CET 00:00:00 - 11/07/2010

لسعات

بقلم: مينا ملاك عازر
وصلتني رسالة إليكترونية فكرتها تقوم على تجربة قام بها بعض العلماء، حيث جمعوا خمسة قردة في قفص واحد، ووضعوا معهم سلم وفوقه موز، وكل ما يطلع أحد القردة لأخذ الموز، يرشوا على باقي القردة ماء بارد حتى صار كل قرد يحاول الطلوع يضربه القردة ويمنعونه، ثم سحبوا قرد ودفعوا بقرد آخر، فحاول الطلوع على السلم فقاومه القردة الآخرين بالضرب، ولما سحبوا قرد آخر ووضعوا قرد مختلف انضم القرد البديل الأول للباقين في منع القرد الجديد من الطلوع للموز، وهكذا أخذوا يستبدلوا قرد بقرد حتى صار خمسة جدد ولكنهم استمروا في منع الجديد من طلوع السلم لأخذ الموز.

وطبعًا لو سألت القردة لماذا تسلكون هكذا ستكون الإجابة أنهم توارثوا هذا من الآباء والأجداد، وهكذا نحن نرث الكثير من الروتين الغبي لا لشيء إلا لأننا لا نحاول فهم ما وراءه من أسباب لعمله، ولا نحاول تغييره ولا تجربة غيره، وبذلك نستمر في سكة الانهيار لا لشيىء إلا لأننا لا نريد أن نغير، أو نخاف من التغيير، أو لا نعرف لماذا نفعل هكذا، غير أن ذلك نابع من عدم رغبة في التطوير ونقص الكثير من الجراءة لتجربة كل ماهو جديد لكثير من مواقفنا، يعني مثلاً.. نحن لا نحاول ابدًا أن نأتي في موعدنا لا لشيىء إلا لأن المواصلات غير منضبطة، والمرور سيئ.

والغريب أننا لم نحاول في مرة من المرات التي تقف فيها المواصلات عقبة أمامنا، أن نحاول النزول بدري لكي نتحاشى مشكلة المواصلات، وكل مرة نلقي باللوم والتبعية على المرور والمواصلات، كأنها أول مرة تحدث، أي غباء أكثر من هذا!!

وتعالوا ننظر لموقف آخر، وهو أنك كل مرة تحب مصر تجد مَنْ يكَرهك فيها، وكل ما تحاول تقرب منها تجد مَنْ يهجرك منها، وفي كل مرة تهاجم مصر -مع أن مصر مش السبب لكن السبب اللي بيحاولوا يكرهوك فيها- زي ما تكره شغلك مع إن السبب المدير بتاعك، وتكره حياتك مع إن السبب مراتك.

طبعًا أنا مش بقول إننا أغبياء.. لكننا نفعل أشياءًا متوارثة بدون فهم، أو رغبة في تغييرها، ولا حتى نفهم لماذا؟ ليس لأننا أغبياء -لا سمح الله- لكن لأننا لا نحاول أن نجرب، وليست لدينا الجرأة اللازمة للتغيير، وعندنا موروث من الأمثال الشعبية الهدامة زي المثل اللي بيقول: "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفهوش"، و"يا ناكر خيري بكره تشوف زماني من زمن غيري"، و"ما تعرفشي قيمة أمك غير لما تشوف مرات أبوك"، كلها أمثال تحض على البقاء هكذا دون محاولة للتغيير والرضا بالواقع والمقسوم والنصيب.

المختصر المفيد: "هناك شيئان لا حد لهما.. الغباء الإنساني، والعلم"

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

كيف تتم صناعة الغباء؟؟

لمسات

الساحرة المستديرة

حديث آخر الشهر

المولد انفض

جديد الموقع