحا واضحا بدءا من منتصف الليل واستمر حتى الخامسة صباحا. وكان من نتيجة هذه الزيارة أن قام الرئيس عبد الناصر بتسهيل بيع الجراج ومنزل أحمد زيدان الى البطريركية
6- أرض دير مار مينا
حيث دفع قداسة البابا كيرلس السادس مقدم أرض دير مار مينا من تبرعات أولاد عبد الناصر وبقيت خمسة جنيهات أخذها الرجل الذي كتب العقد كأتعاب له.
7- نزاهة السلطة والأحكام القضائية في عهد عبد الناصر
أ‌- في ديسمبر 1952 اصدر مجلس الدولة برئاسة الدكتور عبد الرازق السنهوري حكما تاريخيا بالغاء الأمر الاداري الصادر من وزارة الداخلية عام 1950 بايقاف الشعائر الدينية بكنيسة القصاصين بالاسماعيلية وقرر الحكم بجواز اقامة الشعائر الدينية في أي مكان يخصص لهذا الغرض ولا يحق لوزارة الداخلية وقف تعطيل هذه الشعائر.
ب‌- حكمت محكمة سمالوط الوطنية بجواز اقامة الشعائر الدينية من صلاة ووعظ وتعليم وارشاد بمحل سكن القس (أي بمنزله) وكان ذلك في مارس 1954.
ج- في عام 1958 قررت النيابة العامة بأنه لا مانع من عقد اجتماعات دينية
لممارسة الشعائر الدينية بمنزل بدون حاجة لترخيص مادامت في حدود القانون.
د- في 30 مايو 1964 أصدرت المحكمة الادارية العليا حكمها بالغاء
القرار الصادر بمنع بناء كنيسة في الأرض المخصصة لها في مدينة بورسعيد وقالت المحكمة ان ما ساقته الوزارة تبريرا للقرار المطعون فيه من خشية الفتنة لاحتمال حدوث احتكاك بين المسلمين والأقباط قول غير سديد. ذلك أنه ليس هناك أحياء خاصة بالأقباط وأخرى بالمسلمين بل أنهم جميعا يعيشون جنبا الى جنب وتوجد كنائس في أحياء الغالبية العظمى من سكانها من المسلمين كما أن هذه الكنائس بعضها مقام بجوار الجوامع ومع ذلك لم تقع الفتنة أو حصل من جراء هذا أي اخلال بالنظام أو الأمن.

الحوادث المؤسفة التي حاقت بالكنيسة القبطية في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

1- قام بنزع ملكية أراضي أوقاف البطريركية والأديرة القبطية وتم توزيعها على الفلاحين المسلمين بنسبة 99%. وكان هذا أمرا غير لائقا حيث أن أوقاف الأديرة والكنائس عبارة عن تخصيصات دينية الطابع وفي الغالب يكون مصدرها وصية تتيح امكانية صيانة أحد الأديرة والحفاظ عليه أو تمويل أعمال خيرية أو مصروفات تشغيل رجال الدين. كما أن ممتلكات البطريركية لا تشكل أملاكا لشخص معين وأموالها انما هي في خدمة الألوف من الأقباط.
وعلى سبيل المثال فقد صودرت من أوقاف دير الأنبا أنطونيوس بمركز ناصر بني سويف ما يقرب من 850 فدان. والعجيب أن قانون توزيع الأراضي الزراعية لم يطبق على الأوقاف الاسلامية مثلما طبق على الأوقاف المسيحية. وفضلا عن ذلك فان تطبيق هذا القانون على أوقاف الأقباط وحدهم قد ألحق الضرر بالخدمة المسيحية الدينية كما ألحق الضرر بالمنتفعين من تلك الخدمات. كما أدى الى افقار المسيحيين الأغنياء لصالح المسلمين الفقراء.
2- الاعتداء على كنيسة بضواحي الأقصر عام 1968م
3- حادثة جبانة الأقباط باخميم سنة 1970م
حدثت معركة مؤسفة ومؤلمة سنة 1970 في جبانة الأقباط باخميم راح ضحيتها خفير الجبانة (عطا الله أبادير) وأحرقت جثته بالنار أما القمص فلتاؤوس سدرا كاهن المدينة فقد ضرب على راسه في مواضع مختلفة كما ضرب بالسكين في أماكن أخرى من جسمه كما أصيب السيد عزيز جاد السيد في عينه اصابة بالغة وأصيب أيضا شاب أجريت له على الفور عملية تربنة. كما أصيب البعض بجروح نقلوا على أثرها للمستشفى كما اصيب آخرون اصابات مختلفة وقيل أن سلطات الأمن قبضت على نحو 67 شخصا أفرج عنهم جميعا. بالاضافة الى ما سبق فقد تجمع الغوغاء والعامة وأخذوا جثة الطفل (نجل مراد جبرا الغنامي) وأحرقوها كما أحرقوا عربة دفن الموتى وأخذ بعضهم بالقيام بهدم البيوت المجاورة بالجبانة ورموا الأقباط بالحجارة والطوب وسحلوا بعض المسيحيين في الشوارع وخرج الغوغاء بمظاهرة عدائية وحمل بعضهم عمامة القمص فلتاؤوس سدرا وفراجيته على صندوق ميت فارغ وكانوا يهتفون بهتافات عدائية ضد المسيحيين مما أجبرهم على الاختباء في بيوتهم.

عصر الرئيس (المؤمن) محمد أنور السادات 1971-1981م

كان الرئيس المؤمن رجلا طائفيا وعضوا بجماعة الاخوان المسلمين وقد صرح في جدة عندما كان السكرتير العام للمجلس الاسلامي عام 1956م بأنه خلال عشرة سنوات سوف يحول أقباط مصر الى الاسلام أو تحويلهم الى ماسحي أحذية وشحاذين (أسامة سلامة - مصير الأقباط في مصر صفحة 217). وقد شجع الجماعات الاسلامية سياسيا وماديا. وعند اعداد الدستور الدائم سنة 1971 اقترحت الكنيسة القبطية على ألا ينص في الدستور على دين بالذات كدين للدولة أو أن يضاف الى المادة الثانية من الدستور (الاسلام دين الدولة) التعبير الآتي (وتعترف الدولة بالكنيسة القبطية بصفتها الكنيسة الوطنية). أو تعديل المادة 34 من الدستور المؤقت (1964) بما يكفل حرية اقامة بيوت العبادة دون قيود وفي عام 1979م تم تعديل الدستور وذلك بتغيير عبارة (الشريعة الاسلامية مصدر رئيسي من مصادر التشريع) ليكون (الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع).

مواقف نبيلة للرئيس السادات

1- كنيسة مدينة العاشر من رمضان 31/5/1978م وذلك بانابة السيد حسب الله الكفراوي وزير الاسكان وفضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن وكيل الأزهر بوضع حجر الأساس لكنيسة جديدة ومسجد في حضور قداسة البابا شنودة الثالث.
2- التبرع لترميم كنيسة طوخ دلكا 25/12/1978م حيث تبرع بترميم كنيسة مار جرجس وكنيسة الدير بطوخ دلكا الملحقة بمدرسة الأقباط. وكان يساوم الأنبا بنيامين أسقف المنوفية على تغيير اسم المدرسة الى مدرسة السادات بدلا من مدرسة الأقباط وقد رد عليه نيافته ان الأقباط يفخرون أن سيادتك تعلمت في مدرستهم وهنا صمت السادات.
3- التبرع لكنيستنا في واشنطن أثناء وجوده بأمريكا سنة 1979 بمبلغ خمسة الآف دولار
4- التبرع بسداد دين على الكاتدرائية سنة 1979م بمبلغ خمسة وتسعون الف جنيه
بأن قامت الدولة باعفاء الكنيسة من هذا الدين بأن تبرعت بسداده.

مظالم عصر السادات فيما يخص الكنائس فقط

1- بعدما قام بترميم كنيسة وقف دير البراموس بطوخ دلكا عاد واستولى على وقف الدير لكي يبني عليه مدينة ميت أبو الكوم الجديدة وذلك بدون أي تعويض للدير عن أراضيه التي استولى عليها.
2- تعنت الادارات المحلية ومديريات الأمن
فمن الأمور المؤسفة صدور قرارات جمهورية ببناء بعض الكنائس ويتم ايقافها عن طريق المحليات لأعذار مثل "دواعي الأمن" مثل كنيسة مار جرجس في رأس البر وكنيسة التحرير في امبابة وكنيسة السيدة العذراء بالعياط وكنيسة السيدة العذراء بحي كليوباترا بالاسكندرية.
3- الاعتداء على جمعية النهضة الأرثوذوكسية بسنهور 8/9/1972
4- اشعال النار في جمعية دار الكتاب المقدس بالخانكة 6/11/1972
واحراق محلات ومنازل عدد من الأقباط والتي على أثرها تم تشكيل لجنة برلمانية بمجلس الشعب برئاسة وكيل المجلس حينذاك الدكتور جمال العطيفي صاحب أشهر توصيات حبيسة الأدراج. وبعد انتهاء اللجنة من تقصي الحقائق لبحث ظروف الحادثة قام السادات بزيارة قداسة البابا شنودة الثالث في المقر البابوي واتفق السادات على اعطاء البابا خمسون تصريح لبناء الكنائس دفعة واحدة كل عام يتصرف فيها البابا دون الرجوع للسادات ولكن السادات لم يحترم ذلك الاتفاق حتى أنه حتى وفاته بأكتوبر 1981 لم تحصل الكنيسة على أكثر من ستين تصريح أو قرار جمهوري تقريبا.
5- كنيسة العياط 1973
حيث حصلت الكنيسة على قرار جمهوري لبناءها وعند الحفر بوضع أساس الكنيسة قام الاسلاميون المتطرفون والغوغاء بالهجوم على عمال الحفر بالعصي والبنادق وأوقفوا العمل في حفر أساس الكنيسة.
6- كنيسة العذراء في البيطاخ بنواحي سوهاج 1975
هاجم الغوغاء والعامة الكنيسة وكسروا الأبواب والشبابيك والدكك وأخذوا الأواني المقدسة والملابس الكهنوتية وصعدوا الى أعلى الكنيسة ليؤذنوا واصيب عدد كبير من الأقباط بجراح شديدة ولم يهتم الأمن بالقبض على الجناة.
7- كنيسة المحامدة بنواحي سوهاج
هاجم الغوغاء والعامة الكنيسة وأحدثوا تلفيات كثيرة بها وضربوا الكاهن القس/ داود القمص كيرلس عندما تعرض لهم وفتحوا رأسه ولم يقبض على الجناة.
8- حادثة كنيسة الملاك ميخائيل بالعوايسة مركز سمالوط يوليو 1976
وذلك أثناء زيارة الأنبا بفنوتيوس للكنيسة حيث قام الغوغاء والعامة من المتطرفين المسلمين بتمزيق اللافتات وقذفوا القاعة الملحقة بالكنيسة بالطوب وكسّروا ما بها من نوافذ وترابيزات وكراسي ودكك وقذفوا الكنيسة بالطوب.
9- اغلاق كنيسة السيدة العذراء بقرية منقطين مركز سمالوط 1977
حيث قامت الشرطة باغلاق الكنيسة وذلك لعدم وجود ترخيص لها.
10- حادثة مدينة التوفيقية بمركز سمالوط 1978م
حيث قام المسلمون بالهجوم على بيوت الأقباط ونهبها وسرقتها ثم هجموا على منزل القس غبريال عبد المتجلي وضربوه ونهبوه والذي توفى على أثر ذلك وتم قتل امرأه وطفل عمره 11 عام وجرح عدد كبير من الأقباط.
11- قتل القس رويس زاخر في أبوتيج 24/11/1978م
كاهن كنيسة يوحنا المعمدان بدويقة بأبو تيج ولم تقم جهات الأمن بالقبض على الجناة
12- اغلاق كنيسة يوحنا المعمدان بالزاوية بأسيوط 24/2/1979م
13- حريق كنيسة قصرية الريحان بمصر القديمة 19/3/1979م
حيث أتت عليها النيران بالكامل ولم يبق منها شيئا. وقيدت القضية ضد مجهول والجدير بالذكر انقطاع المياه عن المنطقة لمدة ثلاثة أيام قبل الحريق كما أن الدولة أقرت وقتها بأنها ستعيد بنائها على نفقتها ولم يحدث وقتها شئ من ذلك.
14- حادثة كنيسة اسبورتنج الاسكندرية 7/1/1980م
حيث ألقى أحد المتطرفين قنبلة على الأقباط المجتمعين في الكنيسة ليلة عيد الميلاد. كما انفجرت قنبلة أخرى في صاحبها قبل أن يلقيها على كنيسة أخرى بالاسكندرية.
15- حادثة الزاوية الحمراء يونيو 1981
حيث أعلن المسلمون حقهم في قطعة أرض اعتزم بعض الأقباط على اقامة كنيسة عليها وتحول من شجار عادي الى معركة مسلحة وذلك بتشجيع وايحاء من الدولة حيث بلغ عدد القتلى الأقباط أكثر من (81) قتيل بالاضافة الى احراق وتدمير محلات ومنازل وممتلكات الأقباط.
16- حادثة كنيسة السيدة العذراء بمسرة 2/8/1981م
وذلك بوضع قنبلة انفجرت أثناء حفل زفاف بالكنيسة مما أدى الى اصابة 59 شخص منهم 14 مسلما وقد توفى 3 من المصابين منهم 2 من المسلمين.
17- قرارات 5 سبتمبر 1981م
أ‌- عزل قداسة البابا شنودة الثالث بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون
وذلك بالغاء قرار رئيس الجمهورية رقم 2782 لسنة 1971 بتعيين الأنبا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وتشكيل لجنة للقيام بالمهام البابوية من خمسة أساقفة. مع العلم أن الدولة لا تملك حق تعيين أو عزل البابا وانما هو اجراء شكلي فقط بعد اختيار البابا فعليا عن طريق القرعة الهيكلية بالكنيسة.
ب- اعتقال ثمانية أساقفة وأربعة وعشرون كاهنا
ج- اعتقال بعض الأقباط والقيادات القبطية وذلك بحجة التوازنات.
وكانت النتيجة الطبيعية لكل ذلك هي التعجيل بنهاية السادات المأساوية في 6 أكتوبر 1981 على أيدي أبناءه كما كان يناديهم لتنطوي صفحته الى مزبلة التاريخ.

عصر الرئيس حسني مبارك 1981 الى الآن

صاحب أشهر قرار جمهوري برقم 157 لسنة 1991 والمنشور في الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 2/5/1991م صفحة 889 وذلك بتصليح دورة مياه كنيسة ميت برة مركز قويسنا محافظة المنوفية.

وليس لنا أي تعليق على ذلك!!!!!

المواقف النبيلة للرئيس حسني مبارك تجاه الكنيسة

1- القرار رقم 6 لسنة 1985 باعادة تعيين الأنبا شنودة الثالث في 3يناير 1985م
قام الرئيس حسني مبارك بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين الذين اعتقلهم السادات في سبتمبر 1981 واستقبلهم في القصر الجمهوري الا أنه ترك البابا في حجزه حتى يوم 13/1/1985م وهو ما أعطى انطباعا بأن قضية الوحدة الوطنية والمساواة بين كافة المصريين ليست لها الأولوية في النظام الحالي. كما أن قرار رجوع قداسة البابا الى كرسية لم يأتي بالصيغة التي طلبها الأقباط وهي الغاء قرار الرئيس السادات وانما جاء القرار يعاد تعيين الأنبا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. كما جاء القرار بناء على اقتراح وزير الداخلية وهو ما أعطاه طابعا أمنيا وبدا الأمر كما لو أن مسألة الوحدة الوطنية والأقباط شأن أمني وليس سياسي.
2- جعل عيد الميلاد عيدا قوميا وعطلة رسمية في الدولة ديسمبر 2002م
ونحن ننتظر جعل عيد القيامة المجيد أيضا عيدا رسميا.
3- الاهتمام بمنطقة شجرة مريم بالمطرية 21/5/1992م.
4- تشكيل لجنة مشتركة لحل مشاكل الأوقاف القبطية
تم تشكيل لجنة رقم 133 (ا) لسنة 1996 لدراسة مشكلة اعادة الأوقاف القبطية الى الكنيسة حيث تم اعادة ما يقرب من نصف الأوقاف التي تم مصادرتها.
5- القرار الجمهوري رقم 13 لسنة 1998
بتفويض المحافظين في مباشرة اختصاصات رئيس الجمهورية الخاصة بالتراخيص للطوائف الدينية بتدعيم الكنائس أو ترميمها وذلك مع عدم الاخلال بأحكام القوانين واللوائح المنظمة لهذه الأعمال.
بالرغم من أن الأقباط كانوا يتوقعون أن تقوم الحكومة بالغاء التشريعات المتحكمة في بناء وترميم الكنائس كلية
6- القرار الجمهوري رقم 453 لسنة 1999
وينص على أن يكون الترخيص بترميم أو تدعيم كافة دور العبادة من اختصاص الجهة الادارية المختصة بشئون التنظيم في كل محافظة.

مظالم عصر حسني مبارك فيما يخص دور العبادة

في عهده أثمرت وأينعت بذرة الارهاب الاسلامي وتعددت حوادث الاعتداء على أرواح وممتلكات وكنائس الأقباط ويمكن تلخيصها في الآتي
أ‌- أصبحت الدولة ممثلة في جهاز الشرطة والأمن طرفا في الكثير من هذه الاعتداءات ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
1- تحرك الأمن المركزي لمنع عمل سندة من الداخل للسور الآيل للسقوط لكنيسة ههيا شرقية.
2- هجوم الشرطة على كنيسة مار مينا بالمندرة بالاسكندرية مايو 1996
3- هدم مبنى مطرانية شبرا الخيمة فبراير 2001
4- حادثة منقطين بسمالوط 16/2/1991 حيث قامت الشرطة بالهجوم على الكنيسة بقوات مدججة بالسلاح محمولة على 17 سيارة كبيرة واعتدوا على القسوس بالضرب بالأيدي والأرجل وقاموا بتخريب الكنيسة وموجوداتها من كتب مقدسة وأيقونات وألقوها أرضا وداسوها بالأقدام كما قاموا بتخريب سكن الكاهن. وفي اليوم التالي قام رجال الشرطة بنزع أبوا ب ونوافذ الكنيسة وتحميلها على سيارات الأمن المركزي.
5- هدم سور كنيسة البلينا سوهاج.
6- اغلاق كنيستين بالاسكندرية
الكنيسة الأولى بالكيلو 19 طريق الاسكندرية العجمي بنجع العرجي
الكنيسة الثانية بالقرب من العامرية
7- الهجوم التتري على دير الأنبا أنطونيوس في 19/8/2003
8- الاعتداء على كنيسة الشهيد جورج بأسيوط في 19/9/2003
9- اعتداءات متكررة من الجيش المصري الباسل على مركز بطمس لخدمة المعوقين التابع لدير راهبات مار يوحنا الحبيب وذلك في أعوام 1996، 1997، 2001، 20/2/2002، 16/4/2003
10- الاعتداء على كنيسة طحا الأعمدة مايو 2004
والذي راح ضحيتها القس ابراهيم ميخائيل واثنين من شمامسة الكنيسة
ب‌- تعنت ومراوغة الادارات المحلية في اجراءات ترميم الكنائس
على سبيل المثال:
1- دير السيدة العذراء والأنبا ابرام بقرية دلجا بديرمواس
2- كنيسة السيدة العذراء بأبو الهدر مركز ديروط أسيوط 16/2/1999
3- كنيسة مار يوحنا المعمدان بقرية أولاد الياس مركز صدفا
4- كنيسة العذراء والملاك غبريال بناحية سندنهور بنها قليوبية
5- مبنى كنيسة السيدة العذراء بكفر درويش بالفشن بني سويف
6- المراوغة في اقامة جبانة بناحية السراروة مركز جرجا
7- كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بالقلج مركز الخانكة
8- كنيسة السيدة العذراء بقرية الأشمونين مركز ملوي
9- كنيسة الأقباط الكاثوليك بقرية حجازة قبلي بمركز قوص
10- الكنيسة الانجيلية بأبو حماد الشرقية
11- كنيسة القديس مار مرقص الرسول بأسيوط
ج- بعض الحوادث الارهابية ضد الكنائس
1- حادثة كفر الشيخ
تناقل المسلمون في احدى قرى كفر الشيخ أن الأقباط مجتمعون في منزل واحد منهم للصلاة فقام المسلمون بحرق المنزل على من فيه مما أدى الى احتراق زوجة صاحب المنزل.
2- حادث أبوقرقاص 1989
قامت جماعة من المتطرفين المسلمين بالهجوم على كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك وقتل فيها اثنين من الأقباط
3- حوادث أبو قرقاص 2/3/1990
حيث خرج الارهابيون بعد صلاة الجمعة بالاعتداء على الأقباط و سلب ونهب وتخريب منازلهم ومتاجرهم وكنائسهم
4- القاء متفجرات على كنيسة السيدة العذراء بعين شمس في 16/3/1990.
5- انفجار قنبلة في كنيسة السيدة العذراء بسنهور الفيوم 19/4/1990
6- احراق كنيسة بورسعيد يوليو 1990
7- احراق كنيسة الأنبا أنطونيوس بحوش عيسى 1991
8- مذبحة دير المحرق القوصية أسيوط 11/3/1994
9- حريق كنيسة الأنبا ابرام بالعزب الفيوم في 19/4/1996
10- مذبحة قرية الفكرية أبو قرقاص المنيا 12/2/1997
قام المتطرفون المسلمون بهجوم ارهابي على الأقباط في صحن كنيسة مار جرجس مما أدى الى استشهاد تسعة أشخاص
11- حادثة قرية التمساحية القوصية أسيوط في 7/3/1997
هاجم الغوغاء عقب صلاة الجمعة كنيسة الأمير تادرس المشرقي
12- الاعتداء على كنيسة قصر رشوان بالفيوم في 28/8/2000
13- الاعتداء على كنيسة السيدة العذراء بقرية بني واللمس مغاغة 10/2/2002
14- ومازال العرض مستمرا لمزيد من الأحداث.

الخلاصة:

اننا نطالب بأحد الحلول التالية:

1- تطبيق روح ونصوص الخط الهمايوني كاملة بدون نقص أو تحريف. وفيما يتعلق ببناء الكنائس أن تكون من سلطة البابا أو رؤساء الطوائف مع أخذ الموافقة مباشرة من رئيس الجمهورية بدون أي وساطات طالما لا يوجد هناك موانع ملكية وذلك في ظرف مدة معينة ولا يكون هناك أي مانع للبناء لأي سبب آخر مهما كان.
2- الغاء الخط الهمايوني وكل ما يتبعه من قوانين مقيدة لحرية بناء الكنائس وانشاء قانون موحد لجميع دور العبادة بدون استثناء.

عادل داود
قبطي بالمهجر
adel_dawoud@hotmail.com

المراجع:
فتح العرب لمصر د. الفرد ج. بتلر
أقباط ومسلمون د. جاك تاجر
تاريخ الكنيسة القبطية بعد مجمع خلقيدونية الأنبا يوأنس
تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا
وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها القمص أنطونيوس الأنطوني
الأقباط في وطن متغير د. غالي شكري
مركز الوثائق والمعلومات بمركز ابن خلدون للتنمية 2000

جميع الحقوق محفوظة لـ دراسات مصرية، موقع تابع للأقباط متحدون

© 2006 Copts United  http://www.copts-united.com/, all rights reserved .
Best view : IE6 ,IE7  Screen resolution 800 by 600 pixels