الأقباط متحدون | مذكرات راغب مفتاح(ذكريات اجتماعية واقتصادية فى الموسيقى القبطي 3- البحث عن الألحان القبطية ومقاومة حركة الاصلاح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٠٥ | الأحد ٨ مايو ٢٠١١ | ٣٠ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : .....
٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

مذكرات راغب مفتاح(ذكريات اجتماعية واقتصادية فى الموسيقى القبطي 3- البحث عن الألحان القبطية ومقاومة حركة الاصلاح

الأحد ٨ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
الألحان القبطية هى ذلك التراث التسبيحى الذى حفظته الكنيسة القبطية على مدى ألفى عام،وكانت وسائل الحفظ له هى ترديدها فى الصلوت والأصوام والمطانيات،وكونها ترجمانًا عن الدموع والعرق والدم عبر القرون العديدة.واستطاعت الكنيسة أن تحفظ هذه الألحان داخل صحنها المقدس ألفى عام،رغم عدم تدوينها موسيقيا ورغم عدم توافر أجهزة التسجيل التى انتشرت فقط فى هذا القرن، فاعتمدت الكنيسة على التراث الشفاهى"Oral Tradition" فى حفظ هذه الألحان، وأوجدت من أجل هذا المرتلين"Cantors'" وهم عادة ما يكونون من مكفوفى البصر، لقدرة ذاكرتهم على اختزان هذا القدر الكبير من الألحان،التى يصل عدها إلى حواى 575 لحنا، وتتراوح المدة الزمنية لكل منها، ما بين نصف دقيقة إلى عشر دقائق.

ويعتبر تناقل التراث الشفاهى لحفظ هذا الكم من الألحان القبطية من الأمور المبهرة،وقد ساعد على وجودها إصرار الكنيسة القبطية التقليدية على عدم التفريط فى كل ما تسلمته من الآباء الرسل، دون أدنى حياد عنه بحيث اتصف بسمات لم تتعرض للتغريب، بل يذهب البعض إلى أن بقاء تراث الألحان القبطية طيلة هذه القرون،يفوق أو يضاهى معجزة بقاء آثارنا الفرعونية.

واعتقد بعض الباحثين فى مجال الموسيقى القبطية،أن الألحان الكنيسة قد اكتملت فى القرن الخامس الميلادى،بعد أن انتشرت الديانة المسيحية بين المصريين جميعًا،وبدأت تتكون معها ملامح الصلوات والطقوس، وأخذت فى التطور التدريجى حتى استقرت، ومما يؤكد ذلك اكتشاف أقدم نوتة موسيقية فى ذات الفترة.
ومع مجىء الحملة الفرنسية إلى مصر(1798- 1801م) حاول أحد أعضائها ويدعى "فيلوتو" تدوين أول نوتة للألحان القبطية على الطريقة الغربية فى تدوين الموسيقى، ولكن باتت الحاولة بالفشل.

وبعد أكثر من قرن الزمان، تتدخل يد الله للحفاظ على الألحان القبطية، فى ظهور شخصية الدكتور راغب مفتاح الذى وهب نفسه من أجلها، ففى أثناء البحث عن "المعلمين" ما بين شمال مصر وجنوبها، عثر على مجموعة من الألحان القبطية، نذكر منها على سبيل المثال لحن" تى شورى الكبير الحزاينى" للمعلم "توفيق"، وكذلك لحن" ابتجيك ايفول" وهى من الألحان التى ظلت كما هى، ولم تتأثر على مر الزمن.

ويذكر راغب مفتاح كيف قضى على دعاة التخلف ، ففى اثناء سير هذا العمل العظيم( يقصد جمع الألحان) قامت فئه من الأقباط تدعى بجماعة" الاصلاح القبطى" بمقاومته بابدال الألحان بأخرى هابطة فناً ونصاً( يقصد تغير اللحن الاصلى)، فقاومه للحفاظ على أصلها وعرقتها، وظلت هذه الجماعة تحاربه وتعرقل سبله فى جمع الألحان، ولم تكف عن محاربته إلا بعد سفره إلى اوروبا بدعوة من جامعتها؛ وإلقاءه مجموعة من المحاضرات،التى نالت أعجاب الحاضرين.

وهنا نشير إلى رحلة راغب مفتاح إلى إنجلترا، كما وصفها لنا "عبدالله فهيم مفتاح" فيقول:"فسافر راغب مفتاح مع الاستاذ فيولاند سميث الى انجلترا فى عام 1932 م، لالقاء محاضرات من هذا الفن القبطى، فى جامعات اكسفود وكمبريدج ولندن – وفى محاضرة اكسفود التى قدم لها عالم المصريات '' Prof Griffith" (جرت العادة هنا فى اوكسفورد اذا شغلت ثلث مقاعد القاعة تعتبر المحاضرة الملقاة ناجحة ، اما الآن وقد شغلت مقاعد القاعه باكملها، ووقفت الناس فى الردهه الخارجيه،فتكون المحاضرة اكثر من ناجحة ) – وقد حضر هذه المحاضرة عالم المصريات Prof B------ عالم المصريات، ومؤلف اكبر قاموس قبطى انجليزى Prof Gum ورئيس الاباء اليسوعيين فى العالم كله – ودكتور ابنتشتين العالم الالحانى فى الفيزياء، وغيرهم من كبار العلماء ، وقد نقل مراسلوا الصحافة الاجنبية والمصرية، تعقيباتهم عن هذه المحاضرة الى انحاء العالم اعترافا، بهذا الفن العريق ، وبهذا قضى على كل محاولة لمقاومة هذا الفن المصرى الصميم".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :